تحدثت الصحف مطولا خلال الأشهر الماضية عن حوادث السيارات وخسائرها الكبيرة، والأرقام المرتفعة جدا لدينا بالمملكة مقارنة بدول العالم المختلفة، سواء في عدد الحوادث أو الإصابات، إلا أن المفاجئ أن عدد حالات الوفاة بالمملكة جراء السمنة يزيد عنها بكثير، ففي دراسة أعدت عام 1431هـ، كانت حالات الوفاة جراء حوادث السيارات سبعة آلاف حالة، إلا أن حالات الوفاة جراء السمنة بلغت واحدا وعشرين ألف حالة، وأن تكلفة حوادث المرور بلغت ثلاثة عشر مليارا، بينما تبلغ تسعة عشر مليارا مصاريف عمليات السمنة وتوابعها، ومن جانب آخر فان عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المنطقة الشرقية وحدها يبلغ سبعة آلاف حالة، بينما يبلغ عددهم بالمملكة ثلاثة ملايين ونصف المليون، حسب المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي، كما تشير الأرقام إلى أن نسبة البدانة في السعودية تصل إلى 70%،وفي هذا الإطار أيضا، يشير الدكتور وليد البكر -استشاري الغدد الصماء والأمراض الباطنية- إلى أن المملكة تُعد ثالث دولة في العالم في قلة الحركة والكسل قبل مالطا والسودان، إذا هناك وضع خطير متعلق بالسمنة وأمراضها وجزء من أسباب ذلك يرجع لقلة الحركة، ومن الواضح أن رؤية 2030 أشارت إلى الحاجة إلى رفع معدل النشاط الرياضي أسبوعيا بالنسبة للفرد، استشعارا بأهمية هذه القضية وضرورتها، وفي هذا السياق أعلنت سابك قبل أيام وبالتعاون مع بنك الاستثمار البدء بنظام تأجير الدراجات الهوائية، من خلال استخدام بطاقات الائتمان بالساعة، حيث تكلف الساعة عشرة ريالات، باعتقادي أن طرح هذه الفكرة يعتبر خطوة جيدة ومفيدة تشكر عليها إدارة سابك، فنحن في المجمل بحاجة إلى الكثير من المبادرات التي تهتم بالصحة والحركة والرياضة إجمالا، وتخفيف الوزن للتغلب على العادات الغذائية السيئة التي نعاني منها، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، وبذل القليل من المال والجهد حاليا للوقاية من الأمراض أفضل من التعرض للعديد من الأمراض المزمنة والمكلفة مستقبلا، والحاجة للاهتمام بالصحة قد تصل إلى مرحلة الواجب، والسبب أن البعد عن النشاط والرياضة يؤدي غالبا إلى الإصابة بالأمراض، من هنا فان الاهتمام بالرياضة يمكن أن يكون عندها أمرا واجبا. وقد أكدت الدراسات الفوائد الكثيرة لقيادة الدراجات الهوائية، فقيادة الدراجة الهوائية تعتبر من أفضل الطرق للمحافظة على اللياقة وانقاص الوزن، إضافة إلى فوائدها الأخرى، فهي تساعد على حرق الدهون، وتعمل على شد الجسم وتعزيز الطاقة وتعالج التهاب المفاصل وتقي من الأمراض المزمنة وتعالج التوتر والقلق، وتعزز الصحة الجنسية. تظل هواية ركوب الدراجات الهوائية في مجتمعاتنا حديثة، فمبادرة سابك الحالية سبقتها في العام الماضي مبادرة من قبل أمانة جدة، حيث هيأت مركزا زودته بعدد من الدراجات الهوائية، وقد ظهرت قبل حوالي السنتين وتحديدا في مدينة سيهات مجموعة تحت اسم «سيهات سايكلس» اهتمت وشجعت على قيادة الدراجات الهوائية، وتخرج هنا وهناك في كل فترة مبادرة مرتبطة بهذا الشأن، بقي أن نعرف أن هذا النوع من الثقافة لم ينتشر بعد في مجتمعاتنا، ويجب علينا التشجيع عليه، وتهيئة الظروف التي تساعد على ممارسة قيادة الدراجات، وتهيئة شوارعنا لاستيعابها، إن مثل هذا النوع من وسائل النقل، تعتبره بعض الدراسات أكثر إمتاعا من الوسائل الأخرى كالسيارات والقطارات، فما أجمل أن نشجع هذا النوع من الرياضة من أجل المتعة ومن أجل صحتنا أيضا.
مشاركة :