مع الرؤية الوطنية القادمة 2030، يتوقع أن تحدث تغيرات إيجابية كثيرة في بلادنا، ليس في الحياة الاقتصادية فحسب وإنما أيضا في الحياة الاجتماعية. وفي رحلة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنجز عددا من المفاوضات مع شركات كبرى في مجالات متنوعة لدعوتها للاستثمار في المملكة، تطبيقا لأحد وجوه الرؤية الوطنية التي تهدف إلى تطوير الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل القومي بجلب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار داخل المملكة، من أجل توسعة الحركة التجارية وازدهارها. من نتائج تلك المفاوضات منح تصريح بالاستثمار داخل المملكة لشركة six flags الأمريكية، التي تعد واحدة من أكبر وأشهر المدن الترفيهية في العالم، ودخول مثل هذه الشركة إلى المملكة لا يعني مجرد تحقيق إنعاش اقتصادي فحسب، وإنما أيضا تقديم خدمات ترفيهية للمواطنين على مستوى عالمي. لكننا إلى الآن لا نعرف شيئا عن تفاصيل هذا الاستثمار وما يتعلق به من أنظمة واشتراطات، مثلا كيف ستدار هذه المدينة الترفيهية؟ هل ستدار بمواصفات سعودية، أم ستبقى أمريكية الطابع بكل تفاصيلها؟ وأين سيكون مقرها؟ أرجو ألا يكون في مدينة كبيرة كالرياض أو جدة، لأن ذلك سوف يزيد من الكثافة السكانية في المدينة بما يسهم في زيادة الزحام والاختناق في الطرقات. فعسى أن يكون المقر المختار لها، إحدى المحافظات الصغيرة القريبة من المدن الكبرى، فذلك سوف يكون فيه إنعاش للمحافظة بتنشيط الحياة الاقتصادية الراكدة فيها، كالفنادق والشقق المفروشة والمطاعم والأسواق إلخ، إضافة إلى أنه سينقذ المدن الكبرى من الاختناق بالزحام. الأمر الآخر، ماذا عن العاملين في هذه الشركات الأجنبية؟ هل سيشترط على الشركات حجز نسبة معينة من وظائفها للمواطنين؟ أم أنها ستعامل كبقية الشركات والمؤسسات الوطنية فتترك حرة في هذا الشأن، وقد تسير في الخط نفسه حيث يكون اعتمادها الأكبر على استيراد اليد العاملة؟ عسى ألا يكون ذلك، لأنه إن حدث سينجم عنه اكتظاظ البلد بالوافدين، وفي المقابل يظل المواطن يعاني من البحث عن فرصة عمل