فيما تتزايد حالة عدم الاستقرار في المدن السورية وعدم الشعور بالأمان تجاه الأحداث الجارية ومصير الحرب الداخلية التي أصبحت دولية، نجد أن الرئيس السوري يذهب بعيداً عن حالة المفاوضات مع كافة أقطاب المعارضة التي تجتمع بين الحين والآخر برعاية دولية ويشكل حكومة جديدة يكلف من خلالها وزير الكهرباء السابق عماد محمد ديب خميس لتشكيل الحكومة (مع احتفاظ الوزارات السيادية بوزرائها الحاليين وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وزير الداخلية محمد الشعار، وزير الدفاع فهد جاسم الفريج، ووزير المالية إسماعيل إسماعيل). وما هذا إلا دليل على استمرار التخبط في إدارة المفاوضات وإدارة الدولة التي أصبحت اليوم تدار في الخارج السوري عبر حكومة الملالي الإيرانية ومساندة القوات الروسية. يستمر ذلك في ظل القلق الدولي الذي يبعثه ستيفان دي مستورا مبعوث الأمين العام المعني بسوريا حينما يؤكد أن المجتمع الدولي أصبح يشكك في جدية استمرار هذه المفاوضات من خلال استمرار العنف الداخلي وانتشار الحركات المسلحة التي تستمر في النزاع مع الحكومة السورية رغم بعض الأمل الذي سبق أن بعثه من خلال (تشكيل مجموعة الدعم الدولية برئاسة الولايات المتحدة وروسيا، وتطبيق وقف الأعمال العدائية لبعض الوقت). وبعد استمرار النزاع المسلح ما يزيد اليوم على خمس سنوات في جميع المدن السورية والانفجارات المستمرة، وعدم السيطرة على بعض المناطق الاستراتيجية إلا أن الحل يكمن ضمن الإطار السياسي التفاوضي المبني على قرار 2254 من قبل مجلس الأمن، ولكن كل هذا في إطار حالة تسويفية يمارسها النظام السوري كي يقوم بإحكام السيطرة على المناطق المنزوعة منه، من خلال البراميل المتفجرة والقتل اليومي الذي يمارس في مناطق الصراع. لقد أصبحنا اليوم أمام مجازر يومية تقام في معظم المدن السورية وتتسبب في تعطل إيصال المواد الغذائية وتفشي الأمراض المزمنة التي تنجم عن فقدان الأدوية والحالات العلاجية التي يجب أن تصاحب تلك المناطق المنكوبة، ويلاحظ بأن المجتمع الدولي اليوم ما زال في حالة انتظار للضغط بشكل أكبر لإنهاء حالة الصراع، والدخول في مرحلة الدولة الانتقالية بشكل توافقي بين جميع الأطراف مما يحفظ كافة الأراضي السورية دون زرع أقاليم ورسم خارطة جديدة للوطن الكامل، ويشكل استمرار هذا الصراع قلق دائما على منطقة الشرق الأوسط التي ستظل في حالة متأهبة لقيام قوى التطرف بالتسلل لها من خلال النظام السوري كي تنزع الاستقرار وتشعل فتيل الفتنة الطائفية بشكل دائم. أصبحت منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية منطقة نزاع وحروب خلال الخمس سنوات الماضية تهجر على إثرها ما يزيد عن 3 ملايين مواطن وقتل في هذه الحروب المستمرة ما يزيد عن ربع مليون مواطن بسبب البراميل المتفجرة والحروب وعدم الاستقرار وتفشي حالة الإرهاب في كافة المدن التي تسيطر عليها حركات التطرف والإرهاب وبمباركة من النظام السوري.
مشاركة :