داعش والتنظيمات الإرهابية تتدرج من قتل رجال الأمن إلى الأقارب ثم الوالدين

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت ساعات الفجر الأولى من صباح أمس في شهر رمضان المبارك حادثة صادمة للشارع السعودي وتعري أكثر تنظيم داعش وفكره امام الجميع المنحدر من فكر تنظيم القاعدة، حيث أصبح الجميع على حادثة قتل أم وإصابة خطيرة للأب وللشقيق الأصغر على يد ابنيهما في حي الحمراء بمدينة الرياض. وجاءت الفتاوى المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي لهولاء المغرر بهم، هي المحرك والوقود لقتل الام ومحاولة قتل الاب والشقيق، بل ان الامر الخطير والابعد من ذلك هو تدرج فكر الدواعش والتنظيمات الارهابية من قتل رجال الامن إلى قتل الاقربين ومن ثم قتل الاب والام والاشقاء، كل ذلك بحسب محللين واخصائيين اجتماعيين ووصفوا التدرج في اجرام هذا التنظيم الذي سيذهب بعيدا إذا لم يتم الوقوف بحزم في وجه المحرضين والداعمين والمؤيدين الذين مازالوا طلقاء ويتنفسون ذات الهواء الذي نستنشقه. حيرة وذهول تعم عقول كل من التقت بهم الرياض لأخذ آرائهم حول هذه الجريمة النكراء التي لا يقبلها الشعب السعودي المخلص لدينه ومليكه ووطنه، فيما استنكر مغردون على تويتر هذه الجريمة البشعة تحت العديد من الاوسمة، ومحذرين من انتشار الفكر الداعشي بين الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي وان الامر يحتاج متابعة دقيقة، مؤكدين على استخدام الرقم 990 للإبلاغ عن أي مشتبه به، ثم التحقق من الدوافع والأسباب ومن اين استقوا هذا الفكر ثم الضرب بيد من حديد لكل من تورط معهم. وقال الباحث في السياسة الشرعية د. سعد القويعي، لا أعجب من ضلال دواعش العصر ومعصيتهم لله تعالى؛ فالغدر صفة لازمت تحركاتهم منذ ظهورهم، وما أشبه الليلة بالبارحة، بعد أن تشباهت أقوالهم، وأفعالهم. وتابع: كم هو مؤلم عندما يتلقى الانسان الطعنات من قريب أسكنه تجاويف القلب، إذ لا شيء أقبح من غدر يسوق إلى النفاق، أو عار يفضح من نقض العهد إذا عدت مساوئ الأخلاق- خصوصا - عندما نبتلى بمناوئين منافقين اتخذوا من الغدر، والاغتيال، وشراء الضمائر وسيلة؛ لمواجهة المسلمين، وقتل الأقارب، وترويع الآمنين؛ وليحرك الشيطان، والأنفس الأمارة بالسوء شياطين الخوارج على أهل الملة والقبلة. ولفت إلى أن هؤلاء الارهابيين يدعون إلى قتل الأقارب قبل ما أسموه بالنفير للقتال؛ بسبب فتاواهم الشاذة، وتأويلهم النصوص التعسفية بلا علم، وإنما لرموز تشكلوا عناوين للقتل والإرهاب، بعد أن استغلت كل مواقع التواصل الاجتماعي، واعتمدت على الفبركة، وتضخيم الحدث؛ من أجل أن تكون الوحشية هي سمة التهديد ، والترويع، والهمجية، - وبالتالي - تحقيق أهدافهم في خلق ذراع للتنظيمات الإرهابية، تستطيع من خلالها الوصول بسهولة للقريب؛ لاغتياله. وزاد د. القويعي، إن خلط السياقات، والأحداث كان طريقهم نحو استباحة دم الأقارب بغير وجه حق، كونه جمع بين الكبائر، والموبقات ما لا يستبيحه مسلم، إلا هذا الفكر المنحرف، الذي ينطلق داعش منه؛ فـقتل الأقارب مقدم على النفير للجهاد، فتوى داعشية بهرطقتها الإبليسية؛ وليثبت هذا التنظيم الإرهابي الذي لم يمرّ على التاريخ البشري - مثله - في سفك الدماء، وجاء بما لم يسبقه غيره من مجرمي التنظيمات الإرهابية - لاسيما - وأن المعطيات عرّت التوجه الإجرامي لعناصر هذه الخلايا الإرهابية، سيرا على النهج الدموي لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية . وأضاف: انه واتساقا مع هذا المنحى، فإن دلالات الحاضر، وسيناريوهات المستقبل، تؤكد على أن ظاهرة الإرهاب تخضع في مجملها إلى اختلاف الدوافع، والمظاهر، والأهداف، وتتفق في عدم أخلاقيتها، وعندما يتم تحويلها إلى أيديولوجيا محددة، تستصحب مكانة مركزية لفكرة الهوية من قبل البعض، فإنه وإن ضمن لها الاستمرار حينا من الوقت، إلا أنها ستفشل في التحول إلى عقيدة سياسية في غالب الأحيان، باعتبارها أي الظاهرة المعادل السياسي والأخلاقي للتنظيمات الإرهابية، فإن هذا الخلط في المفاهيم كان خاطئا في معظم جوانب السلوك والسياسة - ولاسيما - العلاقات مع النظام الدولي والإقليمي؛ لأنها ليست مبنية على أدلة ثابتة، وإنما تتقيد بنهج الصارم في تفسير قمعي بشكل متطرف ووحشي للشريعة الإسلامية من سفك للدماء وإزهاق للأرواح البريئة، دون رادع ديني، أو إنساني وزرع الفتنة واستباحة دماء الآمنين والاعتداء على المقدسات والحرمات. وشدد على إن تحقيق التكامل ورصّ الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الجماعات الإرهابية التي هتكت حرمة النفس٬ وهددت الأمن والسلام - الإقليمي والدولي - وشكلت خطراً على المصالح الحيوية للأمة، وأخلت بنظام التعايش فيها يقتضي تقرير عقوبة القصاص وتنفيذها، لأنها عقوبة ضرورية في حق هؤلاء المجرمين؛ ومن أجل التصدي لجرائمهم البشعة وضمان عدم العودة إليها من غيرهم ؛ كون جريمة الإرهاب خطرا محدقا بالبلاد - ولذا - فإن إقرار عقوبة القتل تجاه مرتكبي هذه الجرائم في العمليات الارهابية يعد حلا أمثل في وضع حد نهائي لجرائمهم البشعة والمهددة للدولة وللمجتمع. واكد عبدالعزيز المطوع خبير في التربية، ان استهداف العقيدة والعبث فيها من خلال تجفيف منابع التربية الوسطية واستئجار من ينبش مواطن الكراهية بالمجتمع لهو هدف التنظيمات الإرهابية، والذي يشدد على معتنقيه اعتناق عقيدة أركانها الانسلاخ التام ومهاجمة الثوابت والقيم بطريقة الإيحاء بأن الكل كفار ليشعشوا الاغتراب. د. سعد القويعي

مشاركة :