أعدّ نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي منذ بداية شهر رمضان المبارك ولغاية اليوم السبت، قرابة 500 ألف وجبة لصالح برنامج إفطار صائم في جامع الشيخ زايد الكبير، بمعدل 25 ألف وجبة يومياً. واستخدم نادي ضباط القوات المسلحة في إعداد هذه الوجبات، كميات كبيرة جداً من المواد الغذائية، حيث تم استهلاك ما يقارب 240 ألف كيلو غرام من الدجاج و 120 ألف كغم من لحم الغنم، وحوالي 140 ألف كيلو غرام من الأرز، فضلاً عمّا يقارب 200 ألف كغم من الخضار التي استخدمت لإعداد مرقة الخضار التي تحضر يومياً إلى جانب الوجبة الرئيسية. قال جورج جبرايل رئيس الطهاة في نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي، إن صندوق الوجبة التي يتم تقديمها للصائمين يحتوي على وجبة تضم كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الصائم بعد نهار طويل، حيث يتم تقديم الأرز مع نصف حبة دجاج أو قطعة لحم كبيرة، إضافة إلى مرقة خضر وسلطة بعض التمر وحبة تفاح وعلبة ماء وعلبة لبن و علبة عصير. وأشار إلى أن النجاح في مهمة توفير قرابة 25 ألف وجبة يومياً لبرنامج إفطار صائم، فضلاً عن إعداد الطعام لرواد النادي، يحتاج إلى مجموعة من العوامل، ومن أبرزها وجود فريق عمل متجانس ومتفاهم يضم في صفوفه أصحاب الخبرات، وأيضاً الشباب المتحمس و النشيط، كما يتطلب وجود أدوات ومعدات ذات كفاءة عالية تراعي كافة شروط السلامة المهنية وتؤمن إنتاج وجبات وفق أفضل المعايير الصحية، وهذا كله يتم توفيره لنا من قبل إدارة النادي مشكورة. وأوضح أن عدد العاملين في مطابخ النادي الذين يشاركون في إعداد وجبات الإفطار للصائمين يبلغ حوالي ألف شخص ما بين طهاة ومضيفين وأطقم خدمة وفني صيانة و غيرها من الاختصاصات، مؤكــــداً أن فريق العمل يتمتـــع بالاجتهـــاد والانضباط الذي يعتبر شـــــيئاً أساســــياً في إنجــــاز مـــثل هـــــذه المهـــام الكـــبيرة وبشكــــل يومـــي وضمــــن الــــوقـــت المحـــــدد. ولفت إلى روح التجديد التي يتمتع بها فريق العمل الذي يحرص على تطوير نفسه باستمرار، والبحث دوماً عن اقتراحات وحلول تساعد على سرعة إنجاز العمل وفق أفضل الشروط، كما تحسن بالوقت نفسه من جودة الخدمة المقدمة وبشكل أدق من جودة الطعام الذي يتم إعداده. زيارة ميدانية إلى المطابخ وللتعرف إلى تفاصيل إعداد هذا الكم الهائل من وجبات الإفطار، قامت الخليج بزيارة ميدانية إلى مطابخ نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي، وتجولت في جميع الأقسام، وتعرفت عن كثب على جميع مراحل إعداد الوجبات منذ وصول المواد الأولية من الأسواق، ولغاية إيصال الوجبات يومياً إلى جامع الشيخ زايد الكبير. وأوضح كارستين جوتشاك كبير الطهاة في النادي، أن النادي يستقبل يومياً عشرات الشاحنات التي تجلب إليه اللحوم و الخضار والفاكهة وغيرها من المواد الغذائية التي تدخل في إعداد وجبات الإفطار، حيث يتم تسلّم هذه المواد عند بوابة خاصة وفق الأصول من حيث الكمية والمعايير الصحية، ويتم بعدها نقل هذه المواد نحو أماكن التخزين التي تلائم طبيعتها، فمثلاً يتم نقل اللحوم إلى مجمدات خاصة و الخضار و الفاكهة إلى برادات خاصة تراعي خصائصها الطبيعية. ولفت إلى أن قسماً كبيراً من الخضراوات التي يستخدمها النادي في طهي وجبات الإفطار وحتى خلال الأيام العادية، هي من إنتاج مزارع إمارة أبوظبي والتي تحمل علامة حصاد مزارعنا، مشيراً إلى أن الخضراوات المحلية تتمتع بجودة عالية، وتضفي طعماً ونكهة مميزة على الوجبات. ثلاث مراحل أساسية وقال، إن إعداد وجبات الإفطار يتم وفق ثلاث مراحل أساسية: الأولى تتمثل بطهي الدجاج واللحم الذي يبدأ منذ الساعة الخامسة صباحاً، حيث يتم إخراج هذه اللحوم من أماكن حفظها والتوجه بها نحو أماكن الطبخ، ولابد من الإشارة إلى أن اللحوم يتم تجهيزها قبل 24 من موعد الطبخ، بحيث تقطع وتغسل جيداً وتحفظ بعد خلطها بالتوابل والبهارات إلى اليوم التالي. وأضاف أن المرحلة الثانية لعملية الطبخ يتم فيها طهي الأرز ومرقة الخضار كل على حدة، حيث يتم يومياً تحضير قرابة 7 آلاف كغم من الأرز، وتبدأ عملية طبخها منذ الساعة العاشرة صباحاً تقريباً؛ لأنها لا تحتاج لوقت طويل مثل اللحوم، وبالتوازي يبدأ قسم آخر من المطبخ بطهي مرقة الخضار التي تستهلك يومياً قرابة 10 آلاف كغم يعمل على تقطيعها وتجهيزها أكثر من 20 عاملاً. وتابع: أما المرحلة الثالثة فيتم فيها تعبئة الوجبات في العلب المخصصة لها، حيث يوضع الأرز واللحمة في علبة كبيرة الحجم، وفي علبة ثانية توضع مرقة الخضار، وينضم إلى هاتين العلبتين في صندوق الوجبة المقدمة للصائم في جامع الشيخ زايد الكبير علبة للسلطة وعلبتا عصير ولبن وبعض التمر وتفاحة. وأشار إلى أن جميع العبوات يتم تخزينها في حاويات مخصصة تحافظ على حرارتها أو برودتها بحسب نوع الطعام، حيث تتسع كل حاوية إلى ما يقارب 250 وجبة، مشيراً إلى استخدام ما يقارب 160 حاوية لحفظ الطعام يتم نقلها إلى جامع الشيخ زايد الكبير يومياً بدءاً من الساعة الثالثة عصراً، ولغاية الساعة الخامسة و النصف، حيث يجب أن تكون جميع الوجبات قد وصلت للمكان المخصص لإفطار الصائمين. وتطرق إلى أبرز المعايير التي يتم مراعاتها في وجبات الإفطار المعدة مثل تحقيق درجة ملائمة من نضج اللحوم و الدجاج، وكذلك الأرز بحيث لا يكون الطعام ناشفاً ولا مرقاً، كما يجب مراعاة عدم الإفراط في استخدام التوابل والبهارات والملح والتي تتسبب في شعور الصائم بالعطش خلال بقية اليوم.
مشاركة :