عقدت جمعية رواد الأعمال الإماراتيين ليلة أمس الأول، أول ملتقى رمضاني لها في ضيافة محمد عبد الجليل الفهيم، رئيس مجلس إدارة مجلس عائلة الفهيم، وذلك في مجلس العائلة في منطقة البطين بأبوظبي ، بحضور عشرات المشاركين من رواد الأعمال والضيوف المدعوين. وناقش اللقاء أهمية الدور المتزايد الذي يلعبه رواد الأعمال وأصحاب المشاريع من المواطنين في دعم الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة في الدولة، والتحديات التي تعترض طريق رواد الأعمال وسبل تفعيل وتشجيع مساهمة المشاريع الريادية في تحقيق التنمية. كما شهد اللقاء استعراض محمد الفهيم لمسيرته المهنية المتميزة، وتشارك تجاربه الواسعة مع الحضور، وتقديمه لمجموعة من النصائح والإرشادات النابعة من صميم خبراته العديدة والمتراكمة التي اكتسبها على مدار سنوات طويلة من العمل والمثابرة لتحقيق النجاح. رحب سند المقبالي رئيس مجلس إدارة الجمعية في بداية الملتقى بمشاركة رجل الأعمال محمد عبد الجليل الفهيم ، وحضور مجموعة من رواد ورائدات الأعمال بالدولة ممن لهم بصمة واضحة في الاقتصاد الوطني. بداية متواضعة وقال الفهيم: إنني اعتبر نفسي من الجيل الثاني لرواد الأعمال بالدولة، وقد سبقنا إلى ذلك آباؤنا، ودرست في بريطانيا وعدت إلى أبوظبي في العام 1968 لأزاول عملي بها، حيث سلمني والدي إدارة نشاطه التجاري المتمثل في محال تجارية وبيع قطع غيار السيارات والإطارات وماكينات المياه، وذلك بسبب انشغال والدي في العمل مع الشيوخ، وحين استلامي للعمل كان لدى والدي 4 موظفين فقط ، هم المحاسب ومسؤول المحل والفراش وأنا شخصياً، وفي ذلك الوقت كنا نبيع 50% من قطع الغيار والإطارات والمواد للحكومة بينما نبيع النصف الآخر في السوق. دور زايد وأضاف الفهيم: وعقب تركي للعمل في العام 2002 كان لدى مجموعة الفهيم 1800 موظف، بخلاف من عملوا لدينا في قطاع الضيافة والفنادق، وأن هذا الأمر لم يتحقق لأنني فلتة أو شاطر بل كان أهم سبب ودافع في نمو أعمالنا هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه حيث أصدر توجيهاته منذ توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي بأن تلتزم الحكومة بشراء ما تحتاج إليه من سلع ومواد ومنتجات من التجار المحليين وليس عبر الاستيراد المباشر من الخارج، الأمر الذي شجع تجار المواد الغذائية وقطع الغيار وغيرها من السلع والمنتجات الأخرى وفتح المجال أمامهم للتوسع في تلك الأيام حيث كنا حديثي العهد بالتجارة ، وكنا نتعلم أصول العمل التجاري، ورغم أن عدداً من التجار لم يجيدوا التحدث باللغة الإنجليزية. واستطرد الفهيم بالقول: أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان توجيهاته أنه في حال طرح مناقصات بناء أو كهرباء أو مقاولات وغيرها من المشاريع الأخرى، فإنه يجري اختيار العروض المقدمة من الشركات الإماراتية حتى لو كان سعر المناقصة أعلى بنسبة 10% من الأسعار المقدمة من الشركات الأجنبية، وذلك تشجيعاً من سموه للشركات الوطنية ودعمها لمنافسة الشركات الأجنبية. التمويل وتطرق الفهيم إلى قضية التمويل التي تمثل معضلة في الوقت الراهن لرواد الأعمال الشباب، بالقول: يعتبر التمويل من المشاكل التي تواجه التجار سواء في الوقت السابق أو الحالي، وفي السابق كنا نتعامل مع البنوك ونعرف أعضاء مجالس إداراتها والمديرين التنفيذيين بها ونتواصل معهم ليساعدونا ويوفروا التسهيلات المالية لنا لممارسة أعمالنا الاقتصادية، ولكن في الوقت الراهن - للأسف- تغير تعامل البنوك مع رجال ورواد الأعمال حيث يطلبون رهونات وضمانات وتعقيد في المعاملات كأنك تقدمت لطلب يد ابنتهم بسبب كثرة التعقيدات والطلبات. ولفت إلى قضية الشراكات التي تحدث بين رجال أعمال بدون وجود اتفاقيات أو عقود مبرمة بينهم تضمن حقوقهم ونسب الشراكة بينهم، موضحاً أن هذه الشراكات تنتهي بسوء خاتمة كونها غير مبنية على أسس سليمة. محاولات استغلال أضاف الفهيم: لقد تخرج حينها تجار أصبحوا أصحاب مسؤولية ويديرون شركات كبيرة، وهذا لا يعني أننا لم نتعرض لظروف ومواقف أثرت في مسيرتنا، ففي بداية عملنا بالنشاط الاقتصادي كنا نضع ثقتنا بأي شخص يقترح علينا أفكاراً أو مشاريع جديدة إلا أن بعض هذه الأفكار والمشاريع لم تكن إلا محاولات لاستغلالنا لعدم درايتنا الكافية في بداية عملنا وكنا نمارس التجارة بدون دراسة، وقد تعلمنا من هذه المواقف. واستعرض الفهيم العديد من المواقف التي تعرض لها شخصياً أو غيره من التجار بسبب خداع أو استغلال الآخرين لهم بسبب عدم درايتهم الكافية بالنشاط الاقتصادي في بداية حياتهم، موضحاً أن رجال الأعمال الإماراتيين تعلموا من أخطائهم وما مروا به من مواقف قاسية. وتوجه الفهيم بالنصح والإرشاد إلى الحضور بالقول: يجب ألا تصدقوا من يقولون لكم سنبدأ معكم بمشروع ما، أو من يقترحون عليكم مشاريع أو أفكار تكون بعيدة عن اهتمامكم أو درايتكم بها، بل يجب عليكم أن تقرروا نوع النشاط الاقتصادي الذي ستمارسونه، والسوق الذي ستتواجدون به، حيث ستنجحون في أي عمل ترغبون به، وليس عيباً أن تسألوا أصحاب الخبرة وتستفيدوا من توجيهاتهم لإنجاح أعمالكم. الشراكة بين القطاعين حول توجه بعض العاملين بالقطاع الحكومي للعمل بالقطاع الخاص، رد بالقول: كثير من العاملين بالجهات الحكومية لديهم وقت فراغ ويريدون تحسين دخلهم عبر العمل في المجال التجاري، ولكن من خبرتنا اكتشفنا أنه لا يمكن الجمع بين العمل الحكومي والخاص أو النجاح في هذا الأمر. ودعا الفهيم رواد الأعمال إلى التواصل مع الجهات التي لديهم معها علاقات عمل للاطلاع على أحوالها ومعرفة احتياجاتها. ودعا الفهيم ألا تكون الحكومة منافساً للقطاع الخاص بل شريكاً له جنباً إلى جنب، معرباً عن أمله أن يستجيب المسؤولون لمطالب التجار ورواد الأعمال وتسهيل الإجراءات عليها .وعن سر نجاح مجموعة الفهيم في عملها، رد بالقول: إننا نتعامل مع الزبون كرقم 1.
مشاركة :