«الديوك»... والصيحة الإقصائية - رياضة أجنبية

  • 6/22/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن أعلن منتخب فرنسا تأهله رسمياً الى دور الـ 16 من «يورو 2016» متصدرا المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط، كان لا بد من وقفة لتقييم أداء «الديوك» من حيث المستوى الفني في المواجهات الثلاث التي خاضها تحت قيادة المباراة ديدييه ديشان. في الاختبار الأول أمام رومانيا، كان أداء فرنسا خاضعا لعامل الضغط النفسي الذي فرضته مباراة افتتاحية تخلو في العادة من الإعتبارات التكتيكية. لعب «الديوك» مباراتهم الأولى برسم تكتيكي هجومي 4-3-3 لكن من دون أي تفعيل لدور ثلاثي الوسط وخاصة بول بوغبا الذي عانى كثيرا من عدم قدرته على تنشيط عملية الزيادة العددية ذلك أن المنتخب الفرنسي لا يلعب بنهج الاستحواذ على الكرة والمحافظة عليها. والجدير ذكره ان هذا الاستحواذ هو ما يمنح بوغبا الزيادة العددية في التقدم من ثلاثي خط الوسط إلى الثلاثي الهجومي لكن شيئا من هذا التكتيك لم يحدث. كما أن المنتخب لم يلعب بمتطلبات الرسم التكتيكي 4-3-3 فكانت خطوط «الديوك» متباعدة واضطر ديشان إلى تغيير الرسم إلى 4-2-3-1 وحقق الأهم وهو الفوز في المواجهة الأولى. الصيحة الثانية من الضروري أن تكون الجولة الثانية لمنتخب فرنسا ضد ألبانيا معيارا لتقييم الأداء الفني وذلك أن ديشان استقر على قائمته الأساسية ووضع يد المعالجة الفنية على مواطن الخلل في الهيكل التكتيكي الذي اعترى الفريق أمام رومانيا. لذلك سنستخدم إحصائيات المواجهة أمام ألبانيا لنضع «الديوك» تحت مجهر التحليل. استهل ديشان المباراة برسم تكتيكي 4-2-3-1 متخلياً عن نهجه الهجومي أمام منتخب ليس له امكانات فنية مثل ألبانيا. وعلى الرغم من تواضع أداء الخصم إلا أن «الديوك» لم يقدموا شيئا في معظم أوقات المباراة، وكانت نسبة استحواذهم 60 في المئة وهي ليست بكبيرة إذا ما قورنت إمكانات لاعبي المنتخبين بعضها ببعض. كان المنتخب الفرنسي يعاني من مشكلة صناعة اللعب في وسط الملعب لأن تركيبة لاعبي الوسط لا تضم عنصراً يجيد عملية البناء. قام الفرنسيون أمام ألبانيا بـ 528 تمريرة كان نصيب الأسد منها للاعب الارتكاز نغولو كانتي الذي مرر 92 مرة. وعندما يكون كانتي أكثر لاعبي «الديوك» تمريرا فهذا يعطي مؤشرا على أن أغلب التمريرات كانت عرضية وبعيدة عن مناطق الخطر بالنسبة لألبانيا، ذلك أن أماكن تواجد كانتي تكون في ملعب المنتخب الفرنسي فهو عنصر لا يتحرك بشكل عمودي نحو مرمى الخصم، بل ان تحركاته وتمريراته بذات المسافة العرضية من دون أي خطورة. ومع مضي الوقت، تنازل ديشان عن قناعته التكتيكية وعاد إلى رسم 4-3-3 الذي بدأ به المواجهة الأولى أمام رومانيا. ومن خلال هاتين المباراتين، بدا واضحا بأن المدرب الفرنسي يعاني من مشكلة عدم استقرار تكتيكي من حيث الأفكار والتنظيم والأسلوب ومن مشكلة عدم الثبات على مفاتيح اللعب في خطي الوسط والهجوم، فتارة يبدأ ببوغبا وأنطوان غريزمان وتارة تراه مقتنعا بقدرات كينغسلي كومان وانتوني مارسيال. اللاعب الوحيد الثابت عنده هو المهاجم أوليفييه جيرو لكننا لم نجد أي استقرار من ديشان في المواجهة الثالثة أمام منتخب سويسرا والتي انتهت سلبية في الأداء والنتيجة. المواجهة الإقصائية وعلى الرغم من تأهل «الديوك» إلى الدور الثاني، إلا أن أداء المنتخب غير مقنع حتى على مستوى الصحافة الفرنسية التي أجرت استفتاء حول الرسم التكتيكي وامكانية تغييره من 4-3-3 إلى 4-2-3-1. حتى الصحافة لاحظت عدم الاستقرار الفني لدى ديشان وأرادت المساهمة في الأمور التكتيكية. ويبدو أن المدرب الفرنسي نفسه لا يعلم بأي رسم تكتيكي وبأي أسماء سيخوض مباراته المقبلة في دور الـ16، فهو قد يلجأ الى رسم 4-2-3-1 ليس لقناعنته بجدواه على المستوى الفني ولكن لأنه يمنحه أكبر عدد ممكن من إشراك لاعبين في خط الوسط. غير أن أي رسم تكتيكي غير مفيد بذاته لكن الفائدة تكمن في الأفكار التكتيكية التي يضعها المدرب ليطبقها اللاعبون من خلال الجمل الفنية ابتداء من عملية التحضير مرورا بعمليات بناء الهجمات وانتهاء بتفعيل الهجمات. ففي منتخب فرنسا ومن خلال ثلاث مواجهات، لم تتضح أي فكرة تكتيكية لديشان في رسم 4-2-3-1 ولا في رسم 4-3-3. ولعل العلة التكتيكية تكمن في تواضع أداء لاعبي الإرتكاز بليز ماتويدي وكانتي في المساهمة في عملية الإستحواذ وصناعة اللعب. ومن الممكن أن تتم معالجة هذه العلة التكتيكية من ديشان باللجوء إلى رسم تكتيكي جديد 4-3-1-2 ( دايموند) وذلك بتواجد لاعب ثالث مع لاعبي الإرتكاز يجيد عملية التمرير والمساهمة في الإستحواذ. حتى هذه اللحظة لم تتضح الملامح التكتيكية لدى «الديوك» ولا بد أن يستقر ديشان على نهج ورسم تكتيكيين ثابتين لتتضح الصورة أكثر. وعلى الرغم من ترشيح فرنسا لتخطي ثمن النهائي إلا أن كرة القدم لا تعرف المستحيل ويخشى الفرنسيون أن تكون تلك المواجهة بمثابة الصيحة الأخيرة لـ»الديوك».

مشاركة :