حوار:زكية كردي خرجت ريتاج من بين صفحات الرواية التي كتبها حمد الحمادي، ليكون لها وجه جميل وصوت يعبر عن أفكارها وتقلباتها المرهقة، هما وجه وصوت الفنانة هيفاء حسين، التي تؤدي الشخصية التي سميت الرواية باسمها في مسلسل خيانة وطن. قد يظن البعض أن ريتاج تشبه ليلى برومانسيتها وسكينتها، لكن سرعان ما ينكشف أن هذا التشابه المبدئي ينقلب إلى صراعات وتقلبات عنيفة مرهقة، تمر بها الشخصية الأولى لتخرج أخيراً قوية، صاحبة قرار، كما تصفها لنا هيفاء حسين، التي شاركتنا في الكثير من تفاصيل العمل، منذ أن وقع الاختيار عليها، وحتى فترة الكآبة التي أصابتها مع تصاعد الأحداث في الحلقات الأخيرة. } هل كنت خائفة من أداء شخصية ريتاج في مسلسل خيانة وطن؟ - لا، على العكس، بل كنت متحمسة جداً لتقديمها. } من هي ريتاج؟ - هي شخصية قدمت سابقاً ما يشبهها في بعض الجوانب، هي الفتاة الملتزمة، صاحبة المبدأ، والتي تضحي بالكثير من أجل راحة الآخرين، وفي المقدمة أهلها. لكن الاختلاف يكمن في القضية الوطنية التي تؤمن بها، وهذا يجعل الحماس وردود الأفعال على الشخصية مختلفين، فالمشكلة هنا ليست عادية، وحتى الآن (وقت إجراء الحوار) لم تتطرق الحلقات إلى الصراع الحقيقي في شخصية ريتاج. } الحلقات التي شاهدناها حتى الآن تذكرنا بشخصية ليلى التي قدمتها قبل سنوات، فما رأيك؟ - ربما، لأن الحلقات التي تبين تقلبات شخصية ريتاج لم تعرض بعد، فليلى ضعيفة ومسالمة تنازلت وضحت كثيراً لأجل إسعاد الآخرين، وهي لا تواجه ولا تتكلم، على عكس ريتاج القوية وصاحبة المبدأ والقرار، والتي يلفها الغموض حتى الآن، هذا الغموض الذي يتحدث عنه الناس سوف ينكشف في الحلقات المقبلة. } ما الذي سيحدث في الحلقات المقبلة؟ - سوف تشاهدون تحولاً كبيراً في الأحداث، وردود أفعال قاسية جداً، وتقلبات عنيفة في الشخصية، حيث تدخل في حالة الحيرة، وتضيع الحقيقة بالنسبة إليها، وتمر بأزمة نفسية صعبة، حتى إن ذلك انعكس علي وبدأت أخلط بينها وبيني. } أخبرينا أكثر عن تفاعلك مع الشخصية. - الشخصية لم تكن سهلة، وأدخلتني في حالة كآبة غير طبيعية، خاصة في المشاهد الأخيرة من الحلقة 25، وحتى الحلقة 30، فالحلقات المقبلة تتضمن الكثير من الصدمات. والتحدي هو تقديم الشخصية بروح جديدة، وبردود أفعال مختلفة، ولأنني لا أمثل بل أعيش الشخصية وأتعمق فيها، ولأن الشخصيات متشابهة؛ يصبح من الصعب أن نعطي إحساساً جديداً، لهذا أحاول أن أقدم نفسي بشكل مختلف. } كيف وقع الاختيار على رواية ريتاج لتحويلها إلى مسلسل؟ - الاختيار سبقتنا إليه مؤسسة أبوظبي للإعلام، فقد تواصلوا معنا وطلبوا منا تحويل الرواية إلى مسلسل، ونحن تحمسنا للفكرة، فتواصلنا مع الكاتب إسماعيل عبدالله، وبدأت عجلة العمل تدور بعد موافقته. } ذكرتِ سابقاً أن كثيراً من الفنانين الإماراتيين كانوا حريصين على المشاركة في العمل ولو بأدوار صغيرة، ما السبب؟ - بالفعل، فالمسلسل يتضمن عدداً كبيراً من الشخصيات، وبعض الممثلين لم يكونوا مستوعبين أهمية العمل فاعتذروا عن عدم المشاركة لقلة المشاهد، لكن الأغلبية رأوا أن العمل وطني، وأن من واجبهم المشاركة لإيصال هذه الرسالة، ورغم أن فنانين كباراً شاركوا في مشاهد محدودة إلا أنها تركت بصمة. } وهذا النجاح الكبير الذي حققه العمل.. هل كان متوقعاً؟ - نحن كفريق عمل المسلسل سعداء بردود الأفعال التي نلمسها من المشاهدين، والأصداء القوية لأحداث العمل. نعم كنا نتوقع أن يلفت المسلسل الانتباه، لحساسيته ولأننا في الخليج لم نعتد تقديم هذه النوعية من الأعمال. لكن بالطبع نجاح العمل يعود إلى عوامل كثيرة، أهمها السيناريو والحوار وهما العمود الفقري لأي عمل، والرواية ريتاج التي اعتمد عليها الكاتب إسماعيل عبدالله في صياغة الأحداث، والجهد الكبير الذي بذله المخرج أحمد المقلة، وأيضاً الإنتاج الضخم، فلولا السخاء بالإنتاج ما ظهر العمل بهذا المستوى. } لكن ما هو السر الحقيقي لنجاح المسلسل برأيك؟ - الرسالة التي يقدمها، فالنص غني، فيه فكر وتوعية، والناس تتناقش حول أحداث كل حلقة، حتى الأطفال يتابعونه ويسألون أهلهم للاستفسار عما يجري، وهذا ما نريده، نريد أن نحفز هذا الوعي المبكر حتى لا تبقى المفاهيم مبهمة. والأكثر أهمية أنه يناقش قضية تهم كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات، ورغم أنها قضية تتناول التنظيم السري في الدولة إلا أنها تخص جميع الدول العربية، وهذا من أهم أسباب النجاح. } وأين تتابعين ردود أفعال المشاهدين؟ - ليس لدي الكثير من الأصدقاء، لهذا أتابع ردود الأفعال من خلال أهلي، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فلدي حسابان على إنستغرام وتويتر، وفي الحقيقة هذه المواقع أتاحت لنا المجال لنقيس ردود أفعال شريحة واسعة من الناس، لهذا أقول إن هذين الحسابين هما مصدري الرئيسي لمعرفة ردود الأفعال. } لماذا تكتفين بظهور واحد في رمضان؟ - بطبيعتي لا أحبذ الظهور في أكثر من عمل على الشاشة في وقت واحد، إلا إذا كانت الشخصية التي أقدمها في كل عمل مختلفة تماماً عن الأخرى، والمسلسلان يعرض كل منهما حصرياً على قناة مختلفة. إضافة إلى أنني لا أحبذ تكرار الوجوه نفسها في رمضان، وهذا ما نراه بشكل خاص في الأعمال الخليجية، لكنني أعتقد أن هذه ظاهرة غير صحية، فلدي نظرية خاصة هي أن لكل فنان ساعات محددة على الشاشة، لذا عليه أن يدرس خياراته بذكاء، فأنا لا أحب أن أحرق نفسي على الشاشة، وأستهلك الساعات المخصصة لي بسرعة، فيملني الناس، بل أميز نفسي ولو بدور واحد، مع أنني أعتقد أن التميز أصبح صعباً جداً. } ما المسلسلات التي تتابعينها هذا الموسم؟ - كنت أتمنى متابعة مسلسل سقوط حر للفنانة نيللي كريم، لكن الظروف اقتضت أن أكون الفترة الأولى من رمضان في ماليزيا لاستكمال التصوير، وعندما عدت من السفر كنت مرهقة لهذا لم أتمكن من متابعة أي مسلسل، ولاسيما أنني أقضي رمضان في منزل أهلي، وهناك منافسة على شاشة التلفزيون والأعمال التي يتابعها كل منهم، لهذا حرصت على متابعة خيانة وطن فقط.
مشاركة :