30 شاباً سعودياً يطرّزون كسوة الكعبة

  • 6/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع قرب دخول العشر الأواخر من رمضان المبارك، وتوجه المسلمين لقضاء هذه الأيام المباركة بجوار بيت الله الحرام، لم يدر بخلد الكثير أن كسوة الكعبة المشرفة تحاك وتطرز في هذه الأيام بأيدي شبان سعوديين في منتصف العشرينات من عمرهم، إذ استطاع 30 شاباً سعودياً من خريجي المعهد الصناعي الثانوي بمكة المكرمة كسر احتكار تطريز وحياكة وصبغة كسوة الكعبة على كبار السن والوافدين، وأتقنوا العمل على أكبر ماكينة خياطة في العالم، بعد اجتيازهم برنامجاً تدريبياً لمدة عامٍ واحد، يشتمل على المراحل السبع المخصصة لإنتاج كسوة الكعبة، وتم عقد البرنامج بالشراكة بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. وعلى رغم أن مكائن الخياطة الآلية التي تستخدم لحياكة وتطريز كسوة الكعبة المصنعة من الحرير الطبيعي، الذي يتم استيراده من إيطاليا على هيئة خيوط دقيقه تحتاج لدقةٍ بالعمل وتركيزٍ وصبرٍ، وهي صفاتٍ من النادر تحلي الشباب فيها، إلا أن هؤلاء الشبان نجحوا بمهارتهم وحرفيتهم في إثبات العكس، مما حفّز المصنع إلى أن يضع ضمن خططه المستقبلية توظيف 100 شاب سعودي على مدار خمسة أعوام في مجال الحياكة والتطريز. يروي الشاب محمد فطاني تجربته بالعمل بمصنع الكسوة المشرفة «في البداية اخترت الالتحاق بالبرنامج التدريبي في المعهد الصناعي في مكة، بدافع الثواب، فهي مهنة تكسبني بإذن الله الأجرين في الدنيا والآخرة، لكن بعد مشاهدتي للمكائن الحديثة التي لا تستخدم إلا في حياكة قطعة الحرير الأسود والخيوط المطلية بالذهب والفضة، تحول الأمر إلى تحد من داخلي وشغف لاجتياز البرنامج وإتقان العمل، فكانت الأشهر الأربعة التي نحتاج إليها للانتهاء من تطريز قطعة بحجم مترين مربعين تمر من غير أن أشعر بوقتٍ أو ملل». ويصف فطاني عمله بالمصنع بالممتع من الناحية المهنية والحرفية، إضافة إلى الروحانية في الوقت ذاته، حيث إنه يرتكز على حشو الآيات القرآنية التي تزين خارج الكسوة بالقطن الطبيعي، ليعطيها الامتلاء اللازم، ثم تطريزها بخيوط السلّم المطلية بالذهب والفضة، لتكون بالفن والجمال الذي نراه عندما نزور الحرم المكي. من جانبه، يؤكد حسام اللقماني (أحد الشبان العاملين في حياكة وتطريز كسوة الكعبة) أنه لم يكن يتوقع عندما التحق بالبرنامج التدريبي أنه سينجح في المهنة التي عُرف عنها أنها لكبار السن، ولكن مشاهدته طريقة عمليه لمراحل تصنيع الكسوة، من الصباغة والنسج الآلي واليدوي وقسم المختبر والطباعة والتطريز، ثم المرحلة النهائية، بتجميع الكسوة، ولدّت لديه الرغبة في اكتساب المهارات والمنافسة، في هذا العمل الشريف، وبالفعل تمكن من اجتياز البرنامج والعمل في المصنع. ويستطرد اللقماني: «العمل في تصنيع الكسوة يشكل تحدياً في كل وقت، ويجعلك تشعر بالتفوق على النفس في كل مرحلة من مراحل العمل، فأن تطرز كسوة الكعبة بخيوطٍ من الذهب والفضة وأنت الذي لم تجرب الإمساك بإبرة وخيط في حياتك، هي تجربة ثرية بكل ما في الكلمة من معنى». إلى ذلك، أوضح رئيس مكتب التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة فيصل كدسة، أن المهارات التي اكتسبها المتدّربين في أساسيات الخياطة والتطريز وإجراءات الصيانة وتكنولوجيا الرسم والقص لكسوة الكعبة المشرفة، وقدرتهم على إثبات كفاءتهم، كانت سبباً في تحفيز المصنع لعقد برامج تدريبية مقبلة، تستهدف توظيف 100 سعودي في هذا المجال خلال خمسة أعوام. يذكر أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني كانت وقعت مذكرة تفاهم مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لتدريب وتأهيل الكوادر الشابة الوطنية بأعلى المعايير العالمية، في المجالات التي يتطلبها العمل، كتطريز وحياكة كسوة الكعبة، وصيانة مرفقات المسجد الحرام والنبوي.

مشاركة :