أقدر وأعرف تماماً حاجتنا إلى التغيير وألا تكون حياتنا على نمط واحد مستمر. وهذه حاجة عالمية لدى جميع البشر تأتي الأعياد والاحتفالات والمناسبات الدينية للعبادة وكنوع من التغيير يخرجنا من دائرة الملل. قبل أيام من بداية شهر رمضان الكريم تمتلئ الأسواق كلها بما طاب ولذ، وترى الجموع البشرية تستهلك الكثير على غير العادة، ولن أبالغ أننا نأكل فى اليوم ما نأكله في ثلاثة أو أربعة أيام من أيامنا العادية. هناك شره ونهم للأكل في رمضان رغم أنه شهر الصيام. كلنا يعرف أن طريقتنا في الأكل في هذا الشهر المبارك تحوله من شهر للروحانيات إلى شهر للجوع ثم الافطار الذي ننتظره لنلتهم أكبر كمية من الطعام والمشروبات. حتى الإعلانات لرمضان كلها لمأكولات وعصائر بل ان بعض الشركات تعلن عن أكثر من عشرة أنواع من العصير!. لرمضان أهداف سامية منها الروحاني ومنها السلوكي كترويض الذات على الصبر والتحمل وكذلك هي فرصة ثمينة للتخفيف من بعض عاداتنا السلوكية التي لا نستطيع قطعها خلال الأيام العادية. فرصة ثمينة لتخفيف الوزن عن طريق تعويد المعدة لتقبل كميات أقل من الأكل وهذا فعلاً ما يتم عمله في عمليات تصغير المعدة. صحيح من حقنا أن نغير من كميات الأكل ليوم أو يومين أو حتى أسبوع ولكن أن يستمر التغيير السلبي لمدة شهر فهذا كثير وله مضاره على الصحة. إذا كانت بعض الشعوب تتحدث عن أثر يوم واحد في السنة تزيد فيه كمية الأكل كيوم عيد الشكر في أميركا وترى الدعايات والإعلانات بعناوين مثل كيف تتخلص من الوزن الذي اكتسبته في ذلك اليوم يوم واحد فقط وله تبعاته ماذا نقول نحن؟ كيف تتخلص من الوزن الذي اكتسبته في ذلك الشهر. من المؤكد أن ثلاثين يوماً تحتاج منا ثلاثين شهراً لنفقد فيه ما اكتسبناه من وزن، خاصة وأن فقدان الوزن أصعب بكثير من اكتسابه.. خاصة أننا بدلاً من أن نكتسب عادة الريجيم المنظم والحمية نكتسب عادة الالتهام والأكل بكميات كبيرة. (وللمقال بقية في الأسبوع المقبل بإذن الله). drhananatallah@hotmail.com
مشاركة :