تصدرت نتائج الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أغلفة الصحف البريطانية، التي أفردت صفحات واسعة لتغطية الاستفتاء التاريخي. وقد جاءت نتيجة الاستفتاء، فيما يبدو، مفاجئة للصحف التي تحدثت عن توقعات بتقدم طفيف للمعسكر المؤيد للخروج. كما عكست العناوين الرئيسية حالة الانقسام الحاد بين الناخبين. وتصدر عنوان زعماء الأحزاب يتواصلون مع أمة منقسمة عقب استفتاء محتدم الصفحة الأولى للغارديان. فيما تصدر عنوان أمة منقسة الصفحة الأولى لصحيفة آي، فيما صدرت صحيفة ديلي ميل بعنوان نحن في الخارج، أما صحيفة صن فقد اختارت التلاعب بالألفاظ وصدرت بعنوان سي إي.يو ليتر! أي نرى الاتحاد الأوروبي لاحقاً!. ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفة الغارديان مقالاً للصحفي باتريك وينتور بعنوان بريطانيا صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي...ماذا سيحدث لاحقاً؟ وقالت الصحيفة إن قرار بريطانيا إنهاء علاقة الحب والكراهية مع الاتحاد الأوروبي، التي استمرت لـ43 عاماً، تمثل نقطة تحول في تاريخها. وتوقع المقال أن تستمر تبعات هذا القرار سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً لأكثر من عقد. وزخرت أبرز الصحف البريطانية بعناوين تشيد بالاستفتاء ونتائجه أيا كانت؛ فقد وصفت صحيفة تايمز في افتتاحيتها الخميس بـيوم الإصلاح، وقالت إن الرسالة المستخلصة من هذا الاستفتاء التاريخي هي أن المعارضة البريطانية لعضوية الاتحاد الأوروبي لا يمكن تجاهلها، وبدلاً من ذلك يجب على المصلحين تسخيرها. ومن جانبها رأت افتتاحية تلغراف أن الاستفتاء يجب أن يكون مصدر فخر، ورأت أن حدوث هذا الاستفتاء يرجع جزئياً لأن البرلمان شعر بأنه غير قادر وحده على اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل العلاقة بالاتحاد الأوروبي، نظراً لضخامة المسؤولية طلب تشاوراً ديمقراطياً مع الشعب. أما مقال صحيفة غارديان فقد أشار إلى أن الأسابيع الماضية كشفت عدة أمور هامة منها أن حزب المحافظين في ورطة وكذلك العمال، ولا أحد يحب منطقة اليورو. وأن من يطلق عليهم خبراء هم في الواقع مجرد مروجين حزبيين لنخبة جاهلة تحكمها المصلحة الذاتية.
مشاركة :