الشارقة: الخليج أثنى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، على الدور الكبير الذي تقوم به إدارة الجامعة في توفير نخبة من العلماء الأجلاء في مختلف المجالات، لتكسب كوكبة من طلبة العلم جل خبراتها، ساهموا جميعهم في جعل الجامعة تتبوأ مكانة رفيعة مرموقة بين نظيراتها محلياً وإقليمياً. جاء ذلك في كلمة لسموه ألقاها مساء أمس أمام حضور حفل تخريج الفوج الثاني من الدفعة 16 من طلاب كليات جامعة الشارقة، وذلك في قاعة المدينة الجامعية وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة. وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: إن ثقتنا بمقدرة أبنائنا وبناتنا من خريجي جامعة الشارقة على إحداث التغيير المرجو ورسم ملامح المستقبل الآتي مبنية على أسس علمية وواقعية، فهم الطلائع قد تم تأهليها في مناخات نهضة علمية كبرى تعمل عليها جامعة الشارقة تحت قيادة كوكبة من العلماء الأوفياء لبلوغ الآفاق العالمية وتعزيز مكانتها في الصفوف الأمامية الأولى بين الجامعات النظيرة على المستوى المحلي والإقليمي، ولا سيما بعدما أنشأنا منارتها العالية للبحث العلمي الرصين التي تقف وبجدارة بمحاذاة منارتها الأكاديمية ليشتركا معا في بث الأنوار العلمية والتعليمية في فضاءات مجتمعات طلبتها، مستفيدين من اتفاقيات التعاون والشراكة التعليمية والعلمية التي أنجزناها مع العشرات من الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية العريقة في مغارب الأرض ومشارقها، ومن المعاهد المتخصصة في مختلف ميادين البحث العلمي ومجموعاته التي أنشأناها أيضا في جامعة الشارقة والتي من شأن عائداتها من البحث العلمي أن تبني وتنمي وتطور كل ما تحتاج إليه المجتمعات البشرية لتحقيق احتياجاتها في مواجهة متطلبات العصر التقني الحديث ومستلزماته. وأضاف سموه، ونؤكد لكم جميعا أن كل ذلك كان وسيبقى متاحا للطالب وعلى مختلف برامج الدرجات العلمية التي يسعون للحصول عليها في جامعة الشارقة، مثلما هو متاح لأعضاء الهيئة التدريسية فيها، وبالتالي فإننا نثق بأن الخريج الذي تنتجه هذه البيئة الأكاديمية الرصينة جدير ومؤهل بأن ينبت في أرواحنا هذه الآمال وبما نتطلع إليه في المستقبل الآمن والمطمئن بإذن الله تعالى. وأردف سموه قائلا: إن كل ما أسلفنا هو القاعدة التي نبني عليها دعوتنا الأبوية لكم بالاعتماد على الله تعالى في كل شأن من شؤون حياتكم أولا وأخيرا، وأن تكونوا على أعلى درجات الثقة بأنفسكم من حيث التأهيل العلمي والمهاري الذي حصلتم عليه في جامعتكم، والذي سيمكنكم من إحداث التغيير إلى الأفضل والأنسب في ميادين عملكم وحياتكم، إذا جعلتم التجديد والابتكار والإبداع منهج حياة وعمل لكم، ولا تخشوا الفشل وأنتم تحاولون، فإرادة الاستمرار لتحقيق النجاح هي التي توصلكم بلا شك لهذا النجاح فيما تسعون للوصول إليه، كما أوصلت الكثيرين غيركم من كبار العلماء وصناع أدوات الحياة. واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته بقوله: إننا نقدم التهنئة لأنفسنا بالطلبة جميعا، ونقدمها لهم ولأولياء أمورهم وذويهم وأساتذتهم بما استطاعوا أن ينجزوه من العلم والمعرفة مع الرجاء من الله العلي القدير أن يوفقهم جميعا في حياتهم العملية، وفي مواجهة تحدياتها أيا كان حجم هذه التحديات ومهما كان مصدرها، وأن يكونوا دائما قادرين على تأكيد قيم الحق والعدل والخير. وكان قد بدأ الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة كلمة قال فيها بروح يملأها الفخر والاعتزاز، وبسعادة غامرة عامرة أتقدم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عنكم وعن أسرة جامعة الشارقة بأسمى معاني التهنئة والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، بتخريج هذه الكوكبة الجديدة من مواكب العلم والمعرفة، كما أقدمها لأبنائي الخريجين، ولآلهم وذويهم وأساتذتهم أجمعين. هذا رتل جديد من فرسان العلم والمعرفة، يتقدم اليوم إلى الحياة العلمية والعملية التي أعدهم لها الأكفاء والأوفياء من الزميلات والزملاء أساتذة جامعة الشارقة في قاعات العلم ومختبراته وحقوله المختلفة، تلك التي هيأها لهم كأفضل ما تكون، صاحب السمو، رئيس الجامعة، ضمن إرادة سموه السامية والبصيرة لما فيه الخير لهم ولمجتمعاتهم وأوطانهم، ليشاركوا في البناء الحديث القائم على الأصالة العربية والإسلامية. إنني على ثقة تامة، بأن كل واحد منكم يشعر بالرضى عما اكتنزه فكره من العلم والمعرفة التي اكتسبها خلال رحلته العلمية على مقعد الدرس وفي المختبرات وفي الأنشطة الصفية واللاصفية التي هيأتها له جامعة الشارقة خلال هذه الرحلة، لهذا أدعوكم جميعا إلى التحلي باليقين بربكم الكريم الذي منّ عليكم جميعا بالتوفيق والنجاح، وإلى تعزيز الثقة بأنفسكم، وبعلمكم، وبما ظفرتم به من خبرات ومهارات، لتشاركوا بفاعلية ليس فقط في دعم أدوات التنمية الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي أوطانكم، بل وفي دعم الحياة العملية الموفقة التي ستكونون عليها، بمشيئة الله تعالى. وتأكدوا أن جامعتكم تفتح أبوابها على مصراعيها دائما، لتمدكم بالعلم والمعرفة لكل من يأتي إليها طالبا المزيد ولكل من يرغب منكم في استكمال علمه ومعرفته ودراساته العليا. إن مشاعر الفخر والسعادة التي تعيشونها اليوم لا تعبر فقط عن اجتهادكم وجدكم وسعيكم للفوز والنجاح، بل تعبر أيضا عن رحلة طويلة وشاقة قوامها البذل والعطاء والتضحية، تلك التي بذلها الآباء والأمهات وأولياء الأمور، رحلة أحسنوا فيها تربيتكم وتنشئتكم . بعدها بدأت مراسم التخريج وتوزيع الشهادات حيث تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة بتســلــيــم شــهـــــادات التـخــريـــج للطـلــبـــة الخريجين والبالغ عددهم 297 طالبا من مختلف كليات وتخصصات الجامعة، حيث بلغ عدد خريجي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية 17 طالباً، وكلية إدارة الأعمال 21 طالباً، وكلية الهندسة 101 طالب، وكلية القانون 70 طالباً، وكلية الفنون الجميلة 4 طلاب، وكلية الاتصال 20 طالباً، وكلية المجتمع 64 طالباً. وفي آخر فقرات حفل التخريج ألقى الطالب هادف حسين السويدي من كلية الهندسة كلمة نيابة عن زملائه الخريجين قال فيها: إنه لشرف كبير وتقدير كريم لي أن أقف أمامكم اليوم في هذه المناسبة السعيدة أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الخريجين، لنقدم خالص شكرنا وعاطر امتناننا لمن أجاب دعوتنا وشاركنا في فرحتنا فلكم منا جزيل الشكر والتقدير. سنوات قضيناها في ردهات هذا الصرح الشامخ حملت لحظاتها محبة الصحبة وحرارة الألفة. سنوات أمضيناها معا في هذه الجامعة بين لذة التحصيل ومشقة السبيل، لنا في كل ركن من أركانها وساحة من ساحاتها ذكريات محفورة في خواطرنا، وآمال منسوجة في نفوسنا. حضر وقائع الحفل الشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، وعدد من السادة أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، والعميد سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وأعضاء مجلس أمناء جامعة الشارقة وجمع غفير من أولياء أمور وذوي الطلبة الخريجين.
مشاركة :