زينة رمضان.. بهجة الحواري في شهر الصوم

  • 6/23/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تغرق شوارع مصر وحواريها الضيقة في فرحة رائقة تبهج الروح، طوال أيام وليالي شهر رمضان الفضيل، لا فرق في ذلك بين أحياء الميسورين، أو حواري الفقراء البسطاء، التي سرعان ما تنفض عن كاهلها عذابات البحث عن لقمة العيش، لتتبارى فيما بينها في صناعة بهجة الشهر الفضيل، بما تملكه اليد من أدوات شديدة البساطة. ويتبارى الأطفال في صناعة زينة رمضان على نحو يقترب من روح المنافسة، إذ تخرج كل حارة أفضل ما عندها، في تزيين الطرقات وواجهات البيوت البسيطة، بما تيسر من أوراق الكتب المدرسية القديمة، يصنعون منها عناقيد من الفرح الخالص، مع قليل من الإضاءة التي تضفي على المكان سحراً خاصاً، وهي الطريقة ذاتها التي يعكف الشباب من خلالها على صناعة الفانوس، بالخامات المتوفرة، وتزيينه بالأوراق الشفافة الملونة. لم تفقد حارات مصر التي تتلوى بامتداد رهيف في معظم الأحياء الشعبية البسيطة، فرحها الطفولي ببهجة رمضان، لا يهمها في ذلك الارتفاع الرهيب في أسعار الياميش والمكسرات، ولا موجة الغلاء التي تضرب أسواق اللحوم، فهي تحتفي برمضان دائما على طريقتها الخاصة، بابتكار العديد من الطقوس البسيطة التي لا تكلف شيئاً، ولا ترهق ميزانياتها الهزيلة، حتى إذا انطلق صوت مدفع الإفطار، وخلت الشوارع والطرقات من العابرين، أضيئت الفوانيس، وداعبت نسائم الليل، تلك القصاصات المعلقة بخيوط رفيعة، التي لا تخلو من ألوان مبهجة، زينة الشوارع، لتصافح العابرين إلى المساجد القريبة بعد ساعات معدودة، لأداء صلاة القيام، والاستئناس على أبواب البيوت وفي الطرقات، فيما تتحول الساحات الصغيرة التي تتلاقى عندها الحواري الضيقة، إلى ملعب مفتوح للأطفال.

مشاركة :