عمر الحلاوي (العين) أكد المشاركون في مجلس الشيخ حمد بن سلطان الدرمكي على ضرورة تحصين الشباب المواطنين وربطهم بالثقافة الإماراتية وتاريخ الآباء وكريم العادات والتقاليد، لافتين إلى أهمية مجالس المواطنين لترسيخ هذه القيم وتأصيلها والربط بين الأجيال، فهي مصدات تمنع الأفكار الهدامة وتبعدهم عن رفقاء السوء وتزرع في داخلهم حب الوطن والولاء للقيادة الرشيدة. ولفتوا إلى أن مجالس المواطنين تعلم الشباب كيف يخدم الآخرين حينما يصب القهوة ويقدم التمر والماء، ويقف احتراماً للضيف ويفسح المجلس، ومن ثم تتطور خدمة الآخرين إلى خدمة الوطن واحترام الآخرين إلى احترام الوطن وتبرز قيم الشهامة والتطوع ومساعدة الغير، وكلها قيم تبدأ من المجالس، ويمكن معرفة المواطن الشاب الذي يرتاد المجالس من غيره عبر مساهماته المجتمعية وتطور علاقة الشاب بمجتمعه، إحدى أدوات التحصين التي تمنع ذلك الشاب من نبذ مجتمعه وأهله وتأثره بأفكار دخيلة أو متابعة أصدقاء السوء والوقوع في براثن الشر والفتن بجميع أشكالها. وقال معالي أحمد بن خليفة السويدي، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، إنهم سعداء بزيارة مجلس حمد الدرمكي في هذه الأمسية المباركة من شهر رمضان لتقديم أصدق التهاني والتبريكات، وأن يعود على الأمة الإسلامية وشعب الإمارات بالخير واليمن والبركات، ويحفظ القيادة الرشيدة ويوفقها لخير الإمارات، ورفع أسمي آيات التهنئة إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل. ورحب حمد بن سلطان الدرمكي بالحضور ورفع آيات التهاني والتبركيات للقيادة الرشيدة، ولفت إلى أن المجالس لها دور كبير فعال في المجتمع الإماراتي منذ عقود، فهي مصنع القيادة وتعليم الشباب وتوريث العادات والمثل يقول «المجالس مدارس»، تربى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجلس عمه، وكان يحب الجلوس والاستماع إليهم في إدارة شؤون المواطنين بمدينة العين، فهي بنيت من أجل الترابط والتكاتف والتعليم، وتلك المجالس تربط المجتمع مع بعضه البعض ويتواصل من خلالها وتزيد العلاقات الاجتماعية بين المواطنين وتقوية أواصر المودة والمحبة والألفة، لافتاً إلى أهمية المجالس في استقطاب الشباب إليها، حتى يتمكنوا من الاستفادة منها ومعرفة تاريخ بلادهم وتاريخ أسرهم، فشباب اليوم قيادة المستقبل، لذلك تعتبر المجالس مدارس شعبية لتعليم الشباب اليافع إدارة قضايا الحياة اليومية وخلالها يتعلم احترام الكبير والطاعة والصبر وحسن الاستماع، ويتعرف على أهله وأصدقاء الأسرة، وتطورت المجالس في الفترة الأخيرة، فأصبح العلماء والخبراء يلقون فيها محاضرات قيمة فزادت أهميتها، وهي تحصن الشباب من الوقوع فريسة سهلة للأفكار الهدامة أو الانحراف عبر مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضية، فترك الشباب لوحدهم مع الأجهزة الذكية يجعلهم في عالم خيالي يفاجأ بعد ذلك أهله للتطورات السالبة التي حدثت لابنهم، ولكن عبر جذبهم إلى مجالس الآباء فإنهم يكونون في عالم الواقع يتعلمون القيم الفاضلة بشكل مباشر، وبذلك تكون المجالس أحد الحصون وحوائط الصد ضد ما قد يفسد عقل الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضح مبارك خليفة، نائب رئيس اتحاد الإمارات للكرة الطائرة سابقاً، أن مجالس المواطنين من العادات القيمة التي توارثها المواطنون من الأجداد، لافتاً إلى أن مجلس حمد الدرمكي يتجاوز عمره 30 عاماً منذ كان وكيل بلدية مدينة العين، عامر بالضيوف والحضور في رمضان وغير رمضان، وكان لديه ملعب طائرة يجتمع عنده الشباب للرياضة، مؤكداً أن الشباب يتعلمون من الكبار أساليب التعامل في الحياة والمجتمع وطريقة التفكير. الترابط الاجتماعي وأشار محمد حمد سلطان الدرعي إلى أن ترابط العلاقات في المجتمع الإماراتي منذ الأجداد، كان ومازال عبر مجالس المواطنين، مؤكداً أن مدينة العين ما زالت تتميز بمجالس المواطنين، وحينما يلتقي الأهل والأصدقاء حتى خلال يوم الجمعة يسلمون على بعضهم بحفاوة كبيرة مثل يوم العيد، لذلك تعلم تلك المجالس الجيل الجديد الكرم واستقبال الضيوف واحترام الغير وتؤلف بين قلوب المواطنين عبر زيارتهم لبعضهم البعض، وهي الآن أكثر أهمية من السابق، لأنها الملاذ الأمن للشباب الذي يحصنهم من خطورة مواقع التواصل، ومن خطورة الذين يبثون عبرها الخبائث والأفكار الهدامة ويتصيدون الشباب صغار السن إما لغسل عقولهم وبث الضلال فيها، أو جذبهم إلى عالم الجريمة عبر وسائل متطورة. لذلك وجود الشباب في المجالس ليكونوا تحت سمع وبصر ذويهم، ويمكن ملاحظة أي تغيرات تحدث لهم، كما يتعلمون من آبائهم القيم والأخلاق والعادات والتقاليد الأصيلة.واعتبر سالم بخيت الدرمكي، مدير بنك أبوظبي التجاري في العين، أن أكبر القيم التي تأصلت في قلوبهم كانت عبر المجالس التي علمتهم أمور الحياة وما زالوا يتعلمون منها الكثير، وأن كل الدرجات الوظيفية التي ارتقوا إليها كان بفضل ما تعلموه في هذه المجالس، فالحياة العملية والوظيفية هي عبارة عن علاقات إنسانية، كيف يمكن التعامل معها، وتلك قيم يكتسبها المرء عبر الاحتكاك المباشر لا عبر صفحات الكتب.
مشاركة :