«حروف من نور2».. الخط العربي بين الكلاسيكية والمعاصرة

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحت عنوان «حروف من نور 2»، اجتمع نحو 16 خطاطاً من الإمارات والعالم العربي، ليقدموا من خلال حروفهم النصوص القرآنية والأحاديث التي أتت مستلهمة من شهر رمضان. يقدم المعرض الذي افتتحه الأديب محمد المر أخيراً في وكالة الرولز رويس بدبي، ونظم بالتعاون بين جمعية الإمارات لفن الخط العربي والمركز الميكانيكي للخليج العربي، الخط العربي في إطاره الكلاسيكي، وكذلك في الوجه المعاصر الذي يخرج الحرف من عباءته التقليدية، فيكسر الصورة النمطية حول تكوين النص في العمل. مشاركون شارك في المعرض الذي يستمر حتى نهاية شهر رمضان 16 خطاطاً من الإمارات والعالم العربي، هم: ياسر العشري، رامي غنيم، حسام عبدالوهاب، اميد رباني، خالج الجلاف، تاج السر حسن، شاهر الطريف، مصطفى عبدالقادر مشحن، احمد الهواري، عبد الرواق محمود، أحمد رأفت، محمد فراس عبو، مصطفى النشوي، أنس زهير، موفق بصل، محمد عيسى. طغت على المعرض النصوص القرآنية، فأتت مستجيبة لروحانية الشهر المبارك، ومعبرة عن الموروث الثقافي الإسلامي، سواء من حيث المعنى، أو حتى التكوين البصري. فبين امتدادات الحروف وانحناءات بعضها، يتجلى النص في تركيب شديد الإخلاص لكلاسيكية الشكل، فيحمل شكل القارب، بينما في المقابل نجد الكثير من الأعمال المصبوغة بالمعاصرة، فتتميز بتركيبات تتبع المعنى أو تحيل الحروف عبر تداخلها الى تكوينات ثلاثية الأبعاد. اللافت في المعرض غياب الزخرفة لمصلحة الحداثة في الشكل، فلم تحمل اللوحات الزخارف المستوحاة من الفنون الإسلامية، حيث كانت تراكيب النصوص تحمل من الابداع الشكلي ما يغنيها عن أي زخرفة ستبدو فائضة عن الحاجة. فيما يعد اللون العنصر البارز في اللوحات، سواء الذي استخدم في الخلفيات عبر تدرجات تضيف أبعادا جمالية الى الخط، او حتى من خلال الأحبار الملونة التي تجعل الكتابة مليئة بالحياة. الخطاط الإماراتي خالد الجلاف قدّم بيتاً من الشعر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو «بيني وبين الوطن عهد وبوفي به، وأنا معاهد بلادي ان أعليها»، بتصميم يحاكي فيه شعار إكسبو 2020، من حيث الشكل واللون، فاستخدم الخط الكوفي، ومنحه التراكيب الهندسية المأخوذة من العمارة، ليشكل النص في حوارية بين الكتابة والفراغ. ولفت إلى أن اختياره لهذا البيت أتى كونه يدل على عهد سموه لرفع شأن البلاد، فيما التصميم أتى محاكياً لهذه الرفعة ويحمل مفهوم التحدي والوعد والعهد. وقال إن «التراكيب الهندسية لم تختف من لوحاتي في هذا المعرض، فلا يمكنني الخروج عن هويتي، بل أحاول الدمج بين الواقع والنصوص والشكل، فالشعار الذي اخترته يؤكد أصالة دبي، وقدم التاريخ». وشدد الجلاف على أنه طوع النص والهندسة والخط، مبيناً وجود خطوط مطواعة، وخطوط ذات طبيعة جادة وتعتمد على القاعدة. وأشار الى سعيه المتواصل للتجديد والتطوير، وإيجاد اللون وإبراز قدرات هذا الفن في جذب جميع الأطراف حتى من لا يفهمون الكلام. وأثنى الجلاف على رعاية المعرض من جهة غير ثقافية وبعيدة عن الخط، مشيراً الى ان التعاون مع جهات لا ترتبط بالفن يؤكد أن الخط يخرج الى حيث الناس، وتتبوأ الإمارات اليوم مرتبة مهمة في فن الخط العربي، ووجود هذه المعارض دليل النجاح، ودليل على أن الخط لم يعد نخبوياً. وشدد على أنه كخطاط يستغل الشهر الكريم في قراءة القرآن، وغالباً ما يختار النصوص المقدسة والروحانية والقرآنية في هذا الشهر، ويقدمها في مرحلة لاحقة، فالشهر يمثل فترة تأمل. أما الفنان السوداني تاج السر حسن، فشدد على أنه اختار النصوص القرآنية والأدعية كونها تتسق مع روحانية الشهر، فهي تتنوع بين النص القرآني والسنة الشريفة والشعر. ولفت الى أن الفنان كالشجرة المثمرة وعلى الآخرين قطف هذه الثمار، فالرعاية لهذه المعارض هي التي تمكن الفنانين من المثابرة في الإنتاج، فالتشجيع يجعلنا أكثر إنتاجاً. ونوه بأن الأعمال الموجودة في الصالة تحمل قيمة العمل الأصيل، والمشاركات كثيرة والمستويات في ارتقاء، فهو العقد الثالث من النهضة للخط العربي في الإمارات، والتي باتت تستقطب خبرات جيدة من الخارج الى جانب وجود أجيال جديدة من البنات والشباب الذين تدربوا على الخط في الدولة. اختار الخطاط المصري مصطفى النشوي، تقديم عبارة «محمد رسول الله» في عمله، مشيراً أن الخط العربي هو واجهة الحضارة الاسلامية، فحتى الأشخاص الذين ليسوا عرباً يستشعرون جماليات الكلام من خلال الشكل. ولفت النشوي الى أن العرب اتجهوا للزخرفة، واستخدموا الطبيعة فيها وليس التصوير، وهذا ما منح لوحة الخط الكثير من الجماليات والأبعاد، فحملت رونقاً خاصاً. أما الخطاط السوري شاهر الطريف فأبقى لوحاته في الإطار الكلاسيكي، مقدماً النصوص القرآنية على شكل قارب في إحدى لوحاته، ومعتمداً على تكوين شكلي أكثر إبداعاً في لوحة أخرى. ولفت الى أنه يختار تكوينات تنبض بالجمال، ولهذا تتبدل من نص لآخر بحسب نوع الخط الذي يتم اختياره. ونوه الطريف بأنه يبحث دائماً عن الجديد في التكوين، فلا يعيد أشكال نصوصه، مشدداً على ابتعاده عن الحروفية ودمج الخط باللون، فيحافظ على كلاسيكية قواعد الخط العربي التي تتطلب الكثير من الدقة في العمل. من جهته، قدم الخطاط المصري حسام أحمد عبدالوهاب للحضور أسماءهم، وقال عن مشاركته في هذا المعرض، «اخترت الجلي الديواني لكتابة الأسماء لأن فيه مرونة وليونة، وهو من الخطوط المطواعة في كتابة الأسماء». ولفت الى أن تكوين الاسم ليس سهلاً فيختلف بحسب ترتيب حروفه وامتدادها، مشدداً على ان الأسماء الآسيوية ليست كالعربية في الكتابة، فهي تحتاج لتكوين خاص، خصوصاً أن اغلبها مركبة. والى جانب كتابة أسماء الحضور شارك في ثلاث لوحات.

مشاركة :