«بقعة ضوء 12».. استسهال وكوميـديا باهتة

  • 6/24/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن مسلسل بقعة ضوء، قد فقد نكهته الكوميدية، بعد مروره بـ 11 موسماً، جعلت منه ملكاً على عرش الكوميديا السورية، ليأتي الموسم 12، الذي يعرض حالياً، باهتاً في قضاياه، وكأن صناعه فضلوا سلوك دورب الاستسهال في طرح القضايا ومعالجاتها، معتمدين في ذلك على ما يمتلكه بقعة ضوء من تاريخ وحضور على المائدة الدرامية الرمضانية. في هذا العام، لم يفقد بقعة ضوء نكهته الكوميدية فقط، وإنما حضوره اللافت على القنوات العربية، مكتفياً فقط بقناتين أو ثلاث، من بينها المنار اللبنانية، ليشير ذلك على فقدان صناعه لخبرة اللعبة التسويقية. رشاقة التلميحات الذكية، ومحاولة تجاوز الخطوط الحمراء التي اعتادت الرقابة على رسمها بكل رشاقة وانسيابية، شكلت أساساً قوياً لنجاح مسلسل بقعة ضوء في كافة مواسمه الماضية، لدرجة استطاعت أن تخلخل الواقع الاجتماعي والسياسي في سوريا، ليقدم كتاب لوحات المسلسل، كوميديا سوداء، قادرة على وضع الأصبع على مكامن الوجع، وفي الوقت نفسه، ترسم الابتسامة على وجوه المشاهدين، إلا أن الموسم الـ 12 من المسلسل، لم يأتِ في هذا السياق، فلم يستفد كثيراً من الواقع الحالي الذي يمر فيه المجتمع السوري والعربي على حد سواء، فجاءت لوحاته الكوميدية باهته، وتلميحاته ساذجة، بعد أن كانت تتميز بعمقها ودفئها. انفراد بقعة ضوء على الساحة الكوميدية السورية، لم يجنبه الانتقادات التي لاحقت حلقاته، ولعل الأبرز منها، تمثل في حلقة أيام سعيدة، التي اقتربت فيها السيناريست ديانا فارس، من أسوار الهلال الأحمر السوري، لتفجر بذلك أزمة بين صناع المسلسل، وعدد من عاملي ومتطوعي الهلال الأحمر، والذين رفعوا شعار معارضتهم، لما جاء في تلك الحلقة التي أخرجها سيف الشيخ نجيب، معتبرين في بيان نشروه على موقع الفيس بوك، أن هذه الحلقة حملت الكثير من الإهانة، لمنظمة بذلت طوال سنوات الأزمة الماضية، الكثير من الجهد. ففي حلقة أيام سعيدة، تظهر شخصيات ترتدي زيّ المنظمة، وتبيع صناديق كرتونية، تعرف بالسلال الغذائية، التي توزع كمعونات للمتضررين من الحرب، الأمر الذي اعتبره المتطوعون، طعناً بعملهم الإنساني، وطالبوا بمساءلة كل من ساهم في إظهار الهلال الأحمر على هذه الصورة السيئة، وأنكر التضحيات التي قدمتها كوادره. قضية المهاجرين فقدان بقعة ضوء 12 لنكهته الكوميدية، لم يتوقف عند حدود أيام سعيدة، وإنما تجاوز ذلك في لوحات أخرى، من بينها الحب في الأفلام المصرية، والذي يسخر من طريقة تمثيل المشاهد الرومانسية في أفلام الأبيض والأسود، ليبدو العمل متجاهلاً، خاصة في حلقاته الأولى، ما تشهده الشوارع السورية من أزمة حرب، وجاءت الحلقات مستخفة بألم الشعب السوري، فقد شهدت تلميحات ساخرة من قضية المهاجرين واللاجئين السوريين التي ضج بها العالم، بعد أن ابتلعت أمواج البحر المتوسط حياة الكثير منهم، الأمر الذي شكل ردة فعل سلبية لدى شريحة واسعة من متابعي المسلسل. بعض النقاد وجهوا سهامهم نحو المخرج سيف الشيخ نجيب، الذي تولى إخراج الموسم الحالي، معتبرين أنه أنجز العمل بمنطق الاستسهال، مفتقراً فيها إلى النهايات الذكية، التي عادة ما تميز أعمال الكوميديا السوداء، مؤكدين في الوقت نفسه، أن الكوميديا السورية لم تعد بخير، وأن حلقات المسلسل تشبه إلى حد كبير الفقرات الترفيهية التي تعرض بعد نشرات الأخبار، كما بدا بقعة ضوء يواجه إفلاساً في أفكاره، التي انحصرت في المشاكل اليومية دون التعمق فيها.

مشاركة :