سقى الله الدُش والدِش

  • 1/25/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مرَت جميع الحضارات بنكبات وعوائق تعرقلت عجلة النُمو بها ولكِنها لم تقف عندها وذلك لأن العجلة سخِر لها قائد مقدام أصلح الخلل وتجاوز بعجلته النكبات وسعى بها نحو التَقدُم. لنأخذ مثلا الحضارة الأمريكية - بمعزل عن الدِين والسِياسة الخارجيَة- كونها من القوى العظمى ولنعود معا إلى قرار تحرير الرِق والذي يشهد له العالم على أنَه من أهم القرارات السِياسيَة التِي اتخذت على مر الأزمنة والعصور، ذلك القرار الذي نراه الآن بديهيا لم يكن آنذاك من السُهولة في شيء، بل أن مجرَد التلميح به أدَى إلى قيام حرب أهليَة اعتبرت الأكثر دمويَة في التاريخ الأمريكي. هل أثنت تلك العوامل الصَعبة القائد المقدام عن قراره الذي يناديه إليه العدل والعقل والمنطق والإنسانية كلها معا..؟ ترليون لا.. جهَز جيشه وواجه خصومه الظلاميين مالكي الرق وانتصر بالحق وأصدر القرار الذي غيَر تاريخ الدَولة. أستطيع ان أقول إن تجارة العبيد كانت من أكبر العوائق التي اعترضت طريق الحضارة الأمريكية مع وجود غيرها كالأحزاب وأزمة الضرائب والأزمة الاقتصادية الكبرى والحروب العالمية والحرب البادرة وأحداث الحادي عشر من سبتمبر عوضا عن الكوارث الطَبيعية الخارجة عن إرادة البشر والتي تعد جزءا لا يتجزأ من نكبات الطَريق. في أقل من مائة وخمسين عاما ومع كل ما شاك الطريق، تمكَنت الولايات المتَحدة بقياداتها من أن تصبح أعظم وأغنى قوة بالعالم.مهّد قرار تحرير الرق الطريق لمعظم قرارات الإصلاح التي تبنَتها الحكومة الأمريكية في حقبة إعادة الإعمار، ولو أن السِياسي أمسك القرار العادل خشية الإختلاف لما وصلت أمريكا لمصاف القوى العظمى. حضارتنا التي تجاوزت المائتي عام منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، و-إن شئتم- لم تتجاوز المائة عام منذ تأسيس الدولة السعودية الثالثة، مرَت بنصيبها من النَكبات هي الأخرى.. فمثلا هناك نكبة التلفزيون ونكبة البنطلون ونكبة السِيكل ثمَ السيَارة مرورا بحرب تعليم البنات وحرب الدشوش ومعركة الباندا وعضوات الشورى والعطلة الأسبوعية وقيادة المرأة، وأخيرا وليس آخرا غزوة ذات المراجيح والتي كان أبرز خصومها أعضاء الهيئة وفتيات متمرجحات. وحكومتنا -بقياداتها الرَشيدة كذلك- قادت عجلة النمو وتجاوزت جميع هذه العوائق على صعوبتها ولم تثنها عن إصدار قرارات سياسية عادلة والمضي قدما نحو الحضارة. سوف يكون هناك دائما من يردِد "عسى الله لا يغيِر علينا" ومن يقاوم التَغيير مهما كان ايجابيا، فمجازا هناك من هو مملوك لمخاوفه مثل ما هناك مملوك لإمام ومملوك لشيخ ومملوكة لولي أمر، مع أنَنا لو أخذناه بشعاره هذا ووضعناه في آلة زمنيَة وعدنا به مئة سنة للوراء سوف نسمعه يردِد "سقى الله الدُش والدِش" وستضيف الأنثى: "والبنطلون اللي مع أنه كان شرا مستطيرا لكنَه سترني يوم انِي تمرجحت وطبَت الهيئة علي ومن الرُوعة تشقلبت"..!

مشاركة :