في تدخّل غير مسبوق بشؤون داخلية لدولة مستقلة، أعلن الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني ان اسقاط الجنسية عن ابرز مرجع شيعي في البحرين «سيشعل المنطقة والبحرين». اضاف ان الحكومة في البحرين «تعرف جيدا ان التعرض لآية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب وتخطيه سيشعل البحرين وكافة انحاء المنطقة». وهدّد الجنرال الإيراني مملكة البحرين بـ«مقاومة مسلحة» ضد نظامهما الشرعي الحاكم. وتابع «ان نظام المنامة يجب ان يعرف (ايضا) ان اهانة آية الله عيسى قاسم ومواصلة ضغط كثيف على شعب البحرين سيشكل بداية انتفاضة دامية (...)». ودان سليماني ايضا «اعتقال القادة السياسيين والدينيين في البحرين في ظل صمت الامم المتحدة والولايات المتحدة والدول الغربية». واصدرت وزارة الخارجية الايرانية بيانا دانت فيه القرار. وتعليقا على الاسباب التي دعت الجنرال سليماني الى اصدار «بيانه غير المسبوق»، اكد رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بروجردي، ان «موقف الجنرال سليماني يعبّر عن غضب مقدس حيال جريمة كبرى». بدوره، حذر ممثل الشيخ عيسى قاسم في ايران، الشيخ عبد الله الدقاق، السلطات البحرينية من «الاستمرار في التصعيد»، مؤكدا «أن الدماء ستسيل إذا لم تتراجع السلطة عن غيها»، زاعماً «ان الشعب البحريني سيذود عن قائده، الشيخ عيسى قاسم». وتابع: «من المحتمل ان تسير الأمور الى ما لا تحمد عقباه، ونأمل أن تتراجع السلطة عن هذه الخطوة». وكانت السلطات في البحرين قررت الاثنين اسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم بتهمة «التشجيع على الطائفية والعنف» ما ادى الى احتجاجات في قرية ديراز التي يتحدر منها قاسم غرب العاصمة المنامة. وفي واشنطن(وكالات)، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي: «نشعر بالقلق من القرار الصادر بسحب الجنسية من الشيخ عيسى قاسم... لا علم لنا بأي دليل موثوق يدعم هذا الإجراء». وفي جنيف، قالت الناطقة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني، إن قرار البحرين إسقاط الجنسية عن الشيخ قاسم «غير مبرر وفقا للقانون الدولي». أضافت: «بالنظر إلى أن الإجراءات القانونية لم تتبع فإنه (قرار) لا يمكن تبريره... هو غير مبرر تماما». في المقابل، أكدت المملكة العربية السعودية تضامنها ووقوفها إلى جانب مملكة البحرين فيما تتخذه من إجراءات للمحافظة على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها وبما يصون وحدتها ونسيجها الاجتماعي. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» الرسمية (واس)، أن مجلس الوزراء السعودي أكد في جلسته الأسبوعية برئاسة خادم الحرمين الشريفين دعم المملكة للاجراءات القضائية كافة التي تتخذها مملكة البحرين لمحاربة التطرف و«الإرهاب» بكل صوره وأشكاله. وفي القاهرة (الراي)، أعربت وزارة الخارجية، عن دعمها الكامل لكل الإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين أخيرا، في مواجهة محاولات زعزعة استقرارها الداخلي وسلامها الاجتماعي.
مشاركة :