تراجع مؤشر وول ستريت الأمريكي ومؤشر فوتسي FTSE 100 البريطاني بشكل حاد في يوم عاصف من التداول بعد التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وانخفض الجنيه الاسترليني بأكثر من 8 في المئة مقابل الدولار و6 في المئة مقابل اليورو. وخفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني توقعاتها للمملكة المتحدة من مستقر إلى سلبي مساء الجمعة، وأشارت إلى أن التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يؤدي إلى ضعف النمو الاقتصادي. وهبطت بورصة وول ستريت بشكل حاد خلال التعاملات المتأخرة، وانخفض مؤشر داو جونز بأكثر من 600 نقطة، أو 3.4 في المئة ليغلق عند 17,400 نقطة. وهبط مؤشر (S P 500) بنسبة 3.6 في المئة - في أكبر انخفاض يومي خلال عشرة أشهر - في حين تراجع مؤشر ناسداك 4.1 في المئة ليكون بهذا أسوأ يوم للمؤشر الذي يركز على التكنولوجيا منذ عام 2011. وقال جاك أبلين، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك "بي إم أو" الخاص،: "كان هذا الحدث في حقيقة الأمر بمثابة مفاجأة غير متوقعة لمعظم المستثمرين العالميين. سوف نرى المزيد من الأيام مثل هذا اليوم، فالحكمة الجماعية قد تكون خاطئة في حالات أخرى أيضا." وفي لندن، انخفض مؤشر FTSE 250، الذي يتألف معظمه من شركات تمارس التجارة في المملكة المتحدة، بنسبة 7.2 في المئة ليغلق عند 16,088 نقطة. وكانت مجموعة "ألديرمور" للخدمات المالية هي أكثر الشركات التي انخفضت أسهمها في مؤشر فاينانشال تايمز 250، بانخفاض بلغ 32 في المئة، كما أغلقت أسهم شركة "كريست نيكلسون" لبناء العقارات على انخفاض بلغ 26 في المئة. وكانت شركات بناء العقارات أيضا ثالث أكبر الخاسرين على مؤشر FTSE 100، إذ هبطت أسهم شركة "تايلور ويمبي" بنسبة 29 في المئة. وقال تشارلي كامبل، محلل بمؤسسة ليبيروم: "النتائج سيئة لأسهم شركات البناء، إذ أن الجمع بين تباطؤ الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل وعدم اليقين السياسي مثل الكريبتونيت (المادة التي تبطل قوة سوبرمان في القصة الخيالية الشهيرة) لهذه المجموعة من الأسهم." ومع ذلك، لا يزال مؤشر FTSE 100 يغلق الأسبوع مرتفعا عن بداية تداوله عند 6,021 نقطة. وقفزت أسهم شركة "راندغولد" للذهب بنسبة 14 في المئة، في حين ارتفعت أسهم شركات مثل "غلاكسو سميث كلاين"، و"يونيليفر" و"دياجو" بأكثر من 3 في المئة. واستعادت سوق لندن بعضا من اتزانها بعدما تعهد البنك المركزي البريطاني بالتدخل للمساعدة في دعم الأسواق. وقال مارك كارني، محافظ البنك، إن البنك على استعداد لتقديم 250 مليار جنيه استرليني لدعم الأسواق، لكنه أضاف أن "بعض التقلبات السوقية والاقتصادية قد تكون متوقعة". وقال البنك المركزي الأوروبي أيضا إنه يراقب الأسواق المالية عن كثب، وعلى اتصال وثيق مع البنوك المركزية الأخرى.
مشاركة :