هندس خيرك مع «مهندسي الخير» - مقالات

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«‎إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو أضعف منه وأفقر، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه، إن النعم إنما تحفظ وتدوم وتزداد بالشكر، وإن الشكر لا يكون باللسان وحده، ولو قال ألف مرة - الحمد لله». علي الطنطاوي لكل شخص، طموح في حياته يسعى أن يصل إليه، وبالذات فئة الشباب، فطموحاتهم تكون كبيرة وتعانق أحلامهم السحاب، خصوصاً بعد التخرج من الجامعة يبدأون التفكير بالزواج والوظيفة والبيت وغيرها من الأفكار، ولكن أن تجد شبابا كويتيين وفي عمر الزهور يتنازلون عن أوقاتهم من أجل العمل الإنساني وخدمة ومساعدة الفقراء حول العالم، فهذا يمثل قمة الرقي الإنساني. ومن قيم ومفاهيم مجتمعاتنا الإيجابية في هذه الأيام، انخراط الشباب في بعض الأعمال الإنسانية، والسفر لمساعدة المحتاجين، رغم كثرة الملهيات من حولهم. في هذا الجو الإنساني، قررت مجموعة من المهندسين الشباب، وهم «مهندسي الخير»، وبالتعاون مع «الرحمة العالمية»، أن يقوموا ببناء مدرسة الثانوية الصناعية في مجمع «دار الخير» في ولاية كسلا شرق السودان في شهر رمضان المبارك، وهذا المجمع سيتم بناؤه بالشراكة بين الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والرحمة العالمية وفريق رحماء، ويحتوي على العديد من الوحدات المختلفة من مدارس لكل المراحل، وسكن للأيتام ومبنى إداري ومستوصف. «مهندسي الخير» يمثلون مفخرة كويتية، وساهموا في رسم الابتسامة على وجوه الكثير من الفقراء حول العالم وفي مختلف القارات، مستلهمين وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما أتاه رجل يشكو قسوة قلبه، فقال عليه الصلاة والسلام: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك»، ويستحقون بأن تعلق أسماؤهم على لوحة الشرف ويتم تكريمهم، وهم محمد الخميس، وعيسى السبيته، وأنس النفيسي، ومحمد الدوب، وعبدالله الحميدي، وغيرهم كثر. ويهدف مشروع «مهندسي الخير» إلى إنشاء المدارس والمعاهد لتعليم الفقراء والمحتاجين في الدول الفقيرة، وإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية لمعالجة الفقراء، وتوعية المجتمع بأهمية الصدقه وأثرها على حياة الفرد والمجتمع، وتطبيق مجالات الهندسة في العمل الخيري، وبناء الآبار والمشاريع الأخرى وعلى حسب الاحتياج. ‎مجموعة «مهندسي الخير» التي تهندس الخير في شهر الخير، وما تقوم به من أعمال ونتائج إيجابية على أرض الواقع والمساهمة في بناء مجتمعات منتجة، وليس فقط الحديث النظري من دون العمل، أعتقد أن عملها يعد نقلة نوعية في العمل الإنساني التطوعي، حيث أسست بالفعل لعمل تطوعي بفكر شبابي جديد ومستنير وفكرت ببناء الإنسان، وأفكارها ومشاريعها قابلة للتطوير، وخلاصة عملها الفني المميز أن كل إنسان لديه موهبة أو عمل، بإمكانه أن يوظفه في عمل خيري، مثل «معلمي الخير» و«أطباء الخير» وكل المهن والأعمال وعلى غرار مهندسي الخير. ‎إن العمل الإنساني أصبح فيه من الابتكارات والتنوع ولم يعد قاصراً على أحد أو سن أو مجموعة بل من الممكن أن يقدم كل إنسان عملا تطوعياً بما يملكه من قدرات وإمكانات، خاصة في عصر التواصل الاجتماعي الذي سهل مهمة الأعمال الإنسانية. ‎ويقول الدكتور محمد العوضي: «إن دورات التنمية وطلب السعادة وتحقيق التوازن الذاتي التي عمت العالمين الغربي والشرقي، تؤكد أن أحد أهم أبواب السعادة، الانخراط في العمل التطوعي وتقديم الخدمة لأصحاب الحاجات ومشاركة المثقلين بالهموم والآلام والتخفيف عنهم بما نستطيع ومن لديه أدنى ثقافة عن ديننا يدرك الآفاق التي مدها في إسعاد البشر وإغاثة كل ما فيه حياة وإحساس» بوركت جهود «مهندسي الخير» ، والذي يعتبر عملهم إضافة نوعية للعمل الإنساني الكويتي. ‎ akandary@gmail.com

مشاركة :