من مكاسب موسم الطّائرة 2016-2015 عودة الجماهير وروابـــط التشجيع إلــــى مقاعدهـــا

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الذي لا يختلف عليه اثنان أنّ الكرة الطائرة المحلية تحظى بقاعدة جماهيرية تشجيعية عريضة، وهذا الحضور الجماهيري لم يكن وليد السّاعة، غير أنّ السمعة الطيبة التي كوّنتها اللعبة على مدار مشوارها الطويل، والإنجازات والألقاب المختلفة التي حصدتها منتخباتنا الوطنية على اختلاف درجاتها وفئاتها، والأمر نفسه ينسحب على الأندية خليجيا وعربيا، كلّ ذلك فرض على اللعبة أن تحجز لها مكانا في قلوب وسطنا الرّياضي عامة، ومن المكاسب التي خرج بها موسم اللعبة 2015-2016 عودة جماهير اللعبة إلى مقاعدها من جديد وخاصة روابط التشجيع التي رافقت فرقها في خلال مواجهات الدوري التمهيدي عامة أو في مربّعي الدوري والكأس على وجه الخصوص، وسنحاول في هذه الوقفة أن نسلّط الضوء على روابط التشجيع، والظروف الخاصة التي فرضت على كلّ رابطة الحضور ومؤازرة فريقها. موج النّصر الأزرق سجّل جمهور النصر (الموج الأزرق) حضوره خلال الموسم، وأعطى حضور جماهيره المبكّر وخاصة في المباريات الجانبية القوية مؤشرا بأنّ منافسات الموسم ستحظى بحضور نصراويّ كبير، وهذا ليس بغريب عليه، وخاصة أنّ فريقه تعوّد أن يكون دائما ضمن خريطة المنافسة. ويمكن الإشارة إلى أنّ حضور جماهير النصر له ما يبرّره بخلاف أنه من فرق المقدمة، والذي تعوّدت منه الجماهير قاطبة أن يكون أحد فرسان الرّهان، ويأتي في مقدّمة هذه المبرّرات استقطاب فريقه ثلاثة لاعبين لهم وزنهم على مستوى الساحة المحليّة (الأمريكي جيف والجوكر فاضل عباس، وأيمن هرونة) ومن هذا المنطلق زحف جمهور النصر خلف فريقه منذ وقت مبكّر، وأراد من خلال ذلك الاطمئنان على فريقه عامة، وعلى الثلاثي بوجه التحديد، كل ذلك جعل النصراويين يذهبون بعيدا في تصوّرهم، وتفاءلوا خيرا بأنّ الموسم سيكون نصراويا، وربما شاركهم في هذا التصوّر كثيرون، غير أنّ الأمور جاءت على خلاف ما يبتغيه النصراويون رغم أنّ الفريق سجّل حضوره في النهائي بجدارة. وثاني المبرّرات التي جعلت جماهير النصر ملتزمة بالحضور أنّ فريقها يشارك في منافسات الموسم بصفته يحمل لقب كأس وليّ العهد (أغلى كؤوس اللعبة)، وعطفا على ذلك أنّ الفريق يحتاج إلى مؤازرة مضاعفة منذ البداية حتى يحافظ على اللقب غير أنّ حتى هذه الأمنية كانت عصيّة على الفريق. ويبقى أنّ غياب فريق النصر عن أيّ نهائيات يترتّب عليه غياب جماهيره، وإن كانت جماهيره تمثل عاملا مشتركا مع بقية الأندية ذات القاعدة الجماهيرية، غير أنّ جمهور النصر له ثقله، وغيابه يترك بصمة شاغرة في المدرجات. رهيب العاصمة (النجمة) إذا كان حضور روابط التشجيع لفرق الطائرة بات مكسبا لاتحاد اللعبة بوجه عام، فإنّ المكسب الأهم للاتحاد والنجمة معا هو عودة جماهير الأخير إلى مقاعدها التي هجرتها منذ وقت ليس بالقصير جراء تراجع نتائج الفريق، وصحيح بنسبة كبيرة أنّ النتائج الملموسة في الكرة الطائرة مرهونة بأداء إيجابي ومقنع، غير أنّ هناك فرقا في كثير من الأحيان تلعب وتجاري فرق المقدمة، ولكنها في نهاية المطاف تخسر، فالأداء وحده لم يعد كافيا لمحافظة الفرق على حضور جماهيرها ومؤازرتها، فالقول انّ هذه الجماهير أو تلك تقف مع فرقها في الحلوة والمرّة، هو كلام عاطفيّ ويرمي للاستهلاك لا غير، وتجربة بعض فرقنا التي تراجعت نتائجها أكبر دليل على ذلك، رغم تأكيدنا أنّ المنافسات الرياضية مرهونة بالفوز والخسارة، وعلينا أن نتعامل مع الاثنين بروح رياضية. ونعود إلى صلب الموضوع، فنتائج طائرة النجمة في هذا الموسم أجبرت جماهيره على الحضور إلى مقاعد صالة الطائرة، وقد تبيّن للنجماوية مسؤولين ومدربين وإداريين ولاعبين أنّ النتائج وحدها هي من تستقطب الجماهير، ونكرّر ما قلناه سابقا بأنّ جماهيرنا الرياضية تتمتّع بالوعي، وهي لا تحتاج إلى دعوات ومناشدات بالحضور، وهي تعرف كيف تسجل حضورها من تلقاء نفسها. وإذا كان جمهور النجمة قد سجّل حضوره الفعلي خلال هذا الموسم، وخاصة في منافسات الرّباعي ونهائي كأس وليّ العهد بصفة خاصة، فإنّ النجماوية مطالبون بالحفاظ على هذه الفرصة وخاصة أنّ جمهورهم مثل بقية جماهير أندية المقدمة يريد أن يرى فريقه دائما على خريطة المنافسة، ولا ننسى أنّ هذه الجماهير باتت متعطشة للبطولات، وإذا كان بينهم وجوه جديدة لم تألف بطولات النادي، فإنّ هناك وجوها أخرى عاصرت الزمن الجميل للفريق عندما كان يحلّق بالألقاب. نسر الأهلي الأصفر عندما بصمت طائرة الأهلي خلال موسم 2012-2013 على لقبي درع الدوري وكأس كؤوس الطائرة، فإن اللعبة لم تكسب بطلا جديدا فقط، بل الاتحاد ربح فريقا تقف وراءه قاعدة جماهيرية عريضة، يمكن القول أنها تحرّك الصخر، ودائما ما يشار إليها بأنها اللاعب رقم واحد، وعندما خسر الأهلي درع الدوري الذي فاز به الموسم الفائت، فإننا لا نستبعد أنّ اتحاد اللعبة قد وضع يده على قلبه، لأنّ خروج النسر الأصفر خالي الوفاض من الموسم يترتب عليه انحسار جماهيره، وتضعضع حضوره، وبذلك تخسر اللعبة ومسابقاتها حضورا جماهيريا لافتا، غير أنّ استعادة الفريق لكأس وليّ العهد قد أعادت التوازن الى مدرّجاته وجماهيره خلال الفترة القادمة، إذا ما وضع في الاعتبار أنّ الطائرة في القلعة الصفراء بدأت تزاحم بقية الألعاب الجماعية الأخرى في النادي التي تسبقها في التاريخ والألقاب والإنجازات والأسماء، ويمكن القول انّ فوز الأهلي بكأس الكؤوس قد أراح الفريق وجماهيره والقائمين على شأن اللعبة في الاتحاد، والملفت في الأمر أنّ رئيس النادي طلال كانو دائما ما يكون في مقدمة الحضور الجماهيري لفريقه، بل يفضّل التواجد بين صفوف جماهيره متوشحا بشعار النادي، وهو من دون شك يعطي قدوة. عنيد دار كليب لا يختلف اثنان على أنّ جمهور عنيد دار كليب بل القرية مسقط رأس النادي قد تنفّس الجميع فيها الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الصعداء بعد أن تحوّل الحلم إلى حقيقة، وفاز العنيد بعد صيام طويل بأول لقب على مستوى درع الدوري ليمثل رسميا طائرة المملكة في بطولة الأندية الخليجية في نسختها الجديدة القادمة، إذ انّ زئير مشجعي الفريق ووقوفهم خلف الفريق كل هذه السنوات رغم الإخفاق وعدم التوفيق لم يذهب هدرا، وعرفت جماهير العنيد فرحة لم تذق طعهما من قبل، وهي فرحة لا يختلف أحد على أنها مستحقّة، وبدون شك هذا الفوز سوف يرفع من رصيد الفريق، ويضاعف من حضور جماهيره وخاصة في المباريات ذات الأهمية الخاصة. ويتميّز دار كليب عن بقية أندية اللعبة بالحضور الدائم لأعضاء مجلس إدارة النادي يتقدمهم رئيسه محفوظ ثامر، ومتابعة فرق النادي، وقد يقول قائل: انّ النادي ليس لديه إلا لعبة واحدة، ومن هنا يكون مسؤولوه متفرغين أكثر قياسا، بالأندية التي لديها أكثر من لعبة جماعية، ونقول إن كان هذا الكلام صحيحا في جانب، فإنّ الأندية الأخرى ليست مطالبة بالحضور في كلّ المباريات، على الأقل في المباريات ذات الأهمية الخاصة أو القوية وهذا أضعف الإيمان. جمهور القلعة الحمراء (خسارة) ابتعاد طائرة الفريق الأول لنادي المحرق عن المنافسة خلال الموسم المنتهي، ترتب عليه انحسار جماهيره عامة ورابطة التشجيع بصفة وخاصة عن المدرجات، وإذا كان ابتعاد المحرق عن المنافسة لم يعد أمرا مألوفا لصائد البطولات، فإنّ ذلك ترتب عليه كما يعرف الجميع انحسار جماهيره عن الحضور عامة ورابطة التشجيع بشكل خاص، وهي الخسارة الأكبر للاتحاد واللعبة خاصة، إذ لا يحتاج المحرّق لأن نذكر بأنه يملك شريحة جماهيرية كبيرة، ولا يختلف اثنان على أنّ رابطة المحرق هي الرابطة الوحيدة -وبدون مزاحمة- التي تطرب الجميع، وغياب جماهير «البيت العود» عن التواجد خلف الفريق في الموسم المنتهي يؤكّد أنّ النتائج وحدها من يجبر الجمهور على الحضور، فلا التاريخ ولا الجغرافيا ولا غيرهما يشفعان لذلك، ويمكن الإشارة إلى أنّ الأندية المذكورة تملك حضورا جماهيريا أكبر قياسا ببقية أندية النبيه صالح والبسيتين وبني جمرة. والنقطة التي تستحق الإشادة هنا أنّ الموجود في صالة الطائرة لم يعد يجد صعوبة في التعرف على هوية رابطة التشجيع التي تتوشح بفانيلات تحمل لون وشعار فانيلات فريقها، فالأهلي بالأصفر، والنصر بالأزرق، ودار كليب بالبنفسجي، والنجمة بالأبيض، وهو تقليد نتمنى المحافظة عليه وتطويره من قبل مختلف الأندية.

مشاركة :