عندما تبحث عن فندق لإقامتك خلال سفرك أو إجازتك، عن ماذا تبحث تحديداً؟ اسم الفندق وسُمعته، أم فخامته ورفاهيته، أم حيويته، أم هدوءه وانعزاله، أم التسعيرة، أم الموقع، أم الإحساس بأنك في منزلك بعيداً عن منزلك؟ مهما كانت رغباتك، فإن بعض الفنادق يصعب تجاهله، ويتجاوز أقصى توقعاتك، وهو دائماً ما يمتلك ما يدهش ويبهج... ذلك الشيء الإضافي الذي يجعل العين تلتمع وتتوثّب. في هذا المقام، يُذكر فندق «شانغريللا» اللندني الذي يتفرد بكونه الأعلى في أوروبا، وأول الفنادق الشاهقة في لندن، إذ يقع في مبنى «الشارد» الزجاجي الشهير الذي صممه المهندس رينزو بيانو على 72 طبقة، وارتفاع 306 أمتار، ويشغل فيه الفندق الطبقات ما بين 34 و52. وكان الفندق الذي يضم 202 غرفة وجناح، افتتح في 6 أيار (مايو) الماضي، ليصبح الثالث الذي تفتتحه مجموعة فنادق ومنتجعات «شانغريللا» في أوروبا بعد باريس واسطنبول. إذن، للحظة، تخيّلوا أنكم جالسون في جناح خاص أو غرفة جدرانها جميعاً من الزجاج الممتد من الأرضية الى السقف، تطلّون على المناظر البانورامية الخلابة والمعالم اللندنية الرئيسة، من مبنى البرلمان (ويستمنستر)، وبيغ بن، وعين لندن، ومتحف «تيت مودرن»، ومسرح شكسبير، الى الجسور الشهيرة مثل تاور بريدج، ولندن بريدج، وكاتدرائية سانت بولس، الى تعرجات نهر التايمز على طول منطقة كناري وارف، وهي معالم بعضها على قاب قوسين أو أدنى من الفندق، أو يمكن الوصول اليها بسهولة وسرعة. ثم تخيّلوا الغرفة نفسها. من اللحظة الأولى ستشعرون بالفخامة والراحة في آن... الطلّة، والأجواء الشرقية الأنيقة والمعاصرة، بكل تفاصيلها المدروسة، وخصوصاً غرفة الحمام المجهزة بأحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا، والتي تتميز بأرضيات مدفأة، وحوض جاكوزي، ومرحاض واشليت الذكي. لا ينقصكم شيء، فأنتم في بيتكم. حتى أن خادماً مخصصاً لجناحكم يكون في استقبالكم ويقوم على كل طلباتكم. أما تناول الطعام في أحد ثلاثة مطاعم يضمها الفندق (تينغ وغونغ ولانغ)، فهو مغامرة «أبيقورية» في فن المزاوجة بين الطعام الأوروبي والنكهات الآسيوية، ورحلة متميزة في فن الطهي مع الشيف غاريث باون. وطبعاً اللافت، هو «شاي ما بعد الظهيرة» الذي يحلق به الشيف نيكولاس باترسون الى مستوى جديد ومتنوع بين «الشاي التقليدي» وآخر بتأثيرات آسيوية، في مطعم «تينغ» في الطبقة 35 من الفندق. الخدمات في الفندق، مثلها مثل الفنادق الفاخرة، كثيرة، من بينها صالات لعقد المؤتمرات أو حفلات المناسبات مثل الزواج والولائم والاستقبال، فمثلاً يوفر الفندق كل مستلزمات زفاف رومانسي مصمم حسب الطلب تعده طواقم عمل من المحترفين. على أن امتحان ذلك كله يكون أمام النزلاء الذين تتفق الغالبية ممن أقاموا في الفندق على أنهم سيعودون للإقامة فيه في المستقبل بسبب دفء الخدمة وجمال الطلات والغرف، وبعضهم يخص بالحديث حوض السباحة والحمامات والطعام، ويصفون الإقامة فيه بـ «الإجازة المرفهة»، ويكررون كلمة «تدليل النفس». ورغم أن الفندق حاز على تقدير عالمي لحسن الضيافة الآسيوية الأسطورية، وعلى العديد من الجوائز، إلا ان الكلمة الأخيرة في تقييم هذا الفندق تبقى لكم لدى إقامتكم فيه. «شاي ما بعد الظهيرة»... بين السحاب
مشاركة :