اعترف المتهم (ن.ع) الذي مثل أمس أمام محكمة الجنايات في دبي في أولى جلسات المحاكمة، بقتل الطفل عبيدة؛ وأقر بتناوله المشروبات الكحولية والقيادة تحت تأثيرها والاعتداء جنسياً على المجني عليه، إلا أنه أنكر تهمة اختطاف المجني عليه، مدعياً أنه اصطحبه معه بسيارته بمحض إرادته. وكانت النيابة العامة طالبت محكمة الجنايات في دبي، بإيقاع عقوبة الإعدام على المتهم، ووجهت في أمر إحالتها تهمة القتل العمد للمتهم مع سبق الإصرار والترصد المقترن بخطف الطفل والاعتداء على عرضه وتعاطي المشروبات الكحولية وقيادة سيارته تحت تأثير التعاطي. وبدأت الجلسة في تمام العاشرة صباحاً بمثول المتهم أمام الهيئة القضائية، حيث بدا الهدوء على ملامحه بشكل لافت، أثناء توجيه رئيس المحكمة القاضي عرفان عمر، لائحة الاتهام الموجهة إليه، مبتدئاً إياها بسؤال المتهم، إن كان قتل المجني عليه، حيث اعترف بذلك. اعتراف بالقتل وفي التفاصيل، أشار المتهم إلى أنه استدرج الطفل عبيدة من أمام كراج والده بمنطقة الصناعية في الشارقة، بعد أن أقنعه بالذهاب معه لشراء لعبة سكوتر وتوجه لمنطقة الممزر، وأنه إثر ذلك تناول 5 زجاجات من الكحول، وأنه كان غائباً عن الواقع ولا يستطيع التحكم في تصرفاته. حيث اعتدى على الطفل في الكرسي الخلفي من السيارة، وأنه بعد ذلك أحضر قطعة قماش التي ينظف بها مركبته، ولفها حول رقبة المجني عليه، وأخذ يضغط عليها لمدة 5 دقائق، حتى فارق الحياة، ثم تخلص من الجثة في منطقة المدينة الأكاديمية بالورقاء. دعوى مدنية وقدم المحامي الموكل من العائلة للترافع في القضية، لائحة بالدعوى المدنية مطالباً بالتعويض، وصرحت له المحكمة بأخذ نسخة من ملف القضية، فيما استفسر القاضي من المتهم عن وجود محام معه للدفاع عنه في أحداث القضية، فأجابه بالنفي، فسأله إذا كان يريد أن تنتدب له المحكمة محامياً له، فوافق على ذلك، وأجلت المحكمة نظر القضية لجلسة 27 يونيو المقبل لحين انتداب المحكمة محامياً للترافع أمامها عن المتهم. استنكار الخطف وفي أول رد فعل من والد الطفل عبيدة، أبدى استغرابه الشديد لإنكار المتهم تهمة الخطف التي وجهتها إليه النيابة، متمنياً أن تنتهي القضية في أقرب وقت حتى ترتاح عائلته، بعد أخذ القصاص، وأنه على تواصل مستمر مع المحامي للتعرف إلى مستجدات القضية أولاً بأول. وتمنى أن تنتهي هذه المصيبة التي حلت بعائلته، ويصدر حكم على القاتل سريعاً، حتى يستطيع أن يواصل حياته مرة أخرى، خصوصاً أنه لا يستطيع السفر لبلده بسبب الحالة النفسية السيئة التي يمرون بها، وأنه لا يتخيل عدم وجود ابنه عبيدة بصحبته، موضحاً أن همه الوحيد الآن هو حماية أهله وعائلته وبناته. حقوق وتعويض من جهة أخرى، أوضح المحامي الإماراتي محمد مرتضى الهاشمي، أن الهدف من الدعوى المدنية التي تقدم بها محامي أسرة المجني عليه، هو حفظ الحقوق والتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الكبيرين اللذين لحقا بأهل الضحية، مؤكداً أن هذا الإجراء هو حق للأسرة، نص عليه قانون الإجراءات الجزائية، مضيفاً أنه على ثقة تامة من أن قانون الدولة العادل سيعطي القاتل جزاءه، في جريمة غريبة ودخيلة على مجتمع الإمارات المتسامح.
مشاركة :