في الأمم المتحدة لتعزيز الشفافية..

  • 6/23/2016
  • 00:00
  • 47
  • 0
  • 0
news-picture

زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الأمم المتحدة حيث المؤسسة السياسية الأضخم على المستوى العالمي؛ وحيث يصنع القرار الدولي، تأتي في لحظة قد لا يبدو أن العلاقات مع المنظمة في أحسن أحوالها. ولطالما عبرت المملكة عن استيائها من دور الأمم المتحدة؛ لاسيما مجلس الأمن ودعت عبر عدة منابر وفي مناسبات دولية عدة إلى إصلاح المنظمة، ودورة اتخاذ القرار فيها، والذي لم يرقَ في كثير من الأحيان إلى مستوى الأحداث التي مرّت بها المنطقة، وهو ما دفع المملكة لتسجيل موقف برفضها المقعد غير الدائم في مجلس الأمن في 2013، احتجاجاً على تقاعس المجلس، وتهاونه في اتخاذ إجراءات للحد من تدهور الأوضاع في المنطقة العربية. وبالرغم من ذلك فإن الزيارة التي يقوم بها الرجل الثالث في المملكة تحمل دلالات لا يمكن تجاهلها، فالمملكة حريصة على المشاركة بفعالية وإصرار مع جهد المجتمع الدولي على كافة المحاور التي تنخرط بها المنظمة السياسية والاقتصادية والإنسانية، ولها في كل واحد منها حضور متميز، نابع من مسؤولياتها الدولية وثقلها الإسلامي والعربي، وإن من شأن هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان أن تسهم في تثبيت وترسيخ حجم التعاون بين المملكة والمنظمة الدولية، وفرصة لإسماع وجهات النظر والاستماع إلى آراء كل الاطراف واستجلاء أي التباس قد تسهم الشفافية في إزالته. إن من الضروري على منظمة الأمم المتحدة أن تعلم بأن أي استياء تسوقه المملكة إلى المنظمة الدولية هو عائد لتطلعها إلى الاضطلاع بدورها المأمول والذي يعوّل عليه من قبل الشعوب في كل مكان، وإن عدم انخراطها بذلك الدور أو استسلامها للضغوطات التي تمارس عليها من قبل بعض الدول أو اللوبيات يفقدها دورها الحيادي تجاه القضايا والأحداث. ولا شك أن المملكة التي تعرّض لها تقرير صادر من الأمم المتحدة يشير إليها بتُهم لا أساس لها تتعلق بقتل الأطفال في اليمن، يجعلنا نحث المنظمة الأممية على الاستماع إلى المصادر الموثوقة، وشهادات الثقات، وعدم الوقوع تحت أي تأثير. وعلى الرغم من أن اسم المملكة سُحب من هذا التقرير بشكل نهائي، فإن الرياض حريصة على أن يُمعن مكتب الأمين العام أو باقي الهيئات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة النظر إلى جهد المملكة التاريخي في الأمن والسلم العالميين قبل أن ترمي التهم جزافاً.

مشاركة :