عواصم (وكالات) كشفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، إن رقماً قياسياً بلغ 65.3 مليون شخص نزحوا أو فروا «قسرياً» عن ديارهم في أنحاء العالم خلال 2015، جراء النزاعات والحروب، مبينة أنهم يواجهون عادة «الجدران والقوانين الصارمة ورهاب الأجانب مع وصولهم للحدود». هذا الرقم الذي قفز من 59.5 مليون شخص في 2014 وبنسبة 50% خلال 5 سنوات، يعني أن 24 شخصاً باتوا ينزحون عن مناطقهم في كل دقيقة، وأن واحداً من بين كل 113 شخصاً في العالم يحمل حالياً صفة لاجئ أو طالب لجوء أو نازح داخل بلاده. وذكرت المفوضية في تقرير «الاتجاهات العالمية» الذي صدر بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين، أن القتال في سوريا وأفغانستان وبوروندي وجنوب السودان تسبب في موجة النزوح الأخيرة مما رفع العدد الإجمالي للاجئين إلى 21.3 مليون شخص نصفهم من الأطفال. ومنذ عام 2011 عندما بدأت الحرب الأهلية السورية، وهذا الرقم في تزايد عاماً بعد عام بعد أن كان مستقراً نسبياً بين 1996 و2011، بحسب تقرير الإحصاء السنوي الذي نشرته المفوضية، وبلغت نسبة الارتفاع فيه 9,7% بالمقارنة مع العام 2014. ويفوق عدد اللاجئين والنازحين البالغ 65,3 ملايين شخص عدد سكان بريطانيا. وأكد فيليبو جراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، في إفادة صحفية «اللاجئون والمهاجرون الذين يعبرون البحر المتوسط ويصلون إلى شواطئ أوروبا يحملون رسالة مفادها أنك إن لم تحل المشكلات فإن المشكلات ستأتي إليك». وأضاف «من المؤلم أن الأمر استغرق كل هذا الوقت الطويل من الناس في الدول الغنية لإدراك ذلك... نحتاج للتحرك.. للتحرك السياسي لوقف الصراعات، سيكون هذا أهم وسيلة لمنع تدفق اللاجئين». وأشار التقرير إلى أن رقماً قياسياً بلغ مليوني طلب لجوء جديد تم تقديمها في الدول الصناعية في 2015. ومن بين هؤلاء ما يقرب من 100 ألف طفل جاءوا من دون عائلاتهم أو فصلوا عنها، وهو ورقم قياسي يمثل ارتفاعاً بثلاثة أمثال عن الرقم المسجل عام 2014. وجاءت ألمانيا، التي يحمل واحد من كل 3 متقدمين بطلب لجوء إليها الجنسية السورية، على رأس الدول التي تلقت طلبات بتسجيل 441900 طلب، وتلتها الولايات المتحدة بتسجيل 172700 طلب، الكثيرون منهم هاربون من العنف المرتبط بالعصابات والمخدرات في المكسيك ودول أميركا الوسطى. وأضاف التقرير أن الدول النامية مازالت تؤوي 86% من لاجئي العالم، بينها تركيا التي يعيش فيها 2.5 مليون سوري، وتليها باكستان، ثم لبنان. وتابع جراندي أن طالبي اللجوء الهاربين من الصراعات أو الاضطهاد يواجهون جدراناً عازلة وأجواء مناهضة للأجانب بصورة متزايدة. وأضاف: «تزايد الرهاب من الأجانب أصبح للأسف سمة أساسية للبيئة التي نعمل فيها...الجدران العازلة ترتفع في كل مكان ولا أتحدث فقط عن الجدران المادية، بل أتحدث عن الجدران التشريعية التي ترتفع في العالم بما يشمل دولاً في العالم الصناعي المتقدم كانت لفترة طويلة معاقل لمبدأ الدفاع عن الحقوق الأساسية المتعلقة باللجوء». وبعد أن أغلقت دول البلقان حدودها، أبرمت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً في مارس الماضي لكبح تدفق المهاجرين الذي أتى بمليون لاجئ ومهاجر إلى أوروبا في 2015. وحذر جراندي من أن «حقيقة توقف التدفق لا تعني أن مشكلة النزوح انتهت». من ناحيته، اعتبر يان إيجلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، وهو من المساهمين في إعداد التقرير، أن اللاجئين «ضحايا الشلل العام» للحكومات في العالم التي «ترفض تحمل مسؤولياتها».
مشاركة :