كشف الفريق العسكري للقوات المسلحة الإماراتية لتسلق قمة جبل إيفريست عن بدء التحضيرات لمهمة جديدة تتمثل في صعود قمة k2 في باكستان، بحلول عام 2021 والتي تعتبر أخطر قمة بالعالم. جاء ذلك خلال اللقاء الذي استضافه مكتب جهاز الشؤون التنفيذية في العاصمة الإماراتية أبوظبي صباح أمس، لعدد من أعضاء الفريق ممن سطروا أسماءهم كأبطال بإنجازاتهم التاريخية، ورفعوا علم دولة الإمارات على قمة جبل إيفريست، وأشار أعضاء الفريق إلى أن الرحلة التدريبية لهذه المهمة ستمتد 5 سنوات، حيث ستبدأ التحضيرات عقب عيد الفطر المبارك مباشرة، معبرين عن أملهم في أن يضم فريق المهمة المستقبلية وجوهاً شابة جديدة تنضم إلى الأعضاء الحاليين بما يشكل مزيجاً ما بين الخبرة و حماس الشباب. وأعربوا عن اعتزازهم وسعادتهم بتحقيق إنجاز عالمي للدولة بالوصول إلى أعلى قمة على كوكب الأرض إيفرست، مؤكدين أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشجعة والمحفزة في كافة مراحل عملية التسلق ستظل في ذاكرتهم لسنوات طويلة ولن تمحى أبداً. وأكد أعضاء الفريق أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا دعم وتوجيه القيادة الرشيدة التي لم تألُ جهداً في تسخير كافة الإمكانيات لأبناء الدولة لتحقيق الإنجازات محلياً وإقليمياً ودولياً، معبرين عن سعادتهم بحفاوة الاستقبال الذي حظوا به منذ عودتهم إلى أرض الوطن، وبالإنجاز الذي حققوه برفع اسم الإمارات فوق أعلى قمة في العالم. وعبّر الشيخ ذياب بن خليفة بن حمدان آل نهيان عن فخره بالإنجاز الذي حققه الفريق العسكري للقوات المسلحة لتسلق جبل إيفرست، مؤكدا أن هذا الإنجاز جاء بفضل توجيهات القيادة الرشيدة وتسخيرها كافة أوجه الدعم المعنوية و المادية. وشدد على أن الوصول إلى قمة إيفرست احتاج لبرنامج عمل شاق وطويل امتد على سنوات، تم خلاله التدرج في اكتساب المهارات و القدرات الجسمانية بهدف زيادة قدرة التحمل لدى جميع أعضاء الفريق، وتهيئتهم لمواجهة مختلف التحديات التي ستواجههم خلال المهمة. ونوه إلى أن روح المحبة والتعاون التي تسود بين جميع أعضاء الفريق تشكل كلمة السر الحقيقية فيما تحقق من إنجاز، وهذه العلاقة تمتد إلى خارج حدود المهمة لتشمل الحياة اليومية، لافتاً إلى أن ميزة رياضة التسلق تتجلى بعدم ارتباطها بسن معينة، فيمكن أن تضم شرائح عمرية مختلفة لأن اعتمادها الأساسي يكون على الخبرة و التعقل والحكمة في اتخاذ القرارات. وأكد حسن النقبي قائد الفريق أن العلاقة الأخوية التي تجمع أعضاء الفريق ساهمت بشكل كبير في نجاحه بتحقيق المهمة، ورفع اسم الإمارات وعلمها عالياً خفاقاً، مشيداً بقدرة أعضاء الفريق على التأقلم وتحمل الصعوبات بفضل التدريب الجيد والمهارات الكبيرة التي اكتسبها أعضاء الفريق طوال رحلاتهم التدريبية المتنوعة التي أمنتها لهم القوات المسلحة. وقال المدرب جون آرثر جيرالد إن هذه المغامرة هي الأولى لفريق عسكري بهدف الوصول إلى قمة الجبل البالغ ارتفاعه 8848 متراً كأعلى جبل على وجه الأرض، ويتألف الفريق من 16 عضواً، منهم 13 متسلقاً عسكرياً من مختلف الرتب العسكرية وأفرع القوات المسلحة بينهم طبيب مختص بالطب الرياضي وفسيولوجيا طب المرتفعات، و 3 مدربين محترفين ذوي خبرة عالية في تسلق الجبال والتجهيزات الخاصة لتلك المغامرة. ولفت الدكتور هاشل الطنيجي إلى جملة من التحديات الطبية التي واجهت الفريق خلال مهمته والتي تعتبر تحديات دائمة في كل مهمة، ومن أبرزها التأقلم على انخفاض درجات الحرارة والتي تصل أحياناً إلى 35 تحت الصفر، وصعوبات التنفس خاصة مع بلوغ ارتفاعات شاهقة، إلى جانب مشاكل المفاصل و العضلات التي تتعرض لإجهاد كبير خلال التسلق.وقال عبدالعزيز الطنيجي إن الرسالة النصية التي بعثها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى أعضاء الفريق وهم في المخيم الرابع وعلى ارتفاع أكثر 8 آلاف متر عن سطح الأرض وقبل الانطلاق إلى القمة مخاطباً الفريق أنتم أبطال دولتكم، شكلت حافزاً وتشجيعاً لأعضاء الفريق في المرحلة الأخيرة والحاسمة من عملية الصعود لقمة الجبل، وحثتهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء من أجل تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق. وأوضح محمد النقبي أن المغامرة كانت صعبة لاحتوائها الكثير من التحديات والخطورة، ولكننا استطعنا التأقلم على الظروف المناخية الصعبة من خلال التدريبات المكثفة في المناطق الباردة التي قمنا بها في الكثير من الأماكن والدول كالنرويج، ولفت إلى أن وصول أعضاء الفريق إلى قمة إيفريست شعور لا يوصف كونه يعد إنجازاً إماراتياً تحقق في ظروف صعبة. وقال إن وصول الفريق الإماراتي لأعلى قمة على كوكب الأرض فخر لكل إماراتي بأن ينجز لدولته ونقدم لها وللأجيال المقبلة شيئاً بسيطاً ونرد لها الجميل على ما تقدمه لأبنائها. وقال معاذ النقبي إن شعوره لا يوصف بعد الصعود إلى القمة، والأهم في عملية التسلق رفع علم الدولة، والذي قضى تماماً على أي شعور بالتعب و الإرهاق بعد أيام مهمة استغرقت أسبوعاً وثلاثة أيام قاطعين مسافة تقدر بنحو 8848 متراً. وقال سعيد المعمري ( أول إماراتي يصعد إلى قمة إيفريست عام 2011 ) إنه أحب الانضمام إلى الفريق بهدف تجربة هذا التحدي بصورة جماعية، فالصعود بشكل منفرد يختلف تماماً عن الصعود مع فريق كامل وما يتطلبه ذلك من جهود كبيرة. وأضاف أن وصول الفريق إلى قمة إيفرست هي أسعد لحظات حياته، وقد جعلته يشعر بالفخر بتحقيق إنجاز باسم الدولة ولمنطقة الخليج والدول العربية.
مشاركة :