قال رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي ان استشهاد ثلة من أبناء القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، المنذورين للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، خلال قيامهم بمهام إنسانية بحتة، وقد طالتهم أيدي الغدر والظلام، يجب أن تعيدنا إلى قضية مهمة تتمثل بحجم الضغوط المستمرة والتي لم تنقطع. واضاف الرفاعي ما تعرض له الأردن من استقبال اعداد من اللاجئين، عجزت قارة كاملة بكل إمكاناتها ومساحاتها وثرائها عن استقبالهم واستيعاب هذا الحجم من الأعداد التي تحملها الأردن وحده خلال الخمس سنوات الماضية. وأضاف لقد كان الأردن على علم بأن وجود متطرفين، تسللوا ضمن 60000 شخص، تجمعوا على الحدود، هو أمر وارد وبقوة، وعندما قمنا باتخاذ إجراءاتنا لحماية أمننا ووطننا، كنا على حق وفي خندق الحق وهو ما أثبتته وبكل وضوح الحادثة الأخيرة. وتابع أن الملفت وما يحتاج إلى إجابة واضحة، ليس فقط هذه الضغوط الكبيرة غير المبررة، مع تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بجزء بسيط من واجباته تجاه اللاجئين السوريين، ولكن هذا التزامن بين الضغط علينا لتحمل المزيد من اللاجئين، وضغط آخر مواز لم ينقطع علينا لاتخاذ قرارات اقتصادية غير مرغوب بها، كشرط مسبق للتوقيع مع صندوق النقد الدولي، وكشرط للحصول على المساعدات، التي هي حق لهذا البلد بموجب قرارات مؤتمر لندن والمنح الأخرى، وبالأصل بموجب دور الأردن وصبره وتحمله لهذه الأعباء الضخمة نيابة عن المجتمع الدولي بأسره! وزاد ما يحدث اليوم غير منصف بحق هذا البلد.. وفيه إجحاف واستمرار للظلم الذي لا يستحقه الأردن ولا الأردنيون. وزاد هذا البلد الذي ذهب إلى أبعد مدى للقيام بواجبه الإنساني والقومي، وتقاسم أبناؤه رغم الأوضاع الصعبة وشح الإمكانيات كسرة الخبز وقطرات الماء الشحيحة مع اللاجئين المهجرين من بلادهم.. وبالرغم من قيامنا بواجبنا وواجب غيرنا، وتحملنا لما عجزت عن حمله الدول الكبرى والقارات من أعباء جسيمة، يتجاهل العالم هذا كله، وبدلا من الدعم الذي نستحقه، ومن قيام الأطراف بواجبها تجاه الأردن؛ تتواصل الضغوطات علينا لمحاولة إضعافنا من الداخل ودفعنا باتجاه اتخاذ قرارات تمس أمننا الاجتماعي وتطرح الأسئلة فيما إذا كان الذين يتخذون هذه القرارات أيقاظا أم نياما، أم أنهم لا يعلمون أن الأردن إنما يسد عنهم ويحمل نيابة عن دولهم وحكوماتهم كل هذه الأعباء. آن الأوان لاتخاذ القرارات التي كان يجدر إتخاذها منذ زمان، وآن الأوان لإغلاق الحدود، وليتحمل الآخرون واجباتهم.. ونحن سنواصل دورنا وواجبنا، بما تمليه علينا مصالحنا الوطنية وأولوياتنا المتقدمة، في ظل هذه الانهيارات من حولنا، وفي ظل الوضع التي تعيشه الأراضي الفلسطينية، ومتطلبات دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن مركزيتها ورفض أي تحايل عليها. وختم الرفاعي لقد قدم الأردن التضحيات الجسيمة، وتقدم الجميع بمسافات بعيدة، إنسانية وعطاء وقيما وإيثارا.. وهاهي ثلة جديدة كريمة من زهرة شبابنا أبناء القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، ترتقي إثر التفجير الإرهابي أمس في الركبان، شهداء بررة، صائمين قائمين مرابطين على هذا الثغر المنيع، جزاهم الله عنا كل خير وتقبلهم مع الأنبياء والصديقين، وألهم ذويهم وألهمنا الصبر وحسن العزاء، إنه سميع مجيب.
مشاركة :