بعد سنوات طويلة من التقشف والكساد، وعقود طويلة من الاقتصاد الذي لم يسفر عن العطاء المتوقع، لا يعد الغضب الشعبوي في بريطانيا أمراً غريباً. ولكن قبل أن يلقي المواطنون البريطانيون بثقلهم وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء المقبل، فإنه يتعين عليهم أن يلقوا نظرة على القوى التي تقف وراء الاندفاع نحو الخروج من الاتحاد الأوروبي. وفي قمة المنطلقين بحملة الخروج هذه لا نجد تنوعاً يفوق ذلك الذي كان موجوداً في داوننغ ستريت خلال مرحلة ديفيد كاميرون. ويتعين كذلك طرح أسئلة عما يكمن وراء الحقائق المؤكدة التي تجري خدمتها الآن من جانب الكثيرين في فليت ستريت. وأعلى أصوات المطالبين بالخروج من الاتحاد الأوروبي تردد أصداء العناصر الخارجية في السياسة الأميركية. ويتعين إلقاء نظرة عبر المحيط الأطلسي ثم النظر مجدداً إلى مزايا أصحاب تلك الأصوات التي تدعو إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي. عندئذ يدرك المرء أن مجموعة من الناس الذين لهم دوافع اقتصادية يسعون إلى إخراج بريطانيا من الاتحاد، لكي يمضوا قدماً وراء إدارة بريطانيا بالطريقة التي يريدونها على وجه الدقة.
مشاركة :