برامج التواصل الاجتماعي.. منصة أعلام الشعر والشاعر ؟!

  • 6/24/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وسط هذا الزحام الكبير من برامج التواصل الاجتماعي وفي ظل سهولة الوصول إليها والتعامل معها، اصبح الشاعر يمارس بجانب كتابته للشعر دور الناشر والإعلامي، وهذا مما لا شك فيه يساهم وبشكل فعّال في انتشاره والترويج لشاعريته وفكره واسمه بين الناس. .. من يحضى بالنصيب الأوفر من الفائدة، الشعر أم الشاعر؟ و هل لهذه البرامج تأثير ايجابي على مستوى وجودة وانتشار الشعر الحقيقي؟ كان هذا محور التحقيق الذي طرح على عدد من الشعراء لمعرفة مدى وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشعر والشاعر في آن واحد.. مشعل الفوازي: تظل المراهنة على الوعي العام هي المحك أعتقد أن المشهد الشعري بشكل عام، يتجه إلى خدمة الشاعر، ومن ثم الشعر.. تغص الذاكرة بأسماء مئات الشعراء.. لكنها لا تحفظ بيت واحد لأي منهم. وأظن أن وسائل الاعلام الجديد جزء من هذه المنظومة التي تخدم الشاعر أولا.. وعاشرا.. ثم الشعر. وحتى نكون منطقيين: هناك شعراء كبار عرفوا من خلال هذه الوسائل الاعلامية لكنهم استثناء يؤكد القاعدة ومع ذلك.. تظل المراهنة على الوعي العام هي المحك، وهو وعي نثق به كثيرا... نعرف أنه يعرف الشاعر الحقيقي وينحاز له، لكنه في الغالب لا يتحدث عنه، ولا يحضر أمسياته، على العكس.. يكون تواجده في مناشط شعراء يعرف أنهم أبعد الناس عن الشعر... وهذه مشكلة اجتماعية، وليس أدبية.. الناس تريد أن تضحك وتنبسط، وفي ظل غياب المناشط التي تضمن لها ذلك، تتجه للشاعر المهرج لتضحك منه.. وعليه! عبدالله البكر: الشيء الوحيد المضر بالشعر أو الشاعر هو الشاعر نفسه لكل زمان منبر مختلف وطريقة مختلفة، كل البرامج مفيدة للشعر والشاعر، كل الوسائل بأنواعها. الشيء الوحيد المضر بالشعر أو الشاعر هو الشاعر نفسه، هو المتسبب بتشويه ما يقدم او بنجاحه فإن كان هناك من يشتهر ويقدم شعرا غير جيد فمن المفترض أن الشاعر الجيد يترك النياح ويهتم بحضوره الإعلامي وشهرته ليقدم ما يود أن يقرأه ويراه في كل وسائل التواصل. مشكلة بعض الشعراء الجميلين أنهم يريدون أن يعيشوا قصة ظلم ومعاناة وتهميش من المجتمع وأنهم محاربون رغم أن ليس هناك من يحارب الشعر الجميل ابدا، هناك متلقى بسيط يقرأ المتوفر أمامه ومن واجب الشاعر الجيد أن يتوفر شعره أمام القارئ فزمن السفر من أجل سماع قصيدة قد انتهى وحل محله السفر الى شاشة جوال القارئ. عبدالمجيد الغيداني: التواصل الاجتماعي استفاد منه الشاعر المغمور وسائل التواصل لها إيجابياتها وسلبياتها على الشعر والشعراء على حد سواء.. لكن إجمالا، استفاد الشاعر المغمور وتضرر الشعر. إيجابياً فقد استفاد الشعر ولو قليلا من وجود شعراء جميلين ماكانوا ليكونوا في الوسط الشعري لولا وسائل التواصل. واستفاد الشاعر المغمور لأن الضوء أصبح متاحا للجميع ولم يعد بحاجة إلى جهد كبير وعلاقات حتى يصل للمتلقي. أمّا سلبياً فقد أصبح نفس الشاعر والقارئ قصير جدا، لذلك تضررت القصيدة الطويلة وأصبحت «البيتين» أكثر رواجا. ومن هنا تضرر الشعراء الحقيقيون من قصر نفس القارئ لأن القصيدة الطويلة لم تعد تحظى بالاهتمام كالسابق واضطروا لمسايرة الحاصل وقللوا وبالتالي فقدوا لياقتهم الشعرية ونفسهم الشعري الطويل. خالد صالح الحربي: هذه المواقع خدمت الشاعر وهدمت الشعر لا شك أنّ مواقع التواصل الاجتماعي أوصلت الشعر والشاعر إلى شريحة أوسع وأكبر؛ هذا أمرٌ جيّد.. لكن غير الجيّد أنّ تلك الشريحةٍ ربما آخر اهتماماتها الشّعر؛ على سبيل المثال أنت كشاعر ربما تصل إلى عدد كبير من الناس فقط لأنك كتبت بيتين في ناديهم المفضّل أو تشمّت بالنادي المنافس لناديهم عند هزيمته؛ من هذا الباب ربما أميل إلى الرأي الذي يقول بأنّ هذه المواقع خدمت الشاعر وهدمت الشّعر؛ خصوصًا إن تذكّرت أنّها أفرزت لنا المقتطف الشعري المستعجل القصير (البيت والبيتين) على حساب القصيدة الكاملة - بل ولو لاحظنا أيضًا أنّ أغلب ما يكتب من الأبيات في هذه المواقع يكتب على بحر أو بحرين وبالكثير ثلاثة.. تلك البحور التي تستوعبها «تغريدة» في تويتر مثلاً. عبدالله البصيص: التواصل الاجتماعي ساعد على خلق شكل جديد للشعر ساعدت برامج التواصل الاجتماعي على خلق شكل جديد للشعر، شكل يناسبها تماما، اختزال الصورة ومحاولة الشاعر قول ما لديه في بيتين أو شطر وأحيانا شذرة، على مدى ثلاث سنوات من تويتر أصبح هذا الشكل يأخذ شكل القصيدة بحيث اكتفى أكثر الشعراء بالتواجد عبر هذه الطريقة التي يفضلها الجمهور ويقيس مدى تأثيرها عبر «الريتويت» وحصاده «الفولورز». فالمسألة، بشكل عام، يقودها الجمهور وليس الشعراء، وهذا ما جعل المبدعون من الشعراء مؤخراً ينتحون هذا المنحى ويركزون القصائد في كبسولة لا تتجاوز مئة وأربعين حرفا. كأداة إعلامية، أحسب أن تويتر بالذات هو الأول في هذا المجال والأسهل ويحتاج فقط لشاعر متفرغ يوقظ ليالي تويتر ويملأ صباحاته شعرا في أي شيء ولأي شيء وعن أي شيء يمكن أن يمنحه بيتين أو يفضله الجمهور، وهذه العملية لا يقدر عليها الشاعر المبدع الذي لايملك إلا أن يكتب عن الأشياء التي تعجبه فقط، بل وأحيانا يجد نفسه عاجزا عن الكتابة. المزيد من الصور :

مشاركة :