الجمهور المصري هرب من «السياسة» إلى «المطبـخ» - فوانيس رمضان

  • 6/24/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الجمهور المصري ضاق بالسياسة وفقد الأمل في التغيير وملّ «صراع الديكة» على الشاشات فقرر الهروب إلى «المطبخ». فبعد تراجع «التوك شو» والكلفة الباهظة التي تتطلبها برامج المنوعات، باتت «برامج المطبخ» تحتل حيزاً كبيراً من الخريطة البرامجية للفضائيات المصرية، التي أصبحت في أغلبها تعتمد عليها بشكل أساسي فيما تخصصت عدد من المحطات في «الطبخ». وكشفت دراسة أخيرة لقياس نسب المشاهدة عن أن 45 في المئة من الإعلانات في الفضائيات باتت مرتبطة ببرامج «الطبخ»، وأن البرامج التي تتضمن فقرة مطبخ تتقدم في الترتيب على البرامج الأخرى، مما يدل على قوة تواصل الجمهور مع برامج المطبخ. المذيعة والفنانة مها أبوعوف، التي تقدم برنامج «اللمة الحلوة» على فضائية «المحور» بررت الظاهرة لـ«الراي» قائلة: «إن الإقبال الجماهيري على برامج الطبخ يرجع لأن المشاهد ملّ من برامج السياسة والبرامج الكئيبة التي تدعو للإحباط، وأصبح يهتم أكثر بالبرامج الخفيفة مثل اكتشاف المواهب الغنائية، أو المنوعات أو البرامج الاجتماعية الخفيفة». وقالت الفنانة مها أحمد، التي تقدم برنامج «مع مها» على فضائية «صدي البلد»: «إن المشاهدين في مصر والوطن العربي يتواصلون مع برامج الطبخ، والشيفات التي يقدمونها حققوا شهرة لأنهم نجحوا في تقديم شيء حقيقي للمشاهد، واستطاعوا الوصول للجماهير بمجهودهم وببساطة شديدة واعتمدوا على خفة الدم كوسيلة للوصول للمشاهد». بينما رأى الشيف الشربيني، أحد نجوم فضائية «سي بي سي ـ سفرة» إن جماهيرية برامج الطبخ التي تتمتع بنسب مشاهدة عالية، تستند على حجم الإعلانات الضخم الذي يتخلل كل برنامج، مؤكداً أنه في كل استطلاعات الرأي تحتل هذه البرامج ترتيبا مرتفعا عن برامج القنوات الفضائية ونسب المشاهدة فيها عالية. ورأت مقدمة برنامج «على قد الإيد» أو «طباخة الفقراء» كما يطلق عليها نجلاء الشرشابي أن الظاهرة طبيعية، وقالت لـ«الراي» إن الهدف من برنامجها الذي يبث على إحدى الفضائيات ويحظى بمشاهدة كبيرة، هو تعليم البنات والفتيات صغيرات السن كيفية الطبخ بأقل الأسعار، حتى تتجرأ كل منهن على الطبخ، مشيرة إلى أن قلة تكلفة المقادير تزيد من شجاعتهن. بينما رأت الشيف نورهان ميشيل إن المحطات الفضائية استغلت الإقبال على برامج الطبخ لتنويع العرض، فأنتجت برامج متنوعة لاستهداف الطبقات المختلفة من الشعب. وقالت إنه يمكن تفسير الإقبال الجماهيري على برامج الطبخ بأن الناس فعلا ضجت من أخبار السياسة المحبطة، وانعكس ذلك في تراجع حجم إعلانات بعض أشهر برامج «التوك شو» المسائية وإعراض قطاع كبير من الناس عن مشاهدتها. بدورها قالت الخبيرة الإعلانية نانسي إمام إن هناك نسبة كبيرة من الإعلانات تصاحب هذه النوعية من البرامج التي تحقق مردودا إعلانيّا جيدا، وبالتالي فمن الطبيعي أن تقبل الفضائيات على برامج الطبخ وتحاول أن تطورها لجذب المشاهد.

مشاركة :