أبواب قطر مفتوحة دائماً لدعم القضية الفلسطينية

  • 6/23/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - إبراهيم بدوي : أشاد السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بجهود قطر في دعم الشعب الفلسطيني ورعاية ملف المصالحة وإنهاء الانقسام بين حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، مشدداً على أن أبواب قطر دائماً مفتوحه لدعم قضية الشعب الفلسطيني. وقال مشعل، خلال حفل إفطار أقامه أمس الأول بحضور نخبة من الإعلاميين : نشكر قطر التي استضافتنا مرتين وخطونا خطوات معقولة وفي المحطة الثالثة كانت هناك تباينات في بعض المسائل، وقررنا إعادة الكرة بالرعاية القطرية الكريمة دون أن يكون ذلك على حساب التفاهم مع بقية القوى الفلسطينية". وقال إنه على الرغم من طول الطريق إلا أنه سيجبر كافة الأطراف في النهاية على إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لافتاً إلى أن المخطط الإقليمي الذي يستهدف غزة ورام الله في آن واحد، ربما يوقظ مكونات الشعب الفلسطيني لتحقيق التفاهم. وعن الزيارة الأخيرة للرئيس محمود عباس إلى الدوحة وما تردد من توقعات بتوقيع اتفاق المصالحة، قال مشعل : بالفعل كانت هناك بعض التوقعات أن يكون هناك لقاء، لكن جاء أبو مازن للدوحة في زيارة طبيعية وليس للقاء بين فتح وحماس، وكانت هناك جولة بيننا وسوف تستمر الجولات ولا شك أنها محطات صعبة، لكننا مصرون على أولوية إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة التي تبقى ضمن الأولويات". وأشار إلى أن هناك مخططات إقليمية يتم الإعداد لها لمحاولة صياغة المشهد الفلسطيني الداخلي وصناعة قيادته الجديدة والتحكم فيها وفق مقاسات إقليمية وليس وفق متطلبات الفلسطينيين ومصالحهم، وهذه المخططات تستهدف غزة ورام الله في آن واحد. ورداً على سؤال لـ الراية حول رؤية الحركة لمبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للسلام مع إسرائيل، قال إن الرئيس المصري تكلم في أمرين، أولهما المصالحة الفلسطينية وأعلنت حماس ترحيبها بدور مصر وقطر والدور العربي في أي مصالحة فلسطينية وهذا ليس جديداً، لكن السلام مع إسرائيل لا يعنينا، وحماس معنية بالمقاومة وبكل من لديه مبادرات في هذا الصدد". وأكد أنه في ظل التطورات الإقليمية الساخنة، تتعاظم المسؤولية علينا كفلسطينيين بصورة غير مسبوقة، لافتاً إلى أهمية ذلك في ظل انشغال العالم عن القضية الفلسطينية. وشدد على أن العدو (إسرائيل) يحاول استعجال التطبيع، على حساب القضية الفلسطينية، ويستغل صراعات المنطقة لتقديم نفسه كلاعب لا يُستغنى عنه، وشريك لبعض الأطراف. مبادرات سياسية دولية لملء الفراغ رأى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن ما يجري من حديث ومخططات في إشارة إلى المبادرة الفرنسية ما هو إلا مبادرات سياسية دولية أقرب لملء الفراغ منها إلى فرصٍ جادة لمعالجة الصراع، فضلاً عن اختلال مضمونها. وشدد على أن على القادة الفلسطينيين ألا يسعدوا بالفتات، فهي للتلهية.. مؤكداً أن حماس تبدي احترامها وتعاطفها مع شعوب الأمة، وأنه لا تعارض مع أولوية قضيتنا وأولوية قضايا الأمة، التي لم تعد مجرد قضايا سياسية، بل فيها نزف ودماء. وشدد على أن إسرائيل عامل أساس في تأجيج أزمات المنطقة وتأخير حلها، في إطار السعي لتقسيم المنطقة. وذكر أن هناك خمس أولويات تفرض نفسها الآن هي؛ إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، المحافظة على زخم المقاومة والانتفاضة، وتحقيق التوافق الوطني على إدارة الانتفاضة وتكتيكاتها بما يحافظ على نتائجها وحماية القدس والأقصى وتقوية المشروع الفلسطيني. وأكد أن في قمة الأولويات أيضاً، ضرورة كسر الحصار عن غزة وإيجاد حلول حقيقية لأزماته، مع السعي لتجنب أي حرب جديدة على القطاع، وأن مشروع حماس والشعب الفلسطيني مشروع مقاومة وتحرير وليس سلسلة من الحروب لكن مع الاستمرار بتدعيم قدرات المقاومة والاستعداد لأسوأ الاحتمالات. عاملان وراء عدم نجاح المصالحة دعا خالد مشعل القادة الفلسطينيين إلى العمل وفق برامج وآليات محددة لإشراك جميع قطاعات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بالمشروع الوطني، مؤكداً ضرورة التحرك الفلسطيني بفعالية ودقة على الساحة العربية والدولية، وفق استراتيجية مشتركة، بما يحقق إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ومكانتها وكسب الدعم والتأييد لها. وعن جولات المصالحة بين حركتي فتح وحماس، قال : تعلمنا في تجربتنا المعقدة أن أبناء الوطن الواحد بينهم قواسم إجبارية غير القواسم الاختيارية، ورغم الخلافات بين حركتي فتح وحماس إلا أننا أبناء وطن واحد وشركاء وسكان بيت واحد ولا يمكننا التحرك بدون مفهوم الشراكة. وأوضح أن عدم نجاح المصالحة يرجع لعاملين أساسيين عامل من ذواتنا نتيجة أخطاء من فتح وحماس والفصائل والعامل الثاني، التدخلات الخارجية حيث لم تعد المصالحة شأناً فلسطينياً خالصاً. علاقة حماس وإيران حول العلاقة مع إيران، قال خالد مشعل إن واحدة من مسؤوليات السياسة هي كيفية السير في المنعرجات وتدوير الزوايا ولكننا في حماس نحافظ على قيمنا وثوابتنا ونجتهد في الهوامش والتفاصيل وهو منهج شرعي وعقلي وضروري في حياة البشر. وأضاف : سياستنا في حماس هي عدم التدخل في شؤون الدول لكن أي تصرفات شخصية لأفراد تحسب نفسها على حماس، فهذا لا يلزمنا، وحماس متعاطفة مع قضايا الأمة والتعاطف لا يعني التدخل. وقال إن حماس تقود معركة كبيرة في وجه الاحتلال الصهيوني وهو ما يستوجب منها الانفتاح على أمتها وتوحيدها على هذه المعركة، ومن حق الشعوب أن تنشغل بقضاياها ولكن لا بد من بقاء القضية الفلسطينية حاضرة. وتابع : نحتاج إلى دعم الأمة ومن يدعمنا بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه سياسياً فإننا نرحب بدعمه ولا غضاضة في ذلك، وقبولنا للدعم منه ليس تأييداً لمواقفه أو أجندته، لافتاً إلى أنه حتى لو انعطفت بوصلة الولايات المتحدة في لحظة ما، وأعطتنا سلاحاً فسوف نأخذه منها أو من أي مكان في العالم، لكن بدون قيد أو شرط ولا يعني ذلك اتفاقاً مع تلك الدولة أو غيرها. وشدد على أن كل صاحب قضية من حقه أن يطرق كافة الأبواب، لكن دون دفع فواتير من مواقفه السياسية وقيمه الأخلاقية. وقال إن الحركة مرت بمرحلة تحالفات مع أطراف اتفقنا معها على القضية الفلسطينية وعندما انشغل كل طرف بأولوياته الأخرى، افترقنا جغرافياً وسياسياً وهو ما لا يمنع أن نأخذ دعماً من هذا الطرف لكن مع بقاء ثوابتنا بعدم التدخل في شؤون الدول، وحماس مع قضايا الأمة وضد أي قوة في العالم تقف ضد إرادة الشعوب، لكن ذلك لا يدفعني للدخول في صراع مع الأنظمة الحاكمة في المنطقة. تركيا وإسرائيل وبشأن التحركات الأخيرة لعودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل وما تردد عن إغلاق مكتب حماس في تركيا، قال إن العلاقات موضوع ثنائي وبالنسبة لنا إسرائيل عدو ولكننا لا نتدخل في سياسات الدول ونشكر الأتراك والقيادة التركية أنها وضعت شرطاً من الثلاثة شروط بينها وإسرائيل وهو كسر الحصار عن غزة، ولو تخلت تركيا عن هذا الشرط لتفاهمت منذ زمن وهذا يحسب للقيادة التركية ولا صحة لما تم تسريبه. حماس منفتحة على الجميع رداً على سؤال حول علاقة حماس مع المملكة العربية السعودية، قال مشعل إن سياسة حماس هي الانفتاح على كافة الدول العربية والإسلامية وأكرر أن بيننا والدول العربية بابين أحدهما مفتوح دائماً من جانبنا لكافة الدول وآخر يفتح ويغلق أحياناً وبعضها مفتوح دائماً مثل قطر وتركيا ودول أخرى، وهناك دول أبوابها مفتوحة موسمياً وأخرى مغلقة وسنظل نطرق الباب ولا نستحي ولا نيأس، لأن هذه أمتنا وهذا ليس عيباً أن نطلب الدعم من الأشقاء والأخوة لنصرة القضية الفسلطينية. العلاقات مع مصر وحول العلاقات مع مصر قال إن مصر أكبر دولة عربية ولا أحد عاقل في الساحة الفلسطينية يمكن أن يتجاهل مصر أو يستغني عنها أو دورها، وظلت علاقاتنا منذ مطلع التسعينات محصورة مع أمن الدولة ثم بإلحاح منا أصبحت مع مدير المخابرات المصرية وفريقه وظلت محصورة في الشق السياسي مع وزير الخارجية المصري وفي عهد الرئيس مرسي تعاملنا بشكل رسمي مع السلطة العليا في الدولة ثم عادت العلاقة اليوم محصورة في المخابرات المصرية وهي علاقة موجودة بدون تنسيق أو تحالفات. وفيما يتعلق بادعاء تورط حماس في اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات قال إن إرسال حماس وفداً من الصف الأول من قيادتها إلى القاهرة للتباحث أحد أهم الأدلة على براءتها، فلا يفعل ذلك متهم وإنما بريء يثق في براءته وبالتالي ندير هذه العلاقة ولا نتدخل في الشأن المصري الداخلي. وبشأن تفاصيل اللقاء الذي جمع وفد حماس والمخابرات المصرية قال إن اللقاء تم بعد التواصل مع مدير المخابرات العامة المصرية حيث عرضنا إرسال وفد قيادي من جانبنا مع التأكيد على استعدادي الشخصي للاعتذار علانية في حالة ثبوت وقوع أي خطأ من جانب حماس وتم اللقاء لعدة أيام واتفقنا في أشياء واختلفنا في أخرى، لكن الخلاصة التي ثبتناها مع المخابرات المصرية وهي سياسة ثابته للحركة، بعدم التدخل في الشأن المصري الداخلي وثانياً ضبط الحدود بين غزة وسيناء وثالثاً ألا نسمح لأحد أن ينطلق من غزة أو يتخذ غزة مقراً لأي سلوك عدواني ضد مصر. قضايا فلسطينية وحول ملف الفلسطينيين الأربعة المفقودين في مصر قال مازلنا نتابع هذا مع المسؤولين في مصر. ضرورات السياسة وحول تصويت أربع دول عربية لرئاسة إسرائيل للجنة القانونية بالأمم المتحدة، قال إن الاصطفاف مع إسرائيل يعني اصطفافاً ضد مصالح الشعب الفلسطيني ورغم أننا لا نستطيع أن نقول الحقيقة كاملة، لكننا لا نستطيع أن نقول إلا الحقيقة ولن نضلل شعبنا، وهناك ضرورات في السياسه وإلا لن يبقى لنا صديق في العالم.

مشاركة :