ربما لا يهتم ليونيل ميسي كثيراً بتحطيم الأرقام القياسية الواحد تلو الآخر، ولكن هذا لا يمنع من سقوطها تباعاً: كتب البرغوث الأرجنتيني صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية بتجاوزه جابرييل باتيستوتا على رأس أفضل هدافي المنتخب في كل العصور. بفضل هدفه الرائع في مرمى المنتخب الأمريكي في الدور نصف النهائي من بطولة كوبا أمريكا المئوية 2016 عن طريق ركلة حرة مذهلة استقرت في الزاوية اليسرى لحارس المرمى في منتصف الشوط الأول، بلغ ميسي 55 هدفاً متجاوزاً أهداف باتيجول الـ54. وفازت الأرجنتين (4-0) على منتخب البلد المضيف لتتأهل إلى المباراة النهائية للبطولة للمرة الثانية على التوالي. "أنا سعيد وممتن أيضاً لزملائي وجميع أولئك الذين لعبت معهم طوال هذه السنوات. فالفضل في تحطيم هذا الرقم القياسي يعود إليهم أيضاً،" قال ميسي بعد نهاية المباراة في هيوستن، حيث كان أكثر من 70 ألف متفرج شاهدين على إنجاز تاريخي جديد. وأعطى ليو تمريرتين حاسمتين أيضاً. ستحاول الأرجنتين الفوز بلقبها الأول منذ عام 1993 يوم الأحد 26 يونيو/حزيران في إيست روثرفورد بنيو جيرسي أمام الفائز من تشيلي وكولومبيا اللذين سيخوضان مباراة الدور نصف النهائي الأخرى. إنها فرصة مثالية ليواصل صاحب القميص رقم 10 رفع غلّته التهديفية... أرقام وتفاصيل سجّل ميسي هدفه الأول في 1 مارس/آذار 2006 في مباراة ودية ضد كرواتيا أقيمت في بازل بسويسرا، وذلك في ظهوره السادس مع منتخب بلاده. في المجموع احتاج إلى 112 مباراة لتحطيم رقم باتيستوتا القياسي، أي بمتوسط 0.49 هدفاً في المباراة الواحدة. في المقابل، حقق باتيجول حصيلته التهديفية في 77 مباراة فقط، أي بمتوسط 0.70 هدفاً. حطم ميسي الرقم القياسي قبل ثلاثة أيام من الاحتفال بعيد ميلاده الـ29، أي تقريباً أربع سنوات أقل من عمر باتيستوتا حين سجل هدفه الأخير مع المنتخب. كيف سجّل هذه الأهداف؟ حتى الآن، سجل البرغوث الأرجنتيني 50 هدفاً بقدمه اليسرى -11 منها من ركلة جزاء و5 من ركلة حرة- 3 بقدمه اليمنى وهدفين بالرأس. وبعد الهدف الذي سمح له بتحقيق هذا الإنجاز الجديد، باتت الولايات المتحدة أحد البلدين اللذين سجّل فيهما أكبر عدد من الأهداف (12)، وهو نفس العدد من الأهداف الذي سجّله في الأرجنتين. ومع ذلك، لم يهزّ من قبل شباك المنتخب الأمريكي، ليصبح الآن عدد الخصوم التي سجّل في مرماها 27 منتخباً. كما سجّل 6 ثنائيات و4 ثلاثيات، آخرها ضد بنما في النسخة الحالية من كوبا أمريكا المئوية. راكم ميسي حتى الآن 8 أهداف في هذه المسابقة القارية. كما سجّل 26 هدفاً في المباريات الودية الدولية، 16 هدفاً في التصفيات المؤهلة لكأس العالم و5 أهداف في نهائيات كأس العالم FIFA. وتحديداً في هذه المسابقة سيسعى لتجاوز الأسطورة باتيستوتا الذي لا يزال يتصدر قائمة الهدافين بين مواطنيه برصيد 10 أهداف في أم البطولات. ميسي يريد اللقب ماذا قال باتيجول في أبريل/نيسان الماضي بخصوص هذا الإنجاز الذي لا مفرّ منه؟ أكد آنذاك لبرنامج "ليبيرو" على القناة الأرجنتينية TyC Sports قائلاً "أصبحت هدافاً تاريخياً للمنتخب من دون أن أدرك ذلك تقريباً. لم أفكر أبداً في هذا الأمر لأنه لم يكن هدفي أو هاجساً أسعى إليه. لم أهتم قط بالإحصائيات." وأضاف باتيستوتا الذي لعب آخر مباراة له مع المنتخب الوطني في يوم الإقصاء ضد السويد في كأس العالم كوريا الجنوبية/اليابان 2002 FIFA: "عندما سيحطم ليو رقمي... سيؤلمني ذلك قليلاً (يضحك)... ولكن رقمي لن يحطمه شخص عادي، بل لاعب خرافي. وهذا الأمر يجعلني أكثر ارتياحاً." بيد أن باتيجول لديه شيء يفتقده ميسي كثيراً: الألقاب مع المنتخب الأرجنتيني للكبار. فقد فاز بلقبي كوبا أمريكا 1991 و1993، بالإضافة إلى كأس القارات FIFA 1992. في المقابل، يراكم البرغوث الأرجنتيني ثلاث هزائم في المباريات النهائية في كوبا أمريكا 2007 و2015 وكأس العالم البرازيل 2014 FIFA، حيث فاز بكرة adidas الذهبية. هل حان الوقت لسداد هذا الدين؟ ختم ميسي حديثه قائلاً "كان هدفنا هو لعب نهائي آخر، وقد حققنا ذلك. قدمنا أداءً جيداً منذ اليوم الأول ونستحق الوصول إلى هنا. آمل ألا نضيّع هذه الفرصة. فالجميع متحمس للفوز أخيراً بهذا اللقب. ولا شك أننا نستحق ذلك بالنظر إلى المجهود الكبير الذي بذلناه في السنوات الأخيرة."
مشاركة :