هزيمة «داعش» في سورية قد تؤدي إلى بروز جديد لـ «القاعدة»

  • 6/24/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يرى بعض المحللين أن الهزيمة المحتملة لـ «داعش» قريباً في سورية يمكن أن تعني عودة «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة»، إلى البروز في مقدمة الساحة. ونبّه جان بيار فيليو الأستاذ بمعهد الدراسات السياسية بباريس إلى «النظر من منظور نسبي إلى النجاحات الجزئية المسجلة في الأسابيع الأخيرة ضد داعش». وأضاف هذا المستشرق: «طالما لم يفرض ميدانياً في سورية والعراق بديل عربي وسني يتمتع بصدقية، سيحتفظ داعش بأهم مواقعه بل يمكن أن يستعيد بعض الاراضي التي خسرها، كما رأينا في غرب تدمر». وقال خبير سوري في النزاع طلب عدم كشف هويته انه «لئن كانت فرضية الانحسار العسكري الكبير لداعش لا تزال بعيدة، فإنها أقرب للتحقق في سورية لأن الحاضنة الشعبية للتنظيم فيها أقل منها في العراق القلب الحقيقي لخلافة البغدادي». وأضاف المحلل السوري أن حدوث هزيمة كبيرة بل وخسارة الرقة عاصمة التنظيم المتطرف، لن تؤدي الى نهايته في سورية. وتابع انه خلال أربع سنوات من النزاع الدامي فرضت «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة»، نفسها رأس حربة للتمرد على النظام ومنافس خطر لـ «داعش»، مع مهادنة بقية المجموعات الإسلامية المتمردة وخصوصاً التيار السلفي والقومي مثل تنظيم «أحرار الشام». وقال المحلل السوري «في مرحلة أولى سيأتي الكثير من المقاتلين المهزومين مع تنظيم داعش لتعزيز صفوف النصرة... وستستغل النصرة لاحقاً بصورة أكبر شعور السنّة في المناطق التي تسيطر عليها في شمال غربي سورية، بأنه تم التخلي عنهم». وفي غياب مفاوضات سلام ذات صدقية، لا يملك سكان هذه المناطق (إدلب وغرب حلب وقسم من محافظة اللاذقية) حتى الآن أي افق لحل سياسي في هذا النزاع الذي لا ينتهي. وهي تعاني يومياً غارات تشنها روسيا والنظام السوري مع مجازر متكررة تستهدف الأطفال والمدنيين وسط تجاهل دولي تام. وأضاف المحلل السوري «كل شيء يتضافر من أجل مزيد من التشدد لأهالي المناطق المتمردة الذين يشعرون انه تم التخلي عنهم تماماً». ويبقى فصيل «أحرار الشام» القوة العسكرية الأولى في منطقة شمال غربي سورية. لكن تشارلز ليستر الباحث في معهد الشرق الاوسط يقول في مقال نشر أخيراً في مجلة السياسة الخارجية (فورين بوليسي) ان «جبهة النصرة» ما انفكت في السنوات الأربع الأخيرة تتمدد وتعزز قدراتها العسكرية. ويضيف ليستر ان «القاعدة لديها طموحات كبيرة في سورية» وتعمل على أن تجعل من هذا البلد معقلها الجديد ضمن استراتيجية بعيدة الأمد تقوم على «إقامة امارة، كأول دولة ذات سيادة للقاعدة». واستباقاً لهزيمة «داعش» في سورية ارسلت «القاعدة» عشرات من كوادرها الى سورية، وفق ليستر. ويضيف الباحث ان مهمتهم تتمثل في تعزيز الموقع القيادي لـ «جبهة النصرة» محلياً وتبديد قلق مجموعات اسلامية اخرى تعارض حالياً في معظمها إقامة امارة والتحضير لانتقال مستديم من افغانستان وباكستان الى سورية. ويتابع ليستر ان «القاعدة» يمكنها حينها ان تقدم نفسها «باعتبارها الحركة الجهادية الأشد ذكاء والأفضل هيكلة والأكثر صدقية» بعكس تطرف تنظيم «داعش». ويرى ليستر ان هذه «الاستراتيجية من شأنها ان تجتذب عدداً اوسع من المتعاطفين في العالم السني». ويؤكد المحلل السوري انه في هذا الظرف فإن تصنيف «أحرار الشام» او مجموعات مسلحة أخرى «منظمات ارهابية»، وهو ما تدرسه عواصم غربية على ما يبدو، «سيكون كارثة». ويضيف: «هذا سيسرع تحالفهم مع النصرة وسيزيد من ارتماء الأهالي في هذه المناطق المتمردة بين أحضان القاعدة».

مشاركة :