بريطانيا «تصفع» أوروبا.. وكاميرون يستقبل الهزيمة بالاستقالة

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

زلزال سياسي ضرب أوروبا بعزم المملكة المتحدة الانفصال عن الجسم الأوروبي في استفتاء تاريخي، وكان اختيار البريطانيين الانفكاك عن الاتحاد الأوروبي بمثابة الضربة القوية التي جاءت في وقت يشهد العالم فيه الكثير من المتغيرات. وأيد البريطانيون انسحاب بلادهم من عضوية الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للاستقالة، ووجه أكبر ضربة منذ الحرب العالمية الثانية للمشروع الأوروبي لوحدة أوسع، فيما حض قادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي بريطانيا على بدء آلية الخروج بأسرع وقت ممكن بعد قرار البريطانيين التاريخي الانفصال عن الكتلة الأوروبية. وحقق مؤيدو الانسحاب فوزاً بنسبة بلغت 51.9 %، ما يمثل أكثر من 17.4 مليون صوت، وبفارق أكثر من 1.3 مليون صوت عن مؤيدي البقاء بقيادة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي حصل على نسبة تأييد بلغت 48.1 في المئة، ما يمثل أكثر من 16.1 مليون صوت. وقالت لجنة الانتخابات إن نسبة المشاركة العامة بلغت 72.1 % وبمجموع فاق 33.2 مليون ناخب، وهي نسبة أكبر بكثير من نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضي وأعيد على إثرها انتخاب كاميرون لولاية ثانية تنتهي عام 2020. وأظهرت نتائج الاستفتاء تبايناً في مواقف الناخبين بشأن البقاء أو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، حيث صوت أغلبية الأسكتلنديين المعروفين بتوجهاتهم الأوروبية للبقاء، ومثلهم فعل سكان العاصمة لندن التي تعد مركزاً مالياً عالمياً. بيد أن الناخبين في مناطق شمال وشرق إنجلترا وويلز صوتوا بشكل واسع على مقترح الخروج، وهو ما رجح كفة هذا الخيار الذي سيفتح احتمالات واسعة وغامضة على مستقبل بريطانيا والكتلة الأوروبية الموحدة. ويعني هذا القرار الذي وصفه خبراء بأنه زلزال وكارثة سياسية ستغير الكثير من المعالم السياسية والاقتصادية، أن تبدأ بريطانيا اتخاذ خطوات فك الارتباط مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي خلال أجل أقصاه 24 شهراً. وستجد البلاد نفسها بعد هذا القرار مجبرة على إعادة التفاوض حول العديد من الاتفاقيات الثنائية الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول الأوروبية بشكل منفرد. كما ستضطر إلى مراجعة الكثير من التشريعات والقوانين التي أقرتها وهي داخل الاتحاد والعمل على تغييرها وهو عبء آخر سيخلق مزيداً من المشكلات الاقتصادية الكبيرة. وقال كاميرون، الذي قاد حملة البقاء لكنه خسر مقامرته عندما دعا للاستفتاء قبل ثلاثة أعوام، وهو يغالب انفعاله، إنه سيستقيل من منصبه بحلول أكتوبر. وأضاف في كلمة بثها التلفزيون من أمام مقره الشعب البريطاني اتخذ القرار الواضح جداً بالتحرك في مسار مختلف، ومن ثم أعتقد أن البلاد تحتاج إلى قيادة جديدة تأخذها في هذا الاتجاه. وتابع لا أعتقد أنه سيكون من المناسب لي أن أكون القبطان الذي يقود بلادنا إلى وجهتها المقبلة. وبدا كاميرون يغالب الدمع قبل أن يمسك بيد زوجته ويستدير عائداً إلى مقره في 10 داونينج ستريت. وقد يحرم الخروج بريطانيا من تجارة السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، وقد تتفكك المملكة المتحدة نفسها في ظل دعوات من زعماء أسكتلندا، التي أيد نحو ثلثي ناخبيها البقاء في الاتحاد الأوروبي، لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال. وتستغرق عملية الانفصال عامين على الأقل، في خطوة لم يسبق لعضو آخر أن اتخذها. وقال كاميرون الذي إن بدء عملية الخروج بشكل رسمي أمر يرجع لمن سيخلفه في المنصب. ويتردد الآن على نطاق واسع أن بوريس جونسون منافسه في حزب المحافظين ورئيس بلدية لندن السابق سيسعى لتولي المنصب. وأصبح جونسون أبرز وجه بين الأصوات الداعية لخروج بريطانيا من الاتحاد. وقال جونسون أحد قادة أنصار الخروج عقب الانفصال إن بريطانيا لن تدير ظهرها لأوروبا وستبقى أمة متحدة. وقال للصحفيين إن التصويت لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي لا يعني أن المملكة المتحدة ستكون أقل اتحاداً.. أو أقل أوروبية، وأضاف: لا يمكننا أن ندير ظهورنا لأوروبا، فنحن جزء منها> ووصف نايجل فيراج زعيم حزب الاستقلال البريطاني المشكك في الاتحاد الأوروبي التكتل بأنه محكوم عليه بالفشل ويحتضر وقال احلموا ببزوغ فجر مملكة متحدة مستقلة. وتابع بقوله سيكون هذا انتصاراً للشعب الحقيقي.. سيكون انتصاراً للناس العاديين وانتصاراً للجديرين بالاحترام. فليكتب التاريخ أن 23 يونيو/حزيران هو يوم استقلالنا. وحض قادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي بريطانيا على بدء آلية الخروج بأسرع وقت ممكن بعد قرار البريطانيين التاريخي الانفصال عن الكتلة الأوروبية. وكتب رؤساء المجلس الأوروبي دونالد توسك، والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، والبرلمان الأوروبي مارتن شولتز، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك نترقب الآن من حكومة المملكة المتحدة أن تنفذ قرار الشعب البريطاني هذا بأسرع وقت ممكن. وأضافوا نبقى جاهزين للبدء سريعاً في المفاوضات مع بريطانيا حول بنود وشروط انسحابها من الاتحاد الأوروبي، معتبرين أن أي تأخير سيطيل أمد الغموض بصورة غير مجدية.(وكالات)

مشاركة :