شهر رمضان مناسبة غالية عند المغاربة، وله مكانة وحظوة في قلوبهم قَل أن تكون لمناسبة أخرى، فرغم أن المغرب معرض لتيارات التغريب وما فسد من العولمة بسبب قربه الجغرافي والحضاري من أوروبا، فإن المغاربة يتشبثون بتقاليدهم وعاداتهم التي تنم عن روح طيبة وسلوكات فيها من التدين واحترام خصوصيات شهر رمضان الشيء الكثير، فتراهم يستعدون لرمضان حتى قبل أن يحل إيمانيا وأيضا يتهيأون له ماديا. في شهر رمضان بالمغرب، تمتلئ المساجد عن آخرها في شتى ربوع البلاد بالمصلين في كل الصلوات الخمس، لكن خاصة في صلاة التراويح، حيث تعرف تدفقا بشريا هائلا، حيث تأتي أفواج المصلين من مدن قريبة، وهناك من يأتي إلى المسجد منذ ساعات مبكرة في النهار حتى يضمن مكانا له في الصفوف الأمامية. لكن مقابل هذا الزخم الإيماني المتجسد في كثافة أعداد المصلين في شهر رمضان بالمغرب والإقبال على الدروس والمحاضرات الدينية وحرص الأسر المغربية على صلة الرحم وزيارة الأقارب، هناك أيضا عادات يعرف بها المغاربة خلال هذا الشهر الفضيل، تتنوع من عادات في الأكل وفي التقاليد المرتبطة برمضان. «الشباكية» والأسماك.. أطباق أساسية على المائدة المغربية موائد الإفطار في المغرب مغرية ومثيرة، بل هناك إصرار أحيانا لدى كثير من الأسر على تنويع الأكل على مائدة الإفطار وإحضار مختلف الحلويات وكل ما لذ وطاب، كما يتزايد إقبال المغاربة على شراء الحلويات أو صنعها في البيوت مثل «الشباكية» التي تنتشر في جميع موائد الإفطار بالمغرب، وأيضا التمر والرغائف و«البغرير» وهي نوع من المعجنات، كما أن السمك يقع عليه طلب متزايد عكس اللحوم الحمراء. الأمازيغ يفضلون «الحريرة».. ويبردون الفواكه في «البئر» أما في المناطق الأمازيغية بالمغرب، فتستعد النساء بتحضير لوازم «الحريرة» كما يهيئن ما يسمى «سليلو» وهو خليط من الزنجلان واللوز والدقيق المحمر والعسل والقرفة، وتزين مائدة الإفطار أطباق مشكلة من التمر والتين الجاف باستعمال «الخميرة البلدية» التي يعددنها من قليل من الخميرة العصرية والطحين ويحتفظن بها في آنية فخارية، وبعد الإفطار تسرع النساء في تحضير وجبة العشاء المكونة غالبا من طاجين الخضر أو اللحم مع سلطة من الفلفل الأخضر، وبسبب الحرارة يلجأون إلى وضع الفاكهة في دلو يتم إنزاله في البئر لتبرد. وفي موائد المناطق الشمالية من المغرب، تهيأ أصناف أخرى من الحلويات مثل «المخرقة» بالإضافة إلى أكلة السمك مقليا أو على شكل كفتة، وأيضا نوع من الفطائر يطلقون عليه اسم «بوشبار» يتم طبخه في أوان كبيرة من القصدير في أفرنة الأحياء وطعمه لذيذ وشكله محمر يتم تناوله مع الشاي أو القهوة بالحليب، بالإضافة إلى حلويات محشوة باللوز المغموس في العسل». «أكل الدجاج».. احتفالية خاصة في ليلة النصف في كثير من المدن المغربية، تتميز ليلة النصف من رمضان بعادة الاحتفال وتبادل الزيارات بين الأسر وإعداد وجبة العشاء بالكسكس، والدجاج المحمر والتصدق على المساكين والفقراء، ويشتري البعض طيور الدجاج في ليلة الخامس عشر من رمضان لوجبة العشاء، وهي عادة مستشرية لا يُعرف أصل لها.ومن العادات الأخرى، في مدينة مراكش المغربية، يطبخ أهل المدينة «الطاجين» وهو إناء من فخار يمنح لذة ونكهة للطعام المعد فيه، وبعد الإفطار يخرج الناس إلى ساحة جامع الفنا الشهيرة، أما الصحراويون فهم لا يتناولون في العادة وجبة العشاء وإنما وجبة الإفطار ثم وجبة السحور التي يتم الإعلان عن دنو موعده عن طريق «الطبال» أو «النفار» أو «المسحراتي»، ووجبة الإفطار عند الصحراويين بالمغرب حساء من دقيق الشعير والتمر ولبن النوق والزبدة المستخلصة من حليب الماعز. المزيد من الصور :
مشاركة :