أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تلقي الحكومة الإتحادية «استغاثات» من أهالي الموصل لـ «تخليصهم» من تنظيم «داعش»، فيما قلل نائب رئيس المجلس المحلي للمحافظة نور الدين قبلان من أهمية التقارير التي تحدثت عن عمليات هروب جماعي لعناصر «داعش»، وأكد لـ «الحياة» نزوح الآلاف من أهالي جنوب المدينة، خلال الأيام الماضية، وتوقع نزوح المزيد عند استئناف العمليات العسكرية في المنطقة، بعد توقفها موقتاً بسبب العواصف الرملية. وكان العبادي قال، خلال لقائه وفداً من علماء الدين الشيعة والسنة، على مائدة إفطار في مناسبة ذكرى معركة «بدر الكبرى»، إن «استغاثات وصلتنا من أهالي الموصل تطالب بتخليصهم من داعش الإرهابي»، وأكد أن «تحرير المدينة سيكون هذا العام»، وأضاف أن على «العلماء مسؤولية كبيرة في توعية المواطنين، فالفرصة سانحة حالياً للتوحد ونبذ الطائفية والتعاون وأن تكون الدولة للجميع». ورجح قبلان أن «تستأنف العمليات العسكرية لتحرير جنوب الموصل من داعش غداً (اليوم) أو خلال الأيام القليلة المقبلة على أبعد تقدير»، وعن الادعاءات بحصول حالات فرار وانسحاب في صفوف التنظيم، قال: «سجلت حالات فرار في بدء العمليات، لكن لا توجد حالة عامة في منطقة محددة، بل حالات فردية في عموم نينوى». وأوقفت القوات العراقية تقدمها صوب ناحية القيارة، جنوب الموصل، وقضاء الشرقاط، شمال صلاح الدين، بعد يومين على هجوم لاستعادتهما، تمهيداً لمعركة الموصل، جراء عواصف رملية. وكشف قبلان أن «معهد الشرق الأوسط للبحوث (ميري) عقد اليوم (أمس) في أربيل ورشة «بحضور دولي كبير، بينهم قناصل أميركا وبريطانيا وتركيا، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وملحقون عسكريون، إلى جانب محافظي إقليم كردستان وبغداد ونينوى، وتم البحث في الاقتراحات والتحليلات ومعالجة أسباب سقوط الموصل وآلية تحريرها، والوقوف على الخطوط العامة لمستقبل نينوى بعد التحرير»، وأضاف: «من بين الاقتراحات التي طرحت استحداث محافظات جديدة في نينوى، وتشكيل إدارة جديدة»، وتابع أن «البعض طالب بإنشاء إقليم نينوى، لكن هذه الأمور لم تحسم بل هي محل نقاش، بسبب تدخلات إقليمية ودولية في تحديد مصير نينوى»، وتابع «إن حسم الأمر ليس بالهين، بل سنشهد مناقشات مستفيضة لأن إدارة محافظة بهذا الحجم صعب في الظرف الحالي». وعن تزايد عدد النازحين وجهود الإغاثة، قال إن «أكثر من 14 ألف شخص نزحوا من جنوب الموصل منذ انطلاق الهجوم أواخر آذار (مارس) الماضي، ويتم نقل معظمهم إلى مخيم ديبكة، شمال بلدة مخمور، وقد تجاوز قدرته الاستيعابية، وسط أوضاع إنسانية صعبة»، وتوقع «نزوح ما بين 50 إلى 60 ألف آخرين مع استئناف العمليات»، مشيراً إلى أن «إيواءهم لن يكون سهلاً». وناشد الجهات المعنية إنقاذ «أكثر من 5 آلاف نازح من نينوى عالقين في الجانب السوري، وهم يقيمون في معسكر بيهولا ويعانون أوضاعاً إنسانية سيئة للغاية من دون أبسط أنواع المساعدات، وسط غياب اهتمام المنظمات الدولية وعجز الدولة، وافتقار حكومة نينوى إلى المقومات والصلاحيات لنقلهم إلى الجانب العراقي»، وأوضح أن «هؤلاء يقيمون في منطقة خاضعة لسيطرة القوات الموالية لحزب العمال الكردستاني، وفي الجهة المقابلة داخل الأراضي العراقية، وتحديداً في ناحية ربيعة الحدودية التي تسيطر عليها قوات البيشمركة، ولا يوجد تنسيق بين القوتين، وهناك تخوف أمني من هؤلاء العالقين باعتبارهم نزحوا من مناطق داعش». وأفاد مصدر أمني أن «داعش أعدم أربعة من قادته شنقاً في ساحة عامة بتهمة التخاذل ورفضهم الامتثال لأوامر والي الموصل بالتوجه إلى الشرقاط». وذكرت «قيادة عمليات نينوى» في بيان أن «طائرات التحالف الدولي قصفت مقراً لداعش شمال قرية النصر (جنوب الموصل)، فيه شبكة أنفاق متشعبة وأسفر عن قتل 20 إرهابياً».
مشاركة :