مشاهير السناب شات لا يقرأون الكتب

  • 6/23/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتشر مشهد فيديو لمشاهير سناب شات الذين اعترفوا ببساطة أنهم لا يقرأون الكتب، ليس لك أن تلومهم فهم نتاج مجتمع ينظر إلى الكتاب نظرة توجس وخيفة وتعقيد رغم انتشار المكتبات ومعارض الكتب. ما زالت قراءة الكتب في المجتمع العربي شيئاً ثقيلاً مملاً يحتاج وقتاً وتفرغاً في عالم صارت المعلومات تتدفق سيولاً وفيضانات من كل حدب وصوب. منظر شخص يقرأ كتاباً ورقياً في مكان عام في عالمنا العربي هو مشهد لافت وغريب تحوطه هالة من السرية وأحيانا شيء من القداسة. قد تجلس في مقهى محدقاً ساعات في هاتفك الذكي أو حاسوبك ولا ينتبه لك أحد، وما إن تخرج كتابك حتى تلتفت إليك الوجوه وتحدجك الأبصار. قد تتجول في عاصمة عربية لأيام وليالٍ ولا تكاد ترى أحدهم يقرأ كتاباً.. قد يسألك أحدهم عن آخر كتاب قرأته فتتفاجأ وتتلعثم رغم يقينك بأنك قرأت كثيراً هذا الأسبوع، ثم تكتشف أنك كنت تتصفح مقالات ومدونات وتغريدات أو "بوستات". وتتأكد أنه مر زمن طويل دون أن تقرأ كتاباً.. يسألك أحدهم عن موضوع فتجيبه لأنك قرأت أفكاراً حول هذا الموضوع، وما إن يحتدم النقاش حتى تكتشف أن معرفتك ضبابية، وكل ما عرفته كان قشوراً. كثير من الروابط والمقالات التي قرأتها هي آراء خاصة لشخصيات أو جماعات.. كثير منها أفكار معلبة ومقولبة تخدم أغراضاً أو مشاعر شخصية.. كثير من الدراسات والبحوث بنيت على نظريات قديمة ولها ما يعارضها أو ينقضها.. إنك تقرأ النتائج التي وصلوا إليها حسب مناهجهم ومفاهيمهم.. قراءة الكتب تكسبك ثقافة أصيلة منهجية، تكسبك تراكماً معرفياً يستقر في طبقات اللاوعي، ويتكون لديك مخزون ثقافي شمولي رصين. في جلسات المقاهي الثقافية تستطيع اكتشاف قارئي الكتب المعروفين كما تستطيع اكتشاف الذين لديهم فكرة عن كل شيء دون عمق أو فهم. حين تقول إن الثقافة تكتسب دون الكتب فأنت مثل الذي يطالع الأخبار لمدة عشرين عاماً، لكنه لا يفرق بين مجلس الأمن وهيئة الأمم، ويخلط بين اليونيسكو واليونيسيف، ولا يعرف ما هي اتفاقية جنيف، وهل الاشتراكيون هم الشيوعيون؟ وكيف يختلف الجمهوريون مع الديمقراطيين وهكذا.. الكتاب هو آلاف من الكلمات، الكلمة تقدح في ذهن القارئ عشرات الصور، الكلمة المقروءة تحرك الذهن وتنتج الخيال، بعض الدراسات تفضل الكتاب الورقي على الصوتي. الكتاب يعطيك خلوة وتركيزاً، ترتبط المعلومات وتتسق وتكون بناء معرفياً. شبكات التواصل تعطيك آلاف المعلومات غير المترابطة، زخم ضبابي مشتت، يشعل مناطق في الدماغ للحظات ثم تخبو سريعاً. حين تتجول في مكتبة أوروبية أو أميركية فإن جمال الكتب وتصاميم الأغلفة يجعلك تتمنى لو كنت تتقن هذه اللغات لتقرأ هذه الكتب. إنها كتب مشوقة في أسلوبها، أفكارها مباشرة، سهلة لكنها مفيدة، وتلمس حرية الطرح دون تعقيد أو خوف.. إن الكتاب العربي يبدأ بمقدمة عويصة مجهدة، ثم شروحات مقلدة منسوخة مكرورة مملة، ويسرد الكاتب مصطلحات غامضة ويفرد عضلاته بتراكيب وعبارات معقدة، وفي الأخير يدخل في الموضوع الأساس بعدما أنهك القارئ وسلبه متعته وشغفه القرائي. الكاتب العربي يكتب بخوف وذعر، يسلك قلقاً في دهاليز وتعرجات ويتجنب الولوج في مناطق خطرة تحوطها لافتات تحذير وتنبيه؛ لذلك يملأ كتابه بحشو من باب إبراء الذمة وصداً لأي هجوم عنيف في المستقبل. بحثت في جوجل عن المشاهير العالميين الذين يقرأون الكتب، خرجت لي عشرات الصور، لممثلين ومطربين ورياضيين، يقرأون في الحدائق والشواطئ وحول المسابح، يحملون الكتب الورقية كما يحلمون حقائبهم أو هواتفهم، البابراتزي لا يصورونهم خلسة؛ لأن القراءة تصرف غريب؛ بل ليعرفوا عناوين الكتب التي يقرأونها. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :