مسلمو ألمانيا.. 18 ساعة صيام والأتراك يشكلون الغالبية

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يضرب المسلمون في ألمانيا، هذا العام رقمًا قياسيًا في عدد ساعات الصوم، والتي تصل إلى 18 ساعة ونصف يوميًا، وتضم ألمانيا جالية إسلامية كبيرة، يتجاوز عدد أفرادها 4 ملايين شخص، ما جعل صوم شهر رمضان ذا طبيعة خاصة هناك. إفطار جماعي ويشكل الأتراك النسبة الأكبر والأغلب بين المسلمين في هذا البلد الأوربي. ويتمتع المسلمون في تلك الديار بهامش من الحرية لا بأس به، حيث يسمح لهم القانون الألماني بممارسة واجباتهم الدينية، والتعبير عن معتقداتهم وأفكارهم وتعمل الجالية الاسلامية في ألمانيا على تنظيم وجبات إفطار جماعية للمسلمين، ولغير المسلمين أيضًا؛ للتعريف بالإسلام، والتقارب مع مواطني البلد، خاصة أنه يوجد في ألمانيا أكثر من 200 جامع. وتستقبل الجاليات الإسلامية شهر رمضان - كباقي المسلمين في العالم - بالحفاوة والترقب والانتظار؛ ومن العبارات المتداولة عادة بين الجاليات الإسلامية هناك عند قدوم هذا الشهر الكريم، قولهم: ( عيد مبارك ) ( كل عام وأنتم بخير )، ويعتمد المسلمون في ألمانيا على خبر وسائل الإعلام في ثبوت هلال رمضان، إذ قلما يخرج أحد من المسلمين هناك لالتماس رؤية الهلال، والأعجب من ذلك أن كثيرًا من الجاليات الإسلامية هناك تعتمد في بدء صيامها والانتهاء منه، رؤية البلد الذي تنتمي إليه، أو المراكز الإسلامية التي تتبع لها، ولا تكترث بما وراء ذلك، الأمر الذي يكرس الفرقة والاختلاف بين المسلمين المقيمين في ألمانيا. ولا تطرأ على حياة المسلمين المقيمين في هذا البلد تغيرات تذكر خلال شهر الخير، نظرًا لطبيعة الدولة التي يقيمون فيها، فوتيرة الحياة اليومية تستمر على حالها، ويمارس المسلمون أعمالهم بشكل اعتيادي، وكل ما يختلف عليهم وقت تناول الطعام فحسب. ويحافظ المسلمون المقيمون في ألمانيا على سنة السحور، إذ هو بمثابة وجبة الفطور عندهم، ويتناولون على السحور عادة البيض واللبنة والجبن، وبعض المشروبات التي تساعدهم على ممارسة عملهم اليومي. وجبات الإفطار وجبات الإفطار في رمضان ليس فيها ما يميزها عن غيرها من وجبات الغداء في الأيام المعتادة، لكن يضاف إليها شراب اللبن وبعض أنواع العصير والمرطبات. كما وتحرص كل جالية على صنع ما اعتادته من الطعام في بلادها، إحياء لذكرى تلك البلاد، وتذكيرًا بالأهل والأحباب. يضاف إلى ما تقدم صنع بعض أنواع الحلوى التي يرغب الناس في تناولها في أيام الصيام، كـ ( القطايف ) و( الكنافة ) . ويُعد الإفطار الجماعي بين الجاليات الإسلامية في بلاد الغربة ملمحًا بارزًا خلال هذا الشهر الكريم،ويحتفل مسلمو ألمانيا بليلة القدر، كغيرهم في بلاد العالم الإسلامي. وهم هناك يميلون كل الميل إلى الاعتقاد بأن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان، لذلك نجدهم يجتمعون في المساجد ويؤدون صلاة التراويح جماعة، ثم يعكفون على تلاوة القرآن الكريم ومع اقتراب نهاية شهر رمضان يُخرج المسلمون صدقات أموالهم، وزكوات إفطارهم، وأحيانًا يقيمون بعض موائد الإفطار، يدعون إليها الفقراء والمساكين؛ وتتولى عادة المراكز الإسلامية جمع تلك الزكوات، وتوزيعها على المستحقين لها. ومن الأمور المعهودة والمتعارف عليها بين مسلمي ألمانيا، اجتماعهم في أول أيام عيد الفطر بعد أداء صلاة العيد، وتناول طعام الإفطار معًا، ثم الخروج في جماعات للتنزه والاستمتاع والالتقاء على حفلة غداء يكون اللحم والشواء فيها مادتها الأساس. ويجبر العدد الكبير من المسلمين بعض الشركات على تغيير أوقات العمل بحيث تتناسب مع أوقات السحور والإفطار في رمضان، كما ان الاسواق الاستهلاكية الالمانية تعمل على توفير بعض السلع الرمضانية من الحلويات والمعجنات. زيارات خاطفة للمراكز الإسلامية تسجل المراكز الإسلامية والمساجد في ألمانيا نشاطًا ملحوظا في هذا الشهر المبارك، وان كان طفيفا فهي تستمر على عادتها في إقامة درس أسبوعي كباقي الأيام في غير رمضان، ويستثنى من ذلك بعض الزيارات، وهي في أغلبها زيارات خاطفة وعاجلة، لا تسمح بأكثر من لقاء أو لقاءين، ثم يمضي رمضان على المسلمين هناك كما تمضي باقي الأيام والليالي بهمومها وشجونها، وأحزانها وأفراحها. ويؤدي المسلمون في ألمانيا صلاة التراويح جماعة في المراكز الإسلامية الموجودة في المدن الكبرى من ألمانيا، أو في مساجد الأتراك المنتشرة في العديد من المدن والقرى الألمانية، وهم في العادة يصلونها عشرين ركعة، ولا تتقيد تلك المراكز والمساجد بختم القرآن في صلاة التراويح خلال الشهر الكريم. عضو كبار العلماء: مسلمو العالم جماعة واحدة يقول الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: إن المسلمين سواء فى المانيا اوغيرها إخوة يتعاونون على البر والخير، مضيفًا: «نعتبر أنفسنا شخصًا واحدًا وجماعة واحدة وأصحاب منهج ودستور واحد وهو القرأن الكريم». وقال: إن المسلم الذي يعيش في أقصى بلاد الدنيا هو أخ لم تلده أمي، ويجب مراعاة هذه الأقليات في الدول الغربية، مشددًا على ضرورة وضعها نصب أعيننا لتصدير الدين الوسطي المعتدل وخاصة علماء الأزهر الشريف. ولفت إلى ضرورة نهوض الأزهر بمهمته في نقل الإسلام الوسطي المعتدل وإلا سيجدون أنفسهم أمام تيارات تذهب بهذه الجاليات ناحية اليمين واليسار، خاصة أن الرجل الغربي ينظر إلى المسلم على أنه عنوان للإسلام من خلال سلوكه، فإذا كان متشددًا كان الإسلام كذلك، والعكس صحيح.

مشاركة :