خلال الإجتماع الثنائي الأخير الذي عقد في شهر مارس في مدينة أميان الفرنسية و جمع بين فرانسوا هولاند وديفيد كاميرون شكل فرصة للرئيس الورزاء البريطاني للدفاع عن مكانة المملكة المتحدة داخل أوروبا و اصر حينها كاميرونعلى أن بلاده أقوى و أكثر أمنا بكونها داخل وروبا. ووافقه الرئيس الفرنسي الرأي مضيفا أن إنسحاب بريطانيا سيكون له عواقب سلبية على الإتحاد. حيث قال : بريطانيا يجب أن تبقى في الاتحاد الأوروبي، هذا ما أريده ، ولكن في نفس الوقت يجب على هذا الاتحاد السير نحو الأمام. لا ينبغي أن يكون لأي بلد حق النقض. لا يجب على أي بلد تجاهل القواعد المشتركة و السلطات المشتركة. لا أريد التخويف، ولكن يتعين علينا أن نقول الحقيقة. ستكون هناك عواقب إذا غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي. ستكون هناك عواقب في العديد من المجالات. و أضاف هولاند مؤخرا : منذ أكثر من 20 عاما تم تشييد مشروع ضخم بين فرنسا والمملكة المتحدة. نفق وحدنا بشكل لم يسبق له مثيل، وآمل أنه عندما سيحين الوقت ستتذكر المملكة المتحدة ذلك. السؤال الذي يمكن طرح اليوم هو : هل سيصمد التوافق البريطاني الفرنسي الذي يعمل على كلا البلدين على تعزيزه منذ أكثر من قرن من الزمن، أمام إنسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي؟ فی إطار تغطيتنا للإستفتاء بشأن عضوية بريطانيا في الإتحاد الأوروبي، نحاول إستكشاف وجهات النظر الدولية المختلفة حول هذا الموضوع، اليوم معنا للتعريف بوجهة نظر باريس، أنييس بناسي كيري، خبيرة إقتصادية، ونائب رئيس مجلس التحليل الاقتصادي لدى رئيس الوزراء. صوفي دي جاردان، يورونيوز : ما هي النتيجة التي تتمناه افرنسا في هذا الاستفتاء، ولماذا؟ أنييس بناسي كيري، خبيرة إقتصادية، ونائب رئيس مجلس التحليل الاقتصادي لدى رئيس الوزراء : من الواضح أنه في صالح فرنسا أن تظل المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. يجب علينا أن لا ننسى أن المملكة المتحدة هي شريك تجاري مهم جدا لفرنسا والاتحاد الأوروبي بشكل عام خصيصا فرنسا. فهي شريك أكثر أهمية من الولايات المتحدة، لذلك فلا مصلحة لنا في أن يصبح شريكنا التجاري الرئيسي ضعيفا، لأنه من المؤكد أن الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي سيضعف المملكة المتحدة لا محالة. عندما يكون هناك الشك وعدم اليقين، فالأسواق المالية تتجه عادة نحو الأصول التي تعتبرها آمنة وذلك للتخلص من الأصول التي تعتبرها أقل أمنا، و بالتالي مخاطرة مالية كبيرة جدا على المدى القريب. على المدى الطويل، يمكن أن ينتج عن ذلك آثار سياسية، حيث يمكن أن يدفع الدول الأخرى للمطالبة بلإستفتاءات. صوفي دي جاردان، يورونيوز : رغم ذلك فلقد تعالت بعض الأصوات بعضها من الطبقة السياسية، ومن بين الاقتصاديين لتقول أنه في نهاية المطاف إنسحاب بريطانيا يمكن أن يكون له آثار إيجابية على الاتحاد الأوروبي، ما رأيك؟ أنييس بناسي كيري، خبيرة إقتصادية، ونائب رئيس مجلس التحليل الاقتصادي لدى رئيس الوزراء : كان سيكون ذلك صحيحا لو أن كان للشركاء الأوروبيين خطة موضوعة بشكل جيد من أجل تحقيق التكامل و كانت بريطانيا هي العقبة أمام هذا التكامل. ولكن هذا ليس هو الحال. في الواقع ليست المملكة المتحدة من تمنع تمنع فرنسا وألمانيا على الإتفاق من أجل المصادقة على اتحاد المصرفي وأيضا الإتحاد المالي.و بالتالي الذهاب أبعد في الطريق نحو التكامل. لذلك فأنا أعتقد أنها ليست وجهة نظر قوية، خصوصا لكون هذه الخطة من أجل التكامل و الاندماج غير موجودة حاليا. وعلاوة على ذلك، فبعض المحللين يتوقعون أن ذي سيتي أو مركز الأعمال في لندن يتفكك بعض الشيء في حال إنسحاب بريطانيا من الإتحاد، و ربما ستنقل بعض أنشطته نحو عواصم أخرى لكن ليس بالضرورة نحو باريس ستسفيد من ذلك فرانكفورت أو دبلن أو أمستردام. صوفي دي جاردان، يورونيوز : ومع ذلك، فإن الحكومة الفرنسية أطلقت حملة لجذب مصارف ذي سيتي أنييس بناسي كيري، خبيرة إقتصادية، ونائب رئيس مجلس التحليل الاقتصادي لدى رئيس الوزراء : باريس تمتلك مميزات في هذا السباق لا يمكن إنكارها ، ولكن هناك منافسة قوية و باريس ليست الوحيدة التي ترغب في جلب الأنشطة المالية، لذلك أنا أعتقد أنه حقا من الخطء الاعتماد على ذلك، و القول بأنه لهذا السبب، سيكون أمرا جيدا أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي. صوفي دي جاردان، يورونيوز : وعلى المدى الطويل، سواء أكانت النتيجة إيجابية أم سلبية ، ما هي النتائج المترتبة على ذلك بالنسبة لأوروبا، و كيف سيمكن إنقاذها. أنييس بناسي كيري، خبيرة إقتصادية، ونائب رئيس مجلس التحليل الاقتصادي لدى رئيس الوزراء : كيف يمكن إنقاذ أوروبا في حال إنسحاب بريطانيا من الإتحاد؟ هناك عنصر سياسي و هو مقاومة الإغراء الذي ستشكله فكرة إجراء إستفتاءات في بلدان أخرى. فكما هو معروف جيدا، الشعوب لا تجيب بالضرورة على السؤال الذي يطرحه الإستفتاء. فإنه أمر خطير ان يتم بناء أوروبا بلإعتماد على سياسة الاستفتاءات، والعنصر الآخر هو أخد الرسالة التي و جهتها لنا بريطانيا بعين الإعتبار و محاولة تقديم للمواطنين الأوروبيين أوروبا تناسبهم أكثر، و تتوافق بشكل أكبر مع بظروفهم الخاصة. من الواضح أن أيضا ان ترك بريطانيا للإتحاد الأوروبي سيؤدي إلى إعادة النظر في التوجه الإقتصادي، المملكة المتحدة كانت دائما تدفع نحو السياسات الليبيرالية. هل ستنجح الدول الأوروبية في غياب بريطانيا في أن تقاوم رغبتها في سياسات حمائية، هذا هو السؤال الذي يمكننا طرح. وهناك أيضا عدم التوازن الذي سيحدث داخل الاتحاد الأوروبي حيث ستصبح ألمانيا أكثر قوة، في حال إنسحاب بريطانيا. لكن لا بد من توضيح أمر ما، الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا سيكون من الصعب تنفيده في حال بقاء المملكة المتحدة داخل الإتحاد الأوروبي. لذلك و من جهة نظر معينة، يمكننا القون صحيح أنه بإنسحاب بريطانيا سيكون الأمر أسهل بعض الشيء.
مشاركة :