إلى جميع المرضى والمنومون في رمضان.. أجركم مضاعف

  • 6/24/2016
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

محمد العشرى(ضوء):من المعروف أن معاناة غالبية المرضى المنومين بالمستشفيات قد تتفاقم خلال الشهر الكريم، فبالإضافة إلى تحمل تبعات المرض والمشاكل الصحية التي يعانونها يجد هؤلاء أنفسهم أمام معاناة افتقادهم لروحانية الشهر الفضيل، والاستمتاع بالكثير من العادات واليوميات الرمضانية التي اعتادوا على أن يعيشوها مع أسرهم وبين أقاربهم وجيرانهم. الرياض لامست معاناة عدد من المرضى المنومين والتقت بحالات حاصرها المرض وعزلها بعيدا عن حرارة اللقاءات العائلية. فراق الأهل لا شيء يعوض لمة الأهل في رمضان بهذه العبارة اختصر صالح الرشيدي - المنوم في مستشفى الملك خالد بتبوك - حال المرضى في المستشفيات خلال رمضان، إذ يؤكد على أنه يشعر بغصة كبيرة وألم نفسي مضاعف لافتقاده روحانية الشهر الكريم وأجوائه الحميمية التي اعتاد قضاءها بين عائلته وأقربائه، مضيفا أن للشهر الفضيل قدسية خاصة ومكانة رفيعة في النفوس والجميع ينتظر ويترقب قدومه لهذا كان من الصعب عليه أن يأتي رمضان وهو غير قادر على صيامه وقيامه ومشاركة الأهل اجتماعاتهم، مشيراً إلى أنه يشعر أيضا بما سببه لهم غيابه من معاناة إلا أن زيارتهم اليومية خففت عنه الكثير من تلك المتاعب. أجواء مفقودة كما أجمع عايش البلوي، وعبدالهادي العطوي على افتقادهم لأجواء وعادات رمضانية والتي لها طابع خاص في نفوسهم، ولفتوا إلى أن فرحة قدوم الشهر لا تكتمل إلا بالمقدرة على صيامه، وكذلك لا تكتمل بهجته إلا بالأجواء العائلية، والتي تعد الغائب الأول في رمضان هذا العام، وقالوا رغم كل ذلك نحاول أن نستحضر رمضان ونتغلب على تلك المعاناة بقراءة القرآن والاكثار من الاستغفار والدعاء، واتفقت آراؤهم حول توفير جميع الخدمات لهم والمتابعة المستمرة من الأطباء والممرضين كذلك جودة الطعام. دموع وحسرة ولا يختلف الأمر كثيرا عن رشيدة الحربي والتي سبقت دموعها حديثها لنا حيث قالت: كيف يأتي ويرحل رمضان وأنا لم أصمه مبينةً أن رمضان له مكانة مميزة تلتقي فيه روحانيته بسلطة العادات الرمضانية ومؤكدة أنه ليس من السهل عليها أن يفرغ رمضانها من كل معانيه الفضيلة، اذ تجد نفسها لا شعوريا تمتنع عن الأكل في نهار رمضان إلا أن الطبيب حذرها بأن ذلك يتسبب في تراجع حالتها الصحية، موضحه أن زيارات الأهل لها لا تخلو من الأطباق الرمضانية والتي أدخلتها بعض الشيء في اجواء الشهر الكريم، كما أشادت في مبادرة بعض المرافقات للمريضات في خلق ما يشبه الاجواء العائلية في رمضان حيث تمتد الموائد الصغيرة مبينةً أن مثل تلك الاجتماعات الحميمة تنسيهن ولو لفترة قصيرة صعوبة التجربة المريرة على السرير الأبيض. معاناة حقيقية وبنبرة حزن ذكرت عبير سالم أن عائلتها لأول مرة تصوم رمضان دون وجود زوجها المنوم في المستشفى حيث يعاني من مشاكل صحية في الكبد، وقالت انه في البداية كان يعاني لعدم تمكنه من صيام الشهر بالكامل فهو يحاول الامساك عن الأكل إلا أن الاطباء أقنعوه بأنه لا إثم عليه إذا أفطر، كما أن عائلته حرصت على زيارته يوميا مضيفةً أن كثيرا من المرافقين والزوار يصرون على إحضار بعض الوجبات الرمضانية للمريض كما يتم توزيعها على المرضى المجاورين له في صوة تعكس حرص أبناء المجتمع على التكاتف والتعاضد والسعي لكسب الأجر حتى مع مرضى لا يعرفونهم. إصرار وعزيمة وبيّن خالد الحويطي أنه يرقد بالمستشفى منذ ثلاثة أسابيع وحرص على صيام رمضان بمتابعة أطبائه، مشيراً إلى أنه لم يجد فارقا كبيرا بين الصيام في المنزل أو المستشفى وأنه يضاعف عبادته ويستغل أوقاته في فترة النهار في قراءة القرآن الكريم والأذكار وما أن تبدأ الزيارة حتى تجتمع عائلته ومحبوه حوله في مشهد حميم ينسيه معاناته الصحية. وخلص إلى أن معاناته الحقيقية هي عدم قدرته على الصلاة واقفا وافتقاده لأجواء مسجد الحي حيث يقول: بسبب إصابتي في القدم لم أتمكن هذا العام من أداء الصلوات بالمسجد الأمر الذي أحزنني كثيرا، مؤكدا على أن ما يخفف على المرضى هي فرحتهم وشعورهم بالاطمئنان عند زيارة الأقارب والجيران. رخص شرعية من جانبه أوضح الشيخ د. ناصر العبيد – داعية إسلامي وامام مسجد في الرياض – أن المريض عبد محبوب لله لحديث رسول الله في البخاري من يرد الله به خيرا يصب منه، وهو مرفوع بالدرجات ربما كالصائم أو اكثر حينما يصبر ويحتسب، ودليل ذلك قوله تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب. وأضاف: من المرضى من فرح بهذه الرخصة وحدث نفسه أنه كسب رخصة الافطار وتخلص من الصيام وكأنه يقول هذه حجة لنفسي، وهذا صحيح لكن يخشى بهذه النية ضياع أجره، فلماذا لا يحدث نفسه بحسرة فوات الاجر وفي نفس الوقت يحمد الله على ما ابتلاه وان رخص له الاكل والشرب الذي هو من أجل نعم التيسير في ديننا وبذلك يقطع على الشيطان مداخله، مضيفا أن كثيرا من المرضى يتمنى الصيام ولكن لا يقوى عليه، لأنه ربما يكون في صيامه مشقه وألم أو تفاقم في أعراض مرضه. وأشار د.العبيد إلى أنه من الناحية الفقهية فالمرضى ثلاثة: فاقد للوعي إما لحادث او لجلطة أو ما شابهه فهذا لا صيام ولا اطعام لآنه غير مكلف وقد اختلف العلماء في مدة تلك الايام التي يصح الا يقضيها المريض حال فقده عقله، ومنهم من يعرف أن مرضه مستمر مزمن فهذا يطعم عن كل يوم مسكينا غداء أو عشاء بعد رمضان أو يُطعم وجبة إفطار لصائم أو وجبة سحور، المهم لا يكون من بداية الشهر فنخرجه مقدما كما يفعل البعض بل أمام كل يوم بيومه في رمضان أو اخر الشهر أو حتى بعد رمضان وعلى المريض أن يرى كم يوما عليه حتى يخرج عن كل يوم اطعاما لمريض، وأخيراً، هناك المريض الذي يعلم من نفسه أن سيتعافى بعد مدة باعتبار أن مرضه بسيط إما لأنه عمل عملية بسيطة برمضان أو حصل له عارض ما فنقول له اصبر الى ان تتعافى ثم تقضي ما عليك من الأيام.بحسب الرياض. 0 | 0 | 8

مشاركة :