قال محللان ماليان إن أسواق المال واصلت تفاعلها بأخبار مفاوضات اندماج بنكي «أبوظبي الوطني» و«الخليج الأول»، إذ غلبت عمليات جني أرباح ومضاربات على السهمين اللذين استحوذا على الحصة الكبرى من تداولات «أبوظبي للأوراق المالية» يوم أمس، وتصدرا قائمة الأسهم الأكثر نشاطاً مقارنة بباقي الأسهم في سوقي دبي وأبوظبي الماليين. جلسة التداول تراجع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية، أمس، نحو 35 نقطة تعادل 0.77% عند مستوى 4490 نقطة. وبحسب بيانات السوق، فقد تم تداول 31.6 مليون سهم بقيمة 166.8 مليون درهم، منها 66 مليون درهم تداولات لبنك الخليج الأول، و51 مليون درهم لبنك أبوظبي الوطني، أي ما يعادل 70% من تداولات الجلسة تركزت على السهمين. وارتفع سهم «أبوظبي الوطني» خلال يومين نحو 20%، إذا أنهى جلسة أمس مرتفعاً إلى 9.65 دراهم، مقارنة بثمانية دراهم أغلق عليها الخميس الماضي. وشهد سهم بنك الخليج الأول مضاربات قوية تبعتها عمليات جني أرباح، هبطت بسعره بحدود 50 فلساً، لينهي جلسة أمس عند 12.6 درهماً. وفي سوق دبي المالي، ارتفع المؤشر العام بحدود تسع نقاط تعادل نسبة 0.28% عند مستوى 3306 نقطة، بتداولات قيمتها 137.7 مليون درهم، حصيلة التعامل على 99 مليون سهم. وأشارا إلى أن الأداء في سوق دبي يسير بشكل أفقي ويميل إلى الاستقرار. وأضافا أن من شأن تأسيس كيان مصرفي ضخم، يعد الأكبر في الشرق الأوسط، أن يموّل مشروعات كبرى، ويخفض كلفة الحصول على الأموال، ويضمن زيادة كفاءة التشغيل. وتفصيلاً، قال المحلل المالي وضاح الطه، إن أسواق المال واصلت تفاعلها أمس مع أخبار مفاوضات اندماج بنكي «أبوظبي الوطني» و«الخليج الأول»، إذ سادت عمليات جني أرباح ومضاربات في سوق أبوظبي للأوراق المالية، في حين كان الأداء أفقياً يميل إلى «استقرار» في سوق دبي المالي. وأضاف أن القيمة السوقية لبنك الخليج الأول أكبر من بنك أبوظبي الوطني، في وقت يتم فيه تداول أخبار عن عرض مقدم من «الخليج الأول» لشراء «أبوظبي الوطني» بعلاوة 14% فوق إغلاق جلسة الخميس الماضي، الذي سجل السهم فيه ثمانية دراهم. وأشار إلى أن الارتفاع الذي حققه سهم «أبوظبي الوطني» خلال جلستي الأحد والاثنين يفوق العلاوة المعروضة، ما يطرح سؤالاً عن مدى إمكانية رفعها أو تثبيتها. وكشف الطه أن عمليات جني الأرباح كانت السمة الغالبة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، إذ تركزت معظم التداولات على السهمين، أما سوق دبي المالي، فسجل مستوى منخفضاً من التداولات، تعتبر أقل بحدود 50% عن نظيرتها الشهر الماضي، في ظل عدم وجود محفزات قوية أو عوامل جذب للسيولة. ورأى الطه أن اندماج البنكين خطوة مهمة وإيجابية، خصوصاً في ظل تراجع أسعار النفط، وانخفاض مستويات السيولة والأرباح، ولذلك، يعتبر تأسيس كيان مصرفي يعد الأكبر في الشرق الأوسط بأصول تجاوز 170 مليار دولار، وقادر على تمويل مشروعات ضخمة لا تستطيع تمويلها الكيانات الحالية، أمر مهم جداً للاقتصاد، وربما يحفز على اندماجات جديدة في المستقبل. من جانبه، قال رئيس دائرة الأبحاث والاستراتيجيات في شركة الرمز للأوراق المالية، طلال طوقان، إن المضاربين في أسواق المال حاولوا الاستفادة من أخبار مفاوضات الاندماج بين «أبوظبي الوطني» و«الخليج الأول»، بناء على تحليلات من بيوت خبرة، لذلك كان السهمان أكثر نشاطاً في تداولات السوقين أمس. وأكد أن إفصاح البنكين أمس لسوق أبوظبي للأوراق المالية، يظهر أن الوقت مبكر جداً للحكم على نتيجة هذه المفاوضات. وتابع: «إذا خلصت المفاوضات إلى قرار بالاندماج، فإن هذا أمر إيجابي للقطاع المصرفي، يضمن زيادة كفاءة التشغيل، ويحد من المنافسة العالية في سوق يضم 49 بنكاً و960 فرعاً». وأوضح أن هذا الرقم كبير جداً قياساً بعدد السكان، ولذلك، فإن من المفضل وجود كيانات كبيرة تتمكن من تقديم خدمات أفضل، وتخفض كلفة الحصول على الأموال، وتوفر التمويل اللازم للمشروعات الضخمة.
مشاركة :