هبوط عُمْلات الأسواق الناشئة يدفع المصارف المركزية إلى التدخل

  • 1/26/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحرَّك كبار المسؤولين في الأسواق الناشئة، لتبديد المخاوف بشأن اقتصاداتها، بعد أن أقبل المستثمرون على بيع عملات هذه البلدان، الأمر الذي أثار المخاوف من انهيار واسع للأسواق. وكانت خطة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، لتقليص إجراءاته للتحفيز النقدي تدريجيا؛ قد أثارت توقعات بأنها ستؤدي إلى التخارج من الأسواق الناشئة. وقالت وكالة رويترز، في تقرير نشرته أمس "إن احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، عزّز المخاوف من أن الأسواق الناشئة، لا سيما تلك التي تعاني عجزا في موازين معاملاتها الجارية، قد تلقى صعوبة في دعم عُمْلاتها هذا العام". وقالت الأرجنتين أخيرا "إنها ستخفف قيود العملة، التي تدافع عنها منذ وقت طويل، بوصفها ضرورية، وذلك في تغيير للسياسة دفع إليه ارتفاع معدلات التضخم وهبوط العملة "البيزو". وهوَت الليرة التركية إلى مستويات قياسية، رغم تدخل في سوق الصرف أُنفِقت فيه ثلاثة مليارات دولار في الجلسة السابقة. وراوح الروبل والراند حول مستويات لم تُشهَد منذ الأزمة المالية في عامي 2008م و2009م. وقال وزير المالية المكسيكي، لويس فيديجاراي، في منتدى دافوس "إن التقلبات الحالية لن تسبب مشكلة كبيرة في بلاده". وأضاف: "المكسيك من بلدان الأسواق الناشئة، ومن ثم فإن كل تقلب سيكون له بعض الأثر، لكن المكسيك في وضع جيد للتغلب على عاصفة العملات". وقال واضعو السياسات والمحللون في المنتدى الاقتصادي العالمي "إنه ليست كل الأسواق الناشئة متساوية، وإن اضطراب الأسواق سيبعد المستثمرين عن الاقتصادات الضعيفة، لكن لن يبعدها عن الاقتصادات القوية". وتدخَّلت المصارف المركزية في العالم النامي، في أسواق العملات أمس الأول، في محاولة لتحقيق استقرار العملات، التي تتراجع قيمتها بوتيرة سريعة في موجة هبوط تعصف بالأسواق الناشئة. وفي تركيا، رفض البنك المركزي رفع أسعار الفائدة، مع أن الليرة هبطت قيمتها نحو 9 في المائة هذا الشهر، الأمر الذي أذكى المخاوف من ارتفاع مُعدّلات التضخم، ونزوح المستثمرين. واعتمد البنك بدلا من ذلك على إقامة عطاءات لبيع الدولار، ولجأ يوم الخميس الماضي إلى ما يرى المحللون أنه أول تدخل مباشر له منذ أوائل عام 2012م. ورغم تلك المبيعات، التي يُقدَّر أنها بلغت إجمالا نحو عشر احتياطياته، فإن الليرة هبطت قيمتها نحو 2 في المائة، لتنزل دون المستوى المهم 2.30 مقابل الدولار. وقالت مؤسسة "آر بي إس" في مذكرة لعملائها "إنه (البنك المركزي التركي) لا يملك قوة النيران الكافية لمكافحة الضغوط على الليرة". وأضاف "إنه استنفد أدوات الامتناع عن رفع الفائدة، وسيكون الإجراء الرئيسي التالي هو إحداث زيادة مباشرة في أسعار الإقراض". والليرة ليست سوى واحدة من عملات كثيرة، هوَت تحت ضغط مخاوف المستثمرين بشأن الصين، واحتمالات تقليص إجراءات التحفيز النقدي الأمريكية يُتوقع أن يتم هذا الشهر، قد يؤثر في التدفقات الاستثمارية إلى الاقتصادات الناشئة. ويعتقد أنه كان بين المصارف المركزية التي تدخلت للدفاع عن عملاتها أمس الأول: الهند وتايوان وماليزيا. وقامت روسيا مرة أخرى بخطوة تعديل نطاق تحرك الروبل، بعد أن قامت ببيع 350 مليون دولار من العملات الصعبة. ورغم ذلك كله، لم يكن هناك هدوء لالتقاط الأنفاس، فقد هوت الروبية والريال البرازيلي والروبل والراند جميعا، أكثر من 1 في المائة مقابل الدولار. وسجّلت العملة الروسية أيضا مستوى قياسيا متدنيا مقابل اليورو. وقال كبير محللي الأسواق الناشئة في بنك دانسكي في كوبنهاجن، لارس كريستنسن: "أعتقد أننا قد نشهد بعض الإجراءات من جانب المصارف المركزية، فهم سيحاولون الحد من موجة الهبوط، ومن غير المحتمل أن يتمكنوا من تحقيق استقرار العملات". وقال كريستنسن "إن ضعف العملات سيكون في نهاية المطاف في مصلحة النمو، لكن الألم سيكون شديدا". وأظهرت بيانات لمؤسسة "إي بي إف آر جلوبال"، أُرسِلت إلى عملائها في وقت متأخر يوم الخميس الماضي، أن الأسواق الناشئة شهدت نزوح المستثمرين، فقد خرج نحو أربعة مليارات دولار من صناديق أسهم الأسواق الناشئة حتى الآن هذا العام. وشهد الأسبوع المنتهي في 22 من كانون الثاني (يناير) هبوطا بمقدار 2.4 مليار دولار، وذلك للأسبوع الـ 13 على التوالي من الخسائر. وكانت صناديق السندات أكثر مرونة، إذ إنها شهدت خروج 0.4 مليار دولار فحسب، لكنها خسرت أيضا مليار دولار حتى الآن في عام 2014م.

مشاركة :