نيقوسيا - أ ف ب: تواجه البرتغال خطر الخروج من الدور الأول لكأس اوروبا لكرة القدم الجارية في فرنسا عندما تلتقي المجر اليوم في ليون ضمن المجموعة السادسة في مباراة لا مجال فيها غير الفوز. وتلعب ايسلندا الضيفة الجديدة على النهائيات مع النمسا في مباراة ثانية ضمن المجموعة ذاتها. تتصدر المجر ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط (من فوز على النمسا 2- صفر وتعادل مع ايسلندا (1-1)، مقابل نقطتين لأيسلندا (تعادلت ايضا مع البرتغال سلبا)، ونقطتين للبرتغال (سقطت ايضا في فخ التعادل السلبي مع النمسا)، ونقطة للنمسا. دقت ساعة الحقيقة امام مهاجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو الفائز بجائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم ثلاث مرات، فبعد مباراتين عقيمتين اكتفى فيهما بـ20 محاولة على المرمى امام ايسلندا والنمسا، يجد نفسه مطالبا باستنساخ لمحة ما أو هدف ما من الاهداف الغزيرة التي قادته إلى المجد مع النادي الملكي. وليس هذا فقط، بل ان رونالدو كان امام فرصة ذهبية ليصبح أول لاعب في تاريخ كأس اوروبا يسجل في اربعة نهائيات متتالية، فبعد عدة محاولات وجد نفسه وجها لوجه في مواجهة الحارس النمسوي روبرت المر اثر ركلة جزاء في الدقيقة 79، لكنه سدد الكرة بالقائم الايمن للمرمى. وكان المهاجم البرتغالي سجل هدفين في كأس اوروبا 2004، وهدفا في 2008، وثلاثة اهداف في 2012, بدا رونالدو متوترا، فانتقد اولا الاداء الدفاعي للايسلنديين بعد المباراة الاولى ما عرضه لانتقادات قاسية واتهامات بـ«التعجرف»، ثم خاض المباراة الثانية تحت الضغط إلى ان أهدر ركلة الجزاء. وعلق النجم البرتغالي على ذلك قائلاً: «فشلت في التسجيل. انا مستاء لأنني كنت في حالة بدنية جيدة. أهدرت ركلة جزاء ولكن هذه هي كرة القدم»، مضيفا: «لكنني متأكّد أننا سنطور مستوانا من أجل بلوغ الدور ثمن النهائي». واللافت انها ركلة الجزاء التاسعة عشرة التي يهدرها رونالدو في مسيرته حتى الان، وهو الذي يملك سجلا تهديفيا رائعا، ويكفي انه حقق إنجازا غير مسبوق بتسجيله اكثر من خمسين هدفا في كل من المواسم الخمسة الماضية مع فريقه ريال مدريد الإسباني. وسجل في الموسم المنصرم 51 هدفا للنادي الملكي، منها 16 في دوري ابطال اوروبا حيث قاده فيها إلى تعزيز رقمه القياسي باحراز اللقب الحادي عشر على حساب جاره اتلتيكو مدريد بركلات الترجيح 5-3، بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي. وتابع: «اللاعبون بحاجة إلى الاعتقاد ان التأهل لا يزال ممكنا، اذا فزنا فسنتأهل، وايضا يتعين على الشعب البرتغالي والمشجعين الذين يحبون البرتغال ان يؤمنوا بذلك». وتحدث عن الحظ السيئ الذي لازمه في المباراتين الاوليين بقوله: «لن يدوم إلى الابد، يجب أن نثق بأن الامور ستسير بشكل أفضل». لكن رونالدو حطم رقما قياسيا آخر امام النمسا في عدد المباريات مع منتخب البرتغال، رافعا رصيده إلى 128 مباراة، بعد ان كان متعادلا مع النجم السابق لويس فيغو، وعادل الرقم القياسي في عدد المباريات في البطولة بعدما خاض مباراته الـ16 ولحق بالحارس الهولندي ادوين فان در سار والفرنسي ليليان تورام في صدارة اللاعبين الاكثر خوضا للمباريات في البطولة. ورونالدو هو افضل هداف في تاريخ منتخب البرتغال ايضا برصيد 59 هدفا، لكنه يدرك انه في الحادية والثلاثين وانها قد تكون فرصته الاخيرة مع المنتخب على الاقل في كأس اوروبا، وانه يتعين عليه تقديم افضل ما لديه لقيادته إلى ثمن النهائي واللحاق بالكبار. ودافع مدرب البرتغال فرناندو سانتوس عن رونالدو بقوله: «انه لاعب سجل الكثير من الاهداف وأنا واثق انه سيسجل في المباراة المقبلة امام المجر»، بعد ان كان رفض الحديث عن اهدار ركلة الجزاء بعد المباراة مباشرة. وأوضح: «سنخوض مباراة نهائية ضد المجر، ومصيرنا لا يزال بأيدينا». تشارك البرتغال في النهائيات للمرة السابعة، وهي كانت على وشك تدوين اسمها في سجلات المنتخبات الفائزة بوصولها إلى نهائي 2004 على ارضها بقيادة النجم لويس فيغو، اذ كان رونالدو في التاسعة عشرة حينها، لكنها خسرت امام اليونان صفر-1, كما بلغت نصف نهائي 1984 و2000 و2012. في المقابل، غابت المجر العريقة عن البطولات الكبرى منذ مونديال 1986، بعد ان جلبت إلى عالم المستديرة اسماء رنانة على غرار فيرينك بوشكاش في خمسينيات القرن الماضي، وتشارك في كأس اوروبا للمرة الثالثة فقط بعد 1964 و1972، وهي بالكاد تأهلت إلى النهائيات اثر حلولها ثالثة في مجموعة متواضعة تصدرتها أيرلندا الشمالية ورومانيا، فحجزت بطاقتها بعد ملحق على حساب النرويج. فاجأت المجر بقيادة المدرب الألماني برند شتورك النمسا القوية جدا في التصفيات في المباراة الافتتاحية وأسقطتها بهدفي ادم شالاي وزولتان شتيبر، محققة فوزها الأول في البطولة منذ 1964، ثم حصدت نقطة من تعادلها 1-1 مع المجر، وفوزها أو حتى تعادلها سيقفز بها إلى ثمن النهائي. وتفوقت البرتغال على المجر في المباريات الخمس التي جمعت بينهما حتى الان، وتعود المواجهة الاخيرة لهما إلى تصفيات كأس العالم 2010.
مشاركة :