قلبت كرواتيا تخلفها صفر-1 أمام إسبانيا حاملة لقب النسختين الأخيرتين إلى فوز 2-1 وانتزعت منها صدارة المجموعة الرابعة في بوردو ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم المقامة حالياً في فرنسا. سجل نيكولا كالينيتش (45) وإيفان بيريسيتش (87) هدفي كرواتيا، بعد أن تقدمت إسبانيا بهدف مبكر حمل توقيع الفارو موراتا (7). ورفعت كرواتيا، التي ضمنت تأهلها قبل مواجهة إسبانيا عقب خسارة إيرلندا الشمالية أمام ألمانيا صفر-1 في المجموعة الثالثة، رصيدها إلى 7 نقاط وأزاحت إسبانيا عن القمة بعد أن تجمد رصيد الأخيرة عند 6 نقاط. وأصبح طريق إسبانيا شائكاً نحو اللقب، ولا يتعلق الأمر بإيطاليا فقط بل إنها قد تواجه ألمانيا بطلة العالم في دور الثمانية على أن تنتظرها مواجهة محتملة مع فرنسا أو إنجلترا بقبل النهائي. وقال فيسنتي ديل بوسكي مدرب إسبانيا نحن محبطون، الطريق الآن يمكن أن نعتبره أكثر صعوبة لكن لا يمكن توقع أين يكمن الخطر. واختار مدرب منتخب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي التشكيلة ذاتها التي خاضت المباراتين الأوليين على الرغم من أن فريقه ضمن التأهل ويحتاج إلى التعادل ليضمن صدارة المجموعة الرابعة، لكنه لم يشأ اتخاذ أي مخاطرة لأن إنهاء دور المجموعات أمام منافسه سيمنحه منتخباً أقل شأنا في الدور التالي. وكان دل بوسكي أشرك العديد من التشكيلات خلال التمارين في الأيام الأخيرة حتى إن الصحف توقعت مشاركة الحارس ايكر كاسياس أساسياً بدلاً من دافيد دي خيا الذي شارك في المباراتين الأوليين لكن ذلك لم يحصل. أما كرواتيا، فخاضت المباراة من دون صانع ألعابها القدير لوكا مودريتش الذي تعرض لإصابة طفيفة في المباراة ضد تشيكيا، كما غاب المهاجم ماريو ماندزوكيتش ولاعب الوسط مارسيلو بروزوفيتش بداعي الإصابة فأشرك المدرب انتي ساسيتش مكان هؤلاء ماركو روغ والجناح ماركو بياكا بالإضافة إلى مهاجم فيورنتينا نيكولا كالينيتش. ولم تمض 8 دقائق حتى تمكن المنتخب الإسباني من افتتاح التسجيل بعد لعبة مشتركة رائعة بين دافيد سيلفا وسيسك فابريغاس الذي سدد باتجاه المرمى ليتابعها موراتا من مسافة قريبة داخل الشباك رافعاً رصيده إلى 3 أهداف في صدارة ترتيب الهدافين بالتساوي مع الويلزي غاريث بايل. وفي الدقيقة 45 نجح المنتخب الكرواتي الذي لعب كرة جميلة وهو المعروف باسم برازيل أوروبا في إدراك التعادل عندما تلاعب بيريسيتش بالظهير الأيمن خوان فران ومرر كرة عرضية داخل المنطقة طار لها كالينيتش فوق راموس وأودعها داخل الشباك من مسافة قريبة. واحتسب الحكم ركلة جزاء مشكوك في صحتها لمصلحة سيلفا داخل المنطقة سددها راموس لكن حارس كرواتيا دانيال سوباسيتش تصدى لها بنجاح (71)، معززاً نجاحه في التصدي لركلات الجزاء للمرة الخامسة من أصل 7 مرات مع ناديه موناكو الفرنسي ومنتخب بلاده. ثم جاء هدف الحسم إثر هجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة إلى بيريسيتش الذي سار بها وسط مراقبة بيكيه قبل أن يطلقها زاحفة صدمت بمدافع برشلونة وخدعت الحارس دي خيا عند القائم الأول ليهدي منتخب بلاده فوزاً ثميناً للغاية. سوكر يشيد بشجاعة لاعبيه احتفى اللاعب الكرواتي الأسطوري السابق، والرئيس الحالي لاتحاد كرواتيا لكرة القدم، دافور سوكر، بفوز منتخب بلاده على إسبانيا، مشيداً بشجاعة لاعبي منتخب بلاده. وقال سوكر: لقد رأينا كرواتيا قوية للغاية، لقد أثبتنا أنه بإمكاننا أن نلمس الكرة بشكل جمالي وأن اللعب أمام الكبار يروق لنا، إسبانيا هي إحدى المنتخبات الأفضل في العالم. وأضاف القائد السابق للمنتخب الكرواتي، الذي فاز بالمركز الثالث في بطولة كأس العالم 1998: دائماً ما نتحلى بالشجاعة أمام الكبار، ماذا يمكنك أن تخسر؟ لا شيء، لديك الكثير لتفوز به. ورغم ذلك، يرى سوكر(48 عاماً) أن نتيجة المباراة العادلة هي التعادل وأنه لا يهتم إذا ما حل المنتخب الكرواتي في المركز الثاني على إثر ذلك ليواجه المنتخب الإيطالي في دور الستة عشر، الذي سيصطدم رسميا بإسبانيا في هذا الدور. وتابع اللاعب السابق لأندية ريال مدريد وأرسنال وإشبيلية: بكل صدق كنت أرغب في مواجهة إيطاليا، لأن التاريخ يصب في صالحنا أمام إيطاليا، دائماً ما لعبنا بشكل جيد أمام الكبار، لقد فزنا على إيطاليا ثلاث أو أربع مرات وتعادلنا مرتين.