قبل يوم واحد فقط على الاستفتاء التاريخي الذي تنظمه بريطانيا حول عضويتها في الاتحاد الأوروبي، تشير استطلاعات الرأي الى احتمال فوز أي من المعسكرين في التصويت الذي يمكن أن يحدد المستقبل السياسي والاقتصادي لأوروبا.واستطلاعات الرأي منقسمة إذ يشير اثنان منها إلى تقدم معسكر البقاء، فيما يظهر ثالث فوز معسكر الخروج في الاستفتاء المرتقب غداً الخميس. وكتب الخبير السياسي الاستراتيجي لينتون كروسبي في صحيفة ديلي تلغراف أن جميع المؤشرات تدل على استفتاء لن تحسم نتيجته حقاً حتى اللحظة الأخيرة. وأضاف نتيجة الاستفتاء غير مؤكدة. أتمنى الأفضل لبريطانيا.وأجريت تلك الاستطلاعات في غالبيتها بعد اغتيال النائبة العمالية جو كوكس، البالغة من العمر 41 عاماً والوالدة لطفلتين، بعد إطلاق النار عليها وطعنها أثناء توجهها للقاء الناخبين في دائرتها في شمال انجلترا الأسبوع الماضي. وقالت الكاتبة جي.كي رولينغ مؤلفة سلسلة هاري بوتر إنها احد اكثر الحملات السياسية المثيرة للانقسامات والمرارة على الإطلاق فيما حذر رئيس وزراء ايرلندا ايندا كيني من ان خروج بريطانيا من اوروبا يمكن ان يزعزع سلاما تم التوصل اليه بصعوبة في ايرلندا الشمالية.أما قطب الأعمال جورج سوروس، الذي اشتهر بعد تحقيقه أرباحاً طائلة في مضاربات ضد الجنيه الاسترليني في 1992 خلال ازمة العملات.. فقد توقع ان يؤدي استفتاء يفوز فيه معسكر الخروج الى انهيار الاسترليني. وكتب سوروس في صحيفة ذي غارديان انتصويتا بالمغادرة يمكن ان يسفر عن نهاية أسبوع بيوم جمعة اسود وعواقب خطيرة على عامة الشعب. وقال الباحث في المركز جون كورتيس في بيان من المهم ان نتذكر ان النتيجة تبدو متقاربة الى درجة يتعين معها التعامل بحذر مع اي تقدم. واستخدمت صحيفتا ذي غارديان وديلي تلغراف صفحتيهما الرئيسيتين لدعم كل من معسكري الحملة. وأكدت غارديان أن الاتحاد الأوروبي يجسد أفضل ما لدينا كشعب حر في أوروبا تنعم بالسلام، وأضافت صوتوا ضد أمة منقسمة تنغلق على نفسها. صوتوا مع البقاء. وعلى عكسها دعت ديلي تلغراف القراء الى دعم الخروج من اوروبا. وقالت إن عالماً من الفرص ينتظر مملكة متحدة مستقلة بالكامل. وأضافت إذا كان استفتاء الخميس خيارا بين الخوف والأمل، نختار الأمل. وفتح الاستفتاء البريطاني الاحتمال أمام دول اخرى تطالب بتصويت أيضاً مما يعرض بقاء البناء الأوروبي للخطر، وهو الذي جاء نتيجة التصميم لتحقيق سلام دائم بعد حرب عالميتين. وقال زعيم حزب العمل جيرمي كوربن المؤيد لحملة البقاء، في برنامج تلفزيوني ان الناخبين ربما فعلاً يصوتون للمغادرة مضيفاً انه على الاتحاد الأوروبي ان يقوم بإصلاحات مهما كانت النتيجة. وأضاف بقينا، اعتقد ان على أوروبا ان تتغير وبشكل كبير الى شيء اكثر ديمقراطية، مسؤولاً بشكل أكبر. وألمح رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك الى انه يقيم ذلك. وكتب توسك على تويترمهما كانت نتيجة الاستفتاء البريطاني، علينا ان ننظر جيداً ومطولاً لمستقبل الاتحاد. من الحماقة تجاهل تحذير كهذا.
مشاركة :