أوصى المشاركون في ملتقى زايد الإنساني بأهمية تفعيل الشراكة الحقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص، لتبني المبادرات والبرامج التطوعية والمجتمعية والإنسانية، في المجالات الصحية والتعليمية والعمل الإنساني والتطوعي لخدمة الفئات المعوزة، خصوصاً الأطفال والمسنين. مبادرات مبتكرة قال الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء، الدكتور عادل الشامري، إن ملتقى زايد الإنساني ومؤتمر الإمارات الإنساني، استطاعا أن يقدما نموذجاً مميزاً للعمل التطوعي والإنساني المشترك، من خلال استقطاب رواد العمل الإنساني والتطوعي من مختلف الدول، وتحفيزهم على تبني مبادرات مبتكرة ومميزة في مجال العمل الإنساني، وتحديداً للفئات المعوزة من الأطفال والمسنين. وأكد أن ما شهده المؤتمر، خلال انعقاده، من مشاركة واسعة لأكثر من 46 مؤسسة حكومية وخاصة وغير حكومية، يعكس أهمية هذا المؤتمر، مشيراً إلى أن مبادرة زايد العطاء، ومنذ تأسيسها عام 2002، حرصت على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي، وتمكين الشباب في مجال العمل الإنساني، من خلال تبني مبادرات مبتكرة ومميزة، تؤثر بشكل فعلي في الفئات الفقيرة بالمجتمع. واختتمت، أمس، فعاليات الدورة السابعة من الملتقى، والذي عقد تزامناً مع مؤتمر الإمارات الإنساني، الذي نظم بمبادرة من «زايد العطاء» ومركز الإمارات للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتضمنت الفعاليات تكريم رواد الأعمال والمؤسسات الفائزة بوسام الإمارات الإنسانية، وجائزة الإمارات الإنسانية في دورتها السابعة، تثميناً لجهودهم في مجال العمل التطوعي والإنساني والاجتماعي. وتم منح رئيس جمعية رحمة لرعاية مرضى السرطان، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور جمال السويدي، والأميرة نوف بنت فيصل بن تركي آل سعود، وسام وجائزة الإمارات الإنسانية، تثميناً لجهودهما في تفعيل الحركة التطوعية والمجتمعية والإنسانية، محلياً وعالمياً. كما تم منح جائزة الإمارات الإنسانية لنخبة من كبار رواد العمل التطوعي، هم رئيس قسم جراحة القلب في جامعة عين شمس الدكتور أحمد الكرداني، ورئيس المركز السوداني للتطوع هشام الريدة، والإعلامية ندى الشيباني، تقديراً لجهودهم في دعم الأعمال التطوعية. وتم انعقاد الملتقى، الذي حضره ممثلون عن مؤسسات العمل التطوعي من مختلف دول العالم، في إطار احتفالات الدولة باليوم الإماراتي الإنساني، الذي يصادف يوم التاسع عشر من شهر رمضان، إحياء لذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتذكير بأعماله الخيرة والإنسانية، وأن يتم الاقتداء به وتسليط الضوء على هذه القيم الجميلة، ونشر الوعي بأهمية أعمال البر والخير وتقديم العون والمساعدة للآخرين والمحتاجين. ونوه المشاركون بجهود مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في مجال الخدمة المجتمعية وإسهاماته المتميزة في نشر ثقافة العطاء والعمل المجتمعي والإنساني، من خلال شراكته الاستراتيجية مع مبادرة زايد العطاء منذ سبع سنوات، دأب خلالها على استضافة فعاليات ملتقى زايد الإنساني، ومؤتمر الإمارات الإنساني، ودعم مبادرات «زايد العطاء» التطوعية، ما شكل منصة لرواد العمل التطوعي والمجتمعي والإنساني، لاستعراض المبادرات الانسانية، ومناقشة المستجدات وتبادل الخبرات وتحفيز الشراكة الإنسانية بين مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة وغير الربحية، إضافة إلى تبني مبادرات مبتكرة، تسهم بشكل فعال في خدمة الإنسانية، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الديانة أو اللون، انسجاماً مع الروح الإنسانية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات. ودعا المشاركون في الملتقى إلى تفعيل التوصيات، وتحويلها إلى مبادرات فعالة تشارك فيها القطاعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، لتطبيقها على أرض الواقع كبرامج مستدامة في المجالات المجتمعية المختلفة الصحية والتعليمية والتطوعية. وأكدت توصيات المؤتمر ضرورة ترسيخ ثقافة العطاء والمسؤولية الاجتماعية في المؤسسات الحكومية والخاصة، من خلال الحملات والبرامج التثقيفية وورش العمل والمؤتمرات الدورية والمستمرة، ووضع رؤية مشتركة للمسؤولية الاجتماعية، وترجمتها إلى خريطة أعمال ومبادرات وتحديد أولويات العمل فيها، وتقديم برامج مبتكرة في مجال المسؤولية الاجتماعية مشتملة على خططها التنفيذية. وشددت على ضرورة تبادل الخبرات والمعلومات مع مؤسسات الدولة المختصة بمجال العمل الإنساني والتطوعي والمسؤولية الاجتماعية، وإيجاد شراكة استراتيجية بين القطاعين الحكومي والخاص، وتكريم المؤسسات الملتزمة بمسؤولياتها الاجتماعية، ووضع العديد من التشريعات والقوانين في مجال المسؤولية الاجتماعية، وتشجيع تأسيس مؤسسات خاصة لإدارة المؤسسات غير الربحية، للاستفادة من خبرات القطاع الخاص في الإدارة الفنية والمالية. وأوصى المشاركون بدعم المبادرات التطوعية والإنسانية لزايد العطاء، والتي تجمع رواد العمل الإنساني في الوطن العربي، وتعمل على تفعيل الشراكة الإنسانية، وتمكين الشباب في العمل المجتمعي والخدمة الإنسانية وتأهيلهم كقياديين، إلى جانب تنظيم العديد من الملتقيات والمؤتمرات التطوعية والإنسانية في عواصم الدول العربية سنوياً، لنشر مفهوم وثقافة العطاء الإنساني والمسؤولية الاجتماعية للشركات تجاه المجتمع. وتضمنت فعاليات افتتاح الملتقى: عرض فيلم وثائقي عن إمارات العطاء، يبرز الدور الريادي لدولة الإمارات في مجال العمل التطوعي والإنساني على الصعيدين المحلي والعالمي، إضافة إلى استعراض المشروعات الإنسانية لمبادرات زايد العطاء، كحملة العطاء العالمية لعلاج مليون طفل ومسن، وحملة المليون متطوع التي استطاعت منذ انطلاقها عام 2002 تقديم نموذج مميز للعمل التطوعي والإنساني، يحتذى من خلال برامجها الإنسانية، التي وصلت للملايين من البشر. كما تم عرض المشروعات الإنسانية لحملة العطاء العالمية لعلاج مليون طفل ومسن، والتي دشنت مسبقاً بمبادرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة مؤسسة التنمية الأسرية الرئيس الأعلى لمجلس الأمومة والطفولة، والتي استطاعت أن تصل برسالتها الإنسانية للملايين من البشر، في مختلف دول العالم.
مشاركة :