بعيدا عن العواطف *اطراد المجالي

  • 6/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رحم الله شهدائنا الابرار وحقق وعد ربهم بهم في عليين مع النبيين والاولياء وحسن اولئك رفيقا، وصبر أهليهم وذويهم، وجزاهم عنا وعن الوطن خير الجزاء. لقد كان خبر استشهاد خمسة من افراد من مرتبات المخابرات العامة في البقعة لا يقل قسوة على قلوبنا من استشهاد قافلة اخرى يوم امس على حدودنا الشمالية الشرقية، والسؤال متى نستمع لصوت العقل بعيدا عن الرمزيات والاغاني التي حفظناها عن ظهر قلب وبعيدا عن الربطات والكروش واصحابها التي مطرنا بها ونمطر بها كل ما حدث حادث. اللواء عبدالجليل المعايطة يقول: متى سيرجع القادة العسكريون لاساسيات الجندية وترك الاستعراض وامور اعمال الحضانة والمساعدة للمنظمات الانسانية على الحدود، واخرون يقولون متى سيعاد النظر في تزويد البوابات الاولى من الجنود الوظائف بما يستحقونه من اهتمام ليكونوا اكثر يقظة. اذا كانت حياة جنودنا تفيد جيوب البعض، فلن نعلق امالنا على صحوة ضمارئهم، وستكون غصتنا مضاعفة الاولى بفقدان ابنائنا والثانية بفقدان مصطلح العيب من بعض اصحاب الياقات والربطات الذين نسوا ماذا يعني هذا المصطلح. ان المتابع للصور التي بثت عن المجرم المشارفة وهو يتنزه في قتل ابنائنا، يقتنع ان فعله لم يكن حرفيا بالاساس فشخص يدبر ويدخل ويتجول في موقع عسكري امني بكل راحه ولا يجد حتى من يرد عليه، ولو دخل بيتا او حارة لوجد من يرد عليه بالرصاص، فاين العقل واين المكلفون بحماية مواقع العمل الرسمية، والادهى وامر المتابع لفلم الفيديو الذي بين كيفية دخول السيارة المفخخة الى معسكر الجنود دون رادع وكأنه ممر مخصص للسيارات يصعب الفهم عليه. الجندي الاردني سواء في الجيش او الاجهزة الامنية هو الاكثر معنوية وانضباط وتدريب وتسليح، المدرسة العسكرية الاردنية خرجت لمعظم الجيوش العربية قادتها في فهو الاكثر تنظيما وتدريبا وخبرة، المؤسسة العسكرية الاردنية مثال يقتدى في كل شيء، وبطولات الكرامة وباب الواد واللطرون وغيرها من معارك الشرف تشهد للجندي الاردني برغم شح موارده قدرته الفائقة على التخطيط والتنظيم والتنفيذ بهمة غير مسبوقة. لهذا كله، نرجو من الله ان يكون جنودنا خارج برامج العلاقات العامة لاصحاب الربطات والفلاشات، فهذه البرامج قد تنعكس على الجبهة الداخلية خوفا من ان القدرة العسكرية الاردنية اصبحت بيد اناس لا يعرفون معنى ان تظل في حلم اطفالنا راية وفي وجدان بناتنا فخرا وعزا وفي قلوب شبابنا رمزا وقدوة.

مشاركة :