واصل تنظيم «داعش» استهداف «قوات سورية الديموقراطية» التي يدعمها الأميركيون بهجمات بعربات مفخخة حول مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، فيما قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أنه يتوقع أن يدافع «داعش» عن معقله المحاصر حتى الرمق الأخير. وقطع تحالف «سورية الديموقراطية» الذي يضم فصائل سورية معارضة عربية وكردية، مدعوماً بغارات من التحالف الدولي، طرق الإمداد إلى منبج في تقدم سريع هذا الشهر ضد تنظيم «داعش» في ريف حلب قرب الحدود التركية. وتهدف العملية العسكرية إلى قطع الطريق الرئيسي الذي يربط قوات التنظيم المتشدد في المدينة بالعالم الخارجي. وأوضح التحالف أن العملية لم تشمل هجوماً على مدينة منبج نفسها نتيجة الخوف على المدنيين المحاصرين فيها. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير أمس أن شخصين قُتلا في ريف مدينة منبج نتيجة إصابة أحدهما بانفجار لغم كان قد زرعه تنظيم «داعش» في وقت سابق في المنطقة، بينما أصيب الآخر إصابة قاتلة برصاص قناص قال نشطاء من المنطقة أنه ينتمي إلى «قوات سورية الديموقراطية». وفي الوقت ذاته، ارتفع إلى 3 على الأقل عدد عناصر «داعش» الذين فجّروا أنفسهم بعربات مفخخة خلال الـ 24 ساعة الفائتة، بينهم اثنان من الجنسية الطاجيكية، وفق المرصد. واستهدفت العربات المفخخة تمركزات لـ «قوات سورية الديموقراطية» في الأطراف الغربية لمدينة منبج وريفها الجنوبي الشرقي. ولجأ «داعش» في الأيام الماضية إلى شن سلسلة من الهجمات بالعربات المفخخة ضد «سورية الديموقراطية» لإعاقة تقدمها في المناطق المحيطة بمنبج. ونشر المرصد ليلة أول من أمس أن «مئات المواطنين تمكنوا من الخروج من مدينة منبج... خلال الـ 48 ساعة الفائتة... ووصلوا إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية بريف منبج، ليرتفع إلى 3500 على الأقل عدد المدنيين الذين تمكنوا حتى الآن من الخروج من المدينة». وقال المرصد أن المواجهات المستمرة بين الطرفين منذ بدء «سورية الديموقراطية» هجومها في 31 أيار (مايو) الماضي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 59 من التحالف العربي - الكردي و446 من عناصر «داعش». وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» أنه يضيّق الخناق على المسلحين المتشددين في مدينة منبج، لكنه يتوقع منهم القتال حتى النهاية دفاعاً عن معقلهم. وقال الكولونيل في الجيش الأميركي كريس جارفر للصحافيين من بغداد: «نحن نطوّق المدينة وسندخل إليها وقطعنا خطوط الاتصال بها والخناق بدأ يضيق من حولها». وأضاف: «نحن نتوقع أن هذا سيكون قتالاً عنيفاً ما أن نصل إلى هناك». وتابع: «نتوقع منهم (تنظيم داعش) التمسك بمنبج حتى النهاية وأنها ستكون أحد الأماكن التي سيدافعون عنها حتى آخر رمق ولم نشهد ما يمكن أن يغيّر هذا التقييم في الوقت الحالي». وجاء في بيان أصدره التحالف يوم الثلثاء أنه أحبط هجوماً لـ «داعش» خارج منبج شمل استخدام سيارات ملغومة. وقال التحالف أن 20 على الأقل من المقاتلين العرب في «قوات سورية الديموقراطية» قتلوا في الهجوم.
مشاركة :