أسباب عدة تقف وراء فشل رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في حشد أصوات المحافظين للتصويت على بقاء البلاد في بوتقة الاتحاد الأوروبي. إلا أن فشل زعيم حزب المحافظين على المستوى الشخصي على مدى سنوات بالتأسيس لقضية داعمة لأوروبا بوجه المدّ المتجذر في معاداة القارة هو أحدها حتماً. لطالما شكل ضعف كاميرون في تولي زمام المسألة رديفاً للأهمية المفصلية التي يحتلها تصويت حزب العمال على بقاء بريطانيا أو خروجها من الاتحاد الأوروبي. وأصبحت فجأة المهمة التي تواجه حملة الدعوة للبقاء غير مقتصرة على حض الناخبين العماليين على مساندة قضيتهم على مدى الساعات المقبلة، بل بالحيلولة دون انزلاق المزيد منهم نحو معسكر تأييد الانسحاب. وعلى الرغم من أهميتها القصوى، فإن نتائج الاستطلاع لا ترتبط فقط بقدرة العماليين على حشد الدعم لأوروبا، حيث إن سيطرة قيادات الحزب في المدى الطويل على القاعدة الانتخابية عرضة للخطر كذلك. تشكل عودة حزب العمال بثقله الانتخابي على خطوط المواجهة الأمامية أمراً مرحباً به . لا شك أن صوت العماليين حيوي للبقاء، لكن لا يزال من غير الواضح أن الحزب سيسير بهذا الاتجاه.