نفت القنصلية السعودية في اربيل أمس مزاعم ايرانية اتهمتها بتوجيه «خليتين ارهابيتين» لشن هجمات داخل منطقة كردستان ايران، مشيرة الى ان تلك الاتهامات لا صحة لها. وأكدت القنصلية السعودية في بيان ان «ما جاء في الخبر المنشور على وسائل الاعلام الايرانية لا اساس له وعار عن الصحة جملة وتفصيلا» نافية هذا الاتهام المنسوب اليها. وكانت وسائل اعلام ايرانية مقربة من الحرس الثوري زعمت ان «امين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي اتهم الاسبوع الماضي القنصلية السعودية بأنها وجهت خليتين ارهابيتين الى كردستان ايران الا انه تم القضاء على عناصرهما جميعا». من ناحية اخرى، أثار حادث مصرع 19 جندياً واصابة اكثر من 30 آخرين، ردود فعل واستياء واسعا لدى مختلف الاوساط الرسمية والشعبية في ايران. واصدر رئيسي السلطتين التنفيذية والتشريعية وكبار القادة العسكرين بيانات العزاء، فيما افردت الصحف المحلية، صفحاتها الاولى للحادث الذي وصف بـ «المأسوي». وعلى خلاف المعلومات الاولية التي تحدثت عن انقلاب باص استقله نحو 50 جندياً من مدينة كرمان (جنوب شرق)، وسقوطه في واد قرب مدينة شيراز (جنوب)، اشارت وسائل الاعلام الى «انقلاب باصين في اليوم نفسه، ما ادى الى مصرع واصابة الجنود الـ 50، ومعظمهم من خريجي الجامعات الهندسية وكانوا عائدين لاهاليهم بعد ان انهوا لتوهم الدورة التدريبية الخاصة بخدمة العلم في معسكر (صفر 5) في كرمان. كما ادى الحادث الى اصابة 80 راكبا مدنيا حال 40 منهم وصفت بالحرجة». واكد شهود عيان، ان سائق احدى الحافلتين قام بتهريب 10 أجانب دخلوا البلاد بصورة غير شرعية، ووضع اثنين من هؤلاء في صندوق البضائع في اسفل الباص، وهذان الفردان لقيا مصرعهما في الحال. كما تحدث بعض الركاب عن قيام السائق بالتوقف في الطريق لنقل كميات من السجائر المهربة. واعرب البعض عن خشيته من ان يكون الجنود وقعوا ضحية «لعملية مدبرة»، متسائلا عن سر تعرض الباصين لحادث قاتل في اليوم نفسه، كما اثارت بعض وسائل الاعلام هذا الامر. وردا على ذلك، قال نائب رئيس القوى الانسانية في هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة العميد موسى كمالي، ان «الهيئة تدرس هذا الامر بشكل جاد رغم ان المعطيات لاتؤشر الى ان الحادثين كانا مدبرين». وفي محاولة يبدو انها ترمي لامتصاص الغضب الشعبي ازاء الحادث، الذي تخشى السلطات في الوقت نفسه من ان يدفع الشباب الى التهرب من تأدية خدمة العلم الاجبارية، صرح كمالي «سيتم منح زوجة وابناء ووالدي كل جندي مرتبا شهريا مدى الحياة».